أول من أسلم يوم الفتح

كتابة:
أول من أسلم يوم الفتح


أول من أسلم يوم الفتح

إنّ أول من أسلم يوم فتح مكة هو أبو سفيان، وهو صخر بن حرب بن أميّة القرشي الأموي، وقد كان رئيس قريش وأكثرهم مالاً، أسلم مُتأخّراً وحسُن إسلامه، وقد أسلم معه زوجته، وابنه معاوية بن أبي سفيان.[١]


وقد شارك مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة حُنيْن والطائف، وقد أعطاه النبي -صلى الله عليه وسلم- من غنائم غزوة حُنيْن مئة من البعير، وأربعين أوقية، وهذا ما أعطاه للمُؤلَّفة قلوبهم، وقد تولّى نجران في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمّ رجع إلى مكة بعد وفاته لمدة من الزمن، ثم عاد إلى المدينة ومات فيها.[٢]


وقد أكرمه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في فتح مكة أن أعطى له الأمان فقال: (مَن دخل دارَ أبي سفيانَ فهو آمِنٌ، ومَن دخل المسجدَ فهو آمنٌ، ومَن أغلق بابَه فهو آمِنٌ).[٣]


قصة إسلام أبو سفيان

بعد نقض قريش لصلح الحديبية تجهّز المسلمون لفتح مكة، وقد خرج جمع من قريش لتجسّس أخبار المسلمين بعد انقطاع الأخبار عنهم، وكان من ضمنهم أبو سفيان، وقد ساروا مساءً حتى اقتربوا من مُعسكر المسلمين وشاهدوا نيراناً وقِباباً كثيرة، وهذا يدل على كثرة عددهم، فعلموا أنهم مستعدون للحرب.


وقد سمع العباس بن عبد المطلب صوت أبي سفيان، وقد كان العباس قد أسلم هو وعياله، فعرض على أبي سفيان أن يُركبَه معه، ويذهبا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فسار به ولم يعترضه المسلمون، وفي الصباح ذهبا ليقابل أبو سفيان النبي -صلى الله عليه وسلم-، ودار بينهما حوار.


قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ويحك يا أبا سفيان، أما آن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟)، فقال له أبو سفيان: "بأبي أنت ما أكرمك، وما أوصلك، لقد ظننت أنه لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عني شيئاً"، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم: ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟! وبعدها أسلم وشهد شهادة الحق).[٤]


وقد قام جيش المسلمين بعمل عرض عسكري أمامه ليرى قوة المسلمين وهيبتهم.[٥]


أثر إسلام أبو سفيان على فتح مكة

كان لإسلام أبي سفيان أثر كبير على فتح مكة، فقد ساعد إسلامه على فتح مكة سِلماً دون أن تُسفك الدماء في البيت الحرام، وقد ساهم إسلامه في فتح أبواب مكة لجيش المسلمين دون مقاومة، فألقت قريش أسلحتها واستسلموا لجيش المسلمين، فقد ضمنوا أرواحهم وأموالهم إلّا قليل منهم تولى خالد بن الوليد أمرهم في جنوب مكة.[٦]


وقد ساهم إسلام أبي سفيان بتحقيق الهزيمة النفسية في نفوس قريش، فقد كان من زعماء قريش، وانضم إلى صفوف المسلمين ضدهم، ممّا أدى إلى استسلامهم.[٧]

المراجع

  1. عبد الله عبادى اللحجى، كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول، صفحة 533. بتصرّف.
  2. إبراهيم بن محمد المدخلي، كتاب مرويات غزوة الخندق، صفحة 219. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في فقه السيرة، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:377، صحيح.
  4. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة ، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3341، صحيح بمجموع طرقه.
  5. عبد الرحمن بن وهف القحطاني، كتاب غزوة فتح مكة في ضوء السنة المطهرة، صفحة 115-116. بتصرّف.
  6. محمد بن أحمد باشميل، كتاب من معارك الإسلام الفاصلة موسوعة الغزوات الكبرى، صفحة 151. بتصرّف.
  7. منير الغضبان، كتاب المنهج الحركي للسيرة النبوية، صفحة 130. بتصرّف.
2686 مشاهدة
للأعلى للسفل
×