أول من شرح جسم الإنسان

كتابة:
أول من شرح جسم الإنسان

من هو أول من شرح جسم الإنسان؟

يُعتبرالطبيبان هيروفيلوس وإيراسيستراتوس هما أوّل من شرّحا جسم الإنسان، ويُعد الطبيب الإسكندري هيروفيلوس (Herophilus) أول من شرّح جثثًا بشرية وقد أُطلق عليه "أبو التشريح"، ولد هيروفيلس في إقليم شالسيدون في عام 335 قبل الميلاد، وله العديد من الإنجازات التشريحية قبل أن يُرفع حظر تشريح الجثث في الامبراطورية اليونانية ومنها:[١]

  • درَس تجاويف الدماغ الذي اعتبره مركز الجهاز العصبي.
  • صنّف الأعصاب وميّزها عن الأوعية الدموية.ّ
  • وصَف الإثني عشر بأنّه النهاية السُفلى من المعدة وأطلق عليه اسمه المعروف.


كما ورد في المراجع القديمة أن الطبيب إيراسيستراتوس (Erasistratus) الذي ولد في عام 304 قبل الميلاد هو الوحيد الذي قام بتشريح الجثث البشرية بشكل علمي ومنهجي بجانب هيروفيلوس، ومن أهم إنجازاته في علم التشريح:[٢]

  • وصف صمامات القلب بشكل دقيق وأوضح أن وظيفتها الأساسية هي منع تدفق الدم بشكلٍ عكسي.
  • شرح وظائف الجسم باستخدام القوانين الميكانيكية وأهمها أنّ المادة تتحرك بشكل طبيعي باتجاه أي شي مُفرغ وهذا ينطبق على عمل الجهاز التنفسي، والدوراني، والعصبي، والعضلي.


دور العلماء في علم تشريح جسم الإنسان

إدوين سميث

تُعد بردية إدوين سميث والتي تعود إلى القرن السادس أو السابع عشر قبل الميلاد الوثيقة الوحيدة التي وصلت لوقتنا الحالي والتي تصف جراحة الإصابات في الطب المصري القديم، وقد قدمت هذه الوثيقة دليلًا علميًا على أن الطب المصري للمصابين بالمعارك اعتمد على التشريح مما يدحض النظريات القائلة بأنه اعتمد على السّحر بالرغم من ذكر بعض المصادر لذلك، وقد أثبتت هذه الوثيقة أن مؤلفها يمتلك المهارات الآتية ذات الصلة بعلم التشريح:[٣]

  • التعامل مع الفك المكسور.
  • بيان أن الإصابة في جزء من الدماغ تؤدي إلى شلل في الجزء المعاكس.
  • وصف أجزاء معيّنة من الجسم ذات خصائص تشريحية مثل السائل النخاعي، وطبقات الدماغ الخارجية والسحايا، وبعض الإجراءات الطبية مثل الغرز الجراحية.


أبقراط

عاش أبقراط قبل مولد السيد المسيح بـ 400 عام، وهو أوّل من ألّف في علم التشريح بالرغم من أنّ هذا العلم كان مفهومًا إلى حد ما قبل عصره،[٤] و أبرز ما قّمه ما يأتي:

  • فصل بين الفلسفة والطب ودعا إلى العمل بمهنة الطب بشكل منفصل.[٤]
  • دعا أبقراط إلى دراسة علم التشريح بشكل منفصل خاصة تشريح العمود الفقري والأعصاب المرتبطة به لأنّ ذلك يُساعد على التحكم بجميع وظائف الجسم و التعرف على أعراض مرض معين.[٥]


أرسطو

أرسطو هو معلم الإسكندر الأعظم، ولد عام 384 قبل الميلاد،[٤] وبالرغم من شهرته كفيلسوف إلا أنّه كان عالمًا بالطبيعة ويُمكن اعتباره التشريحي الأول وأول من أنشأ التشريح كعلم مستقل بذاته، وبالرغم من عدم قيامه بالتشريح على الجثث البشرية إلاّ أنّ له مساهماته كبيرة في تشريح الإنسان والحيوان و منها:[٦]

  • درَس الأجنّة البشرية.
  • أجرى تحليلًا منهجيًا لأجسام الحيوانات.
  • أوّل من استخدم مصطلحات فنية لا تزال تُستخدم حتى وقتنا الحالي.
  • قدّم أفضل وصف تركيبي للأعضاء وأجزاء الجسم بالرغم من وجود بعض الأخطاء في المفاهيم الفسيولوجية.


جالينوس

يعد جالينوس أشهر أطباء الحقبة الرومانية، عاش ما بين عامي 129 إلى 200 بعد الميلاد، وقد برع في علم التشريح وغيره من العلوم، فهو الذي أكّد أن الشرايين تحمل الدم وليس الهواء كما كان شائعًا، كما طوّر العديد من أدوات الجراحة والتشريح، وكان يلجأ لتشريح العديد من أنواع الحيوانات مثل الخنازير والماعز بسبب منع تشريح الجثث البشرية مما أوقعه في عدد من الأخطاء ولكنه تميّز بما يأتي:[٧]

  • حاوَل تطوير تصنيف للأمراض وأعراضها استناداً لعلم التشريح.
  • أشار إلى علم التشريح على أنّه الأساس للمعرفة الطبية.
  • ميّز سبع أنواع من الأعصاب الدماغية.
  • ميز بين الشرايين والأوردة.
  • وصَف صمامات القلب.


ابن سينا

هو أبو على الحسين بن عبدالله ابن سينا، عاش في الفترة ما بين 970م إلى 1037م في إيران، ويُعد من أشهر فلاسفة وأطباء العصور الوسطى في العالم الإسلامي،[٨] له العديد من المؤلفات الطبية أهمها القانون في الطب الذي يتضمن خمسة أجزاء رئيسية، الجزء الأول مختص في علم التشريح ويتضمن فصولًا عديدة ومنها:[٩]

  • الفصل الأول عن الهيكل العظمي ويحتوي 30 جزءًا.
  • الفصل الثاني عن العضلات ويحتوي 30 جزءًا.
  • الفصل الثالث عن الأعصاب ويحتوي 6 أجزاء.


ابن النفيس

هو علاء الدين أبو الحسن علي ابن أبي حازم القرشي الدمشقي، ولد في دمشق عام 1213م، وهو أول طبيب يصف الدورة الدموية الرئوية، وقد ركّز في دراسته لعلم التشريح على الحيوانات، ومن أهم إنجازاته في علم التشريح:[١٠]

  • نفى النظرية التي جاء بها جالينوس وهي أن الدم يُصنع في الكبد وتستخدمه العضلات كوقود وأنّ هناك فتحات في حاجز القلب تسمح له بالمرور من جهة لأخرى.
  • أكّد أن الدم يتدفق من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر من القلب وأنّه لا يوجد فتحات في جدار القلب.
  • أكّد وجود نظام للشرايين التي تحمل الدم الخارج من القلب وتحديدًا من الجانب الأيمن إلى الرئتين حيث يختلط مع الهواء ثم يعود إلى القلب عبر الجانب الأيسر.


ابن زهر

هو أبو مروان عبد المالك ابن زهر، ولد عام 1093م وتوفي عام 1162م، كان جراحًا بارعًا ويعود ذلك إلى اهتمامه بعلم التشريح، ومن مساهماته البارزة بهذا المجال:[١١]

  • أجرى عملية فريدة من نوعها وهي عملية ثقب القصبة الهوائية لماعز مما أكد سلامة إجرائها على البشر.
  • شرّح خروف كجزء من أبحاثه في علاج أمراض الرئة.
  • ركّز على أهمية حصول الجراح على مقدارٍ كافٍ من المعرفة والتدريب في علم التشريح قبل ممارسته.
  • أقرّ خطوطًا حمراء يجب على الطبيب التوقف عندها.


الطبيب صلاح الدين ابن جميع

هو هبة الله ابن جميع، أحد أطباء صلاح الدين الأيوبي، ولد في مصر لأسرة من الفسطاط، وتوفي في عام 1198م،[١٢] تميز ابن جميع بكونه طبيب المحكمة في بلاط صلاح الدين الأيوبي،[١٣] وفيما يأتي أبرز ما قدّمه في هذا المجال:

  • برَع في المؤلفات الطبية.[١٢]
  • انتقد بعض الأطباء بعدة أمور ومنها التقصير في فهم تشريح أجزاء الجسم المهمة، مثل: الدماغ، والكبد، والمعدة.[١٣]


تشريح الإنسان في القرنين السابع عشر والثامن عشر

تُعرف هذه الفترة الزمنية باسم "عصر التنوير" وقد اعتمد فيها علماء التشريح على "حتمية فيزاليوس"[١٤]، ويعد أندرياس فيزاليوس من أهم أطباء عصر النهضة،[١٥] وفيما يأتي بعض العلماء وإنجازاتهم في هذه الفترة:

  • أندرياس فيزاليوس، ولد في بلجيكا وعاش في الفترة ما بين 1514م إلى 1564م، وأحدث ثورة في دراسة علم الأحياء وممارسة الجراحة التي تعتمد بشكل رئيسي على التشريح من خلال وصفه الدقيق لجسم الإنسان، وقد ألّف كتابًا في التشريح بناءً على ملاحظاته التي كان يجمعها من عمليات التشريح التي قام بها بنفسه بدلًا من الاعتماد على مساعديه.[١٥]
  • العالم ويليام هارفي، عاش ما بين 1578م إلى1657م، واكتشف عملية دوران الدم والذي أحدث ثورة في عالم الطب من خلال جمعه بين علم التشريح والفيزياء، وقد أدّت نظرياته هذه إلى ظهور تساؤلات حول طبيعة عمل الجسم الداخلية فيما إذا كانت ميكانيكية أو روحانية.[١٤]
  • الأخوين ويليام وجون هنتر اللذين ظهرا في في القرن الثامن عشر، حيث قام ويليام بتأسيس مدرسته الخاصّة في علم التشريح والتي تدرّب فيها أخوه جون ليطوّر فيما بعد مدرسته الخاصّة التي تعتمد على تشريح الثدييات ما عدا الإنسان.[١٤]


تشريح الإنسان في القرن التاسع عشر

مع بداية القرن التاسع عشر انتعشت دراسة الطب في لندن بعد أن كانت مُنتشرة بشكل كبير في مدينة أوكسفورد، وأٌصدر قانون التشريح في بريطانيا العظمى في عام 1832م الذي يُحتّم على كل من يمارس مهنة التشريح الحصول على تصريح لذلك، ومن أهم تطورات علم التشريح في هذا العصر:[١٦]

  • سُمح بدراسة التشريح في مستشفيات لندن بعد اجتياز امتحان الشرف في علم وظائف الأعضاء.
  • سُمح بدراسة التشريح بالتزامن مع دراسة علم وظائف الأعضاء.


وفي هذا القرن في لندن وغيرها من المدن ظهرت مدارس التشريح الخاصة وكانت قريبة من المستشفيات الكبيرة ولكنّها ما لبثت أن تلاشت مع بداية القرن العشرين، ومن أسماء هذه المدارس التي تعود لأصحابها من الأطباء:[١٧]

مدرسة غرينجر التي افتتحها إدوارد غرينجر مُدرّس علم التشريح باللغة الإنجليزية.

مدرسة تيريل التي أسسها الجراج الإنجليزي فريدريك تيريل.

  • مدرسة هنتر للأخوين وليام وجون هنتر.
  • مدرسة جوشوا بروك التي سُمّيت على اسم صاحبها، وقد تميزت باستخدام طرق تسمح بإجراء التشريح في الصيف والشتاء البارد.


تشريح الإنسان في العصر الحديث

خلال العصور السابقة، كان وصول علماء التشريح إلى أجزءا الجسم الداخلية لا يتم إلا من الخارج، إذ لا يمكن رؤية ما تحت الجلد إلا بعمل شق فيه، ولكن تغيّر هذا في أواخر القرن التاسع عشر مع ظهور الاختراعات التكنولوجية التي مكنّت العلماء من رؤية ما لا يمكن رؤيته، وكان لهذه الاختراعات شأنٌ كبير في تطوّر علم التشريح في العصر الحديث وهي مُرتبة حسب ظهورها:[١٨]

  • اختراع توماس أديسون للضوء الساطع والذي حل مشكلة توفير إضاءة طويلة الأمد لعمليات التشريح.
  • اختراع رونتحن للأشعة السينية الذي مكّن من رؤية ما تحت الجلد.
  • اكتشاف الموجات الصوتية من قبل العالم الالماني هاينيش هيرمان هرتس.
  • استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لأول مرة على يد رايموند داماديان.
  • ظهور المزيد من التقنيات التي ساعدت في الاستغناء عن إجراء الشقوق الكبيرة أوعدة شقوق مثل جراحة المنظار باستخدام الشق الواحد (بالإنجليزية: single incision laparoscopic surgery) ، أو جراحة المنظار اللمعية باستخدام الفتحة الطبيعية (بالإنجليزية: natural orifice transluminal endoscopic surgery) والتي لا تترك أي نُدب على الجلد، وكان أول من أجراها  الطبيب السويسري هانز كريستيان جاكوبايوس.


أول من شرح جسم الإنسان هما العالمين هيروفيلوس وإيراسيستراتوس قبل الميلاد بمئات السنين، بالرغم من تأكيد الوثائق التاريخية أن التشريح كان مألوفًا عند أطباء مصر القدماء، وعُرف عن أرسطو، وأبقراط، وجالينوس أيضًا اهتمامهم بعلم التشريح، وقد تطور هذا العلم في العصور الوسطى على أيدي العلماء المسلمين مثل ابن سينا، وابن النفيس، وابن زهر، وابن جميع، وقد أحدث العالم فيزاليوس في القرن السابع عشر ثورة في هذا العلم أدّت إلى إنشاء مدارس خاصة للتشريح وانتشارها في القرن التاسع عشر، وبفضل ظهور الاختراعات التكنولوجية التي مكنت من رؤية ما لا يمكن رؤيته بلغ التطور في علم التشريح مرحلة غير مسبوقة في العصر الحديث.


المراجع

  1. "Herophilus", britannica, Retrieved 21/8/2021. Edited.
  2. "Erasistratus", oxfordreference, Retrieved 21/8/2021. Edited.
  3. "Edwin Smith Papyrus", newworldencyclopedia, Retrieved 21/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "THE History of Anatomy.", umich, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  5. "Health care practices in ancient Greece: The Hippocratic ideal", ncbi, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  6. "A portrait of Aristotle as an anatomist: historical article", ncbi, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  7. "GALEN AND HIS CONTRIBUTION TO ANATOMY: A REVIEW", researchgate, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  8. "Avicenna", britannica, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  9. "An untold story: The important contributions of Muslim scholars for the understanding of human anatomy", wiley, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  10. "Why was medieval Islamic medicine important?", medicalnewstoday, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  11. "contribution of ibn zuhr", smj, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Ibn Jumay", springer, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  13. ^ أ ب "Complaining about doctors in the 12th century", medievalists, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت "the anatomists", umich, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  15. ^ أ ب "Andreas Vesalius", britannica, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  16. "19th Century", dpag, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  17. "A brief history of topographical anatomy", wiley, Retrieved 22/8/2021. Edited.
  18. "A brief history of topographical anatomy", wiley, Retrieved 22/8/2021. Edited.
5099 مشاهدة
للأعلى للسفل
×