أول من جاهد في سبيل الله

كتابة:
أول من جاهد في سبيل الله

أوّل من جاهد في سبيل الله

شرع الله سبحانه وتعالى الجهاد في سبيله؛ نشراً للإسلام، وليكون الدين كله لله، ولتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، ولتذليل العقبات التي تحول دون وصول شرع الله إلى خلقه، فيحصل بالجهاد الأمن، ويعم السلام، ويدخل الناس في دين الله أفواجاً.[١]

سيدنا إدريس أول من جاهد في سبيل الله

شُرعَ الجهاد في سبيل الله تعالى في زمن نبي الله إدريس -عليه السلام-، وهو أول من جاهد في سبيل الله، وهو أول من سبى من وَلَد قابيل بن آدم واسترقَّ منهم، وقد دعا إدريس -عليه السلام- قومه ووعظهم، وأمرهم بالتزام أمر الله وطاعته، فأبَوا وأطاعوا الشيطان.[٢]

قصة جهاد سيدنا إدريس في سبيل الله

أول ما بدأ رجوع الناس عن دينهم في زمن والد إدريس -عليه السلام- وهو يارد بن مهلائيل، وُلد بعدما مضى من عمر آدم -عليه السلام- 460 سَنة، وفي أيام يارد عُملت الأصنام، وعاد من عاد عن الإسلام، ثم نكح يارد بِرِكْتَا ابْنَةَ الدَّرَمْسِيلِ بْنِ مَحْوِيلَ بْنِ حَنُوخَ بْنِ قَيْنَ بْنِ آدَمَ، فَوَلَدَتْ لَهُ حَنُوخَ، وحنوخ هو إدريس -عليه السلام-، فكان أول بني آدم أُعطي النبوة، ولما زاد في قومه عصيان الله تعالى والبُعد عن الدين؛ وعظ قومه، ولم يستجيبوا، فأمر الله بقتالهم.[٢]

فضل الجهاد في سبيل الله

للجهاد فضائل كثيرة جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، نذكر بعضها فيما يأتي:[٣]

  • قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).[٤]
  • وقال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ).[٥]
  • وقال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ).[٦]

وقد فصَّل الله -جل وعلا- لكل حال من أحوال المجاهد مع ذكر أجره وثوابه العظيم، وفي هذا زيادة فضيلة للمجاهد، وبيان أن منزلته عند الله من أعظم المنازل، ومن ذلك: فضل الغدوة والروح في سبيل الله، فعَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (غَدْوَةٌ أوْ رَوْحَةٌ، في سبيل الله خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا).[٧]

وللجهاد من الفضل والأدلة عليه الشيء الكثير، كفضل من أراد الجهاد فحبسه مرض أو عذر، وكفضل من جهّز غازياً في سبيل الله، وكفضل من بذل نفسه وماله في سبيل الله، وغيرها من التفصيلات التي لا يتسع المقام لذكرها هنا.

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 20780، جزء 11. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أبو الحسن ابن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 55، جزء 1. بتصرّف.
  3. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 449، جزء 5. بتصرّف.
  4. سورة التوبة ، آية:111
  5. سورة الصف، آية:4
  6. سورة التوبة، آية:20-22
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1881، صحيح.
4714 مشاهدة
للأعلى للسفل
×