محتويات
القاسم
رُزق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بأوَّل أبنائه من الأولاد من أمِّ المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- وهو القاسم، وأصبح رسول الله يُكنَّى باسمه فيُقال له أبا القاسم كما جرت العادة عند العرب، وُلد القاسم في مكَّة المكرَّمة قبل البعثة، وتوفاه الله -سبحانه وتعالى- وهو طفلٌ صغيرٌ لم يتجاوز السَّبعة عشر شهرًا من عمره.[١]
ويقال أنَّه مات بعد بلوغه سنَّ التمييز، وفي بعض الرِّوايات أنَّه توفاه الله وقد تجاوز السَّنتين، وفي أخرى أنَّه عاش سبعة أيَّامٍ فقط، إلَّا أنَّ الرأي الأصوب أنَّه توفِّي وهو ابن سبعة عشر شهرًا، واختلف العلماء حول إدراكه للنبوَّة أم لا، والأصوب أنَّه لم يدركها، بل وُلد وتوفي قبل البعثة النبويَّة.[٢]
زينب
زينب -رضي الله عنها- هي أُولى البنات لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد وُلدت السَّيدة زينب عندما كان عمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثين سنةً، وأسلمت مع أمِّها خديجة -رضي الله عنها-.[٣]
وتزوَّجت زينب -رضي الله عنها- بأبي العاص بن الرَّبيع في مكَّة المكرَّمة، إلَّا أنَّه تأخر في إسلامه فكان من المشركين الذين شهدوا بدرًا، ووقع أسيرًا عند المسلمين، فأرسلت زينب -رضي الله عنها للمسلمين بقلادةٍ كانت قد أهدتها إياها والدتها في يوم زواجها، فأخلوا سبيله.[٣]
وقد توفِّيت السَّيدة زينب -رضي الله عنها- في المدينة المنورة في السَّنة الثَّامنة للهجرة، ولها ولدٌ وبنتٌ هما عليٌّ وأمامة التي كان يحملها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاته، ثمَّ حين ماتت فاطمة -رضي الله عنها- تزوجها علي كرَّم الله وجهه.[٣]
رقية
رقيَّة -رضي الله عنها- هي الثَّالثة في الترتيب بين أبناء النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، تزوجَّت عتبة بن أبي لهب، ثمَّ عند مجيء الإسلام وبعثة النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أمره والداه على أن يطلقها فطلقها، ثمَّ بعد ذلك زوَّجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعثمان بن عفَّان -رضي الله عنه وأرضاه-، وانتقلت معه إلى الحبشة في الهجرة، وأنجبا عبد الله، فأصبحت كنيته أبا عبد الله.[٤]
وقد توفيت رقيَّة -رضي الله عنها- في أيَّام غزوة بدر ودفنت في البقيع،[٤] وحين مرضها أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان -رضي الله عنه- حتى يبقى معها ويعتني بها، فظلَّ معها وتخلَّف عن بدر بأمر من رسول الله، وقد أسهم له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما أسهم لمن شهد معه غزوة بدر.[٥]
أم كلثوم
أم كلثوم -رضي الله عنها- هي البنت الرَّابعة في الترتيب، خُطبت لابن عمها عتيبة بن أبي لهب، ومع مجيء الإسلام وبعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تركها إرضاءً لوالديه، هاجرت أم كلثوم إلى المدينة المنوَّرة مع أختها فاطمة وعاشت في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.[٦]
وبعد وفاة أختها رقيَّة -رضي الله عنها- تزوَّجت أم كلثوم -رضي الله عنها- من عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وكان ذلك في شهر ربيع الأوَّل من العالم الثَّالث للهجرة، وعندئذٍ عُرف عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بلقب ذي النورين، ولم تُنجب أم كلثوم من الأبناء أحدًا، واستمرت مع عثمان بن عفان -رضي الله عنه- حتى توفاها الله -تعالى-، وذلك في السَّنة التاسعة للهجرة، وقد دُفنت في البقيع.[٦]
فاطمة
فاطمة -رضي الله عنها- هي أصغر بنات النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وقد تزوَّجت من علي بن أبي طالب بأمرٍ من الله -عزَّ وجلَّ-، وأنجبت له من الأبناء الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم وزينب.[٧]
ومن الجدير بالذِّكر أنَّ فاطمة -رضي الله عنها- هي من أحب البنات لأبيها، إذ كانت خديجة -رضي الله عنها- إذا أنجبت أحضرت مرضعةً لترضع أطفالها، ما عدا فاطمة فقد أرضعتها أمُّها، وقد نالت اهتمام والديها منذ نعومة أظفارها.[٧]
وكانت فاطمة -رضي الله عنها- من أشبه النَّاس بسيد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم- في المشية، وكان يحبها كثيرًا ويعظم شأنها، إذ دخلت عليه مرَّةً فقام وحضنها وأخذ يقبلها ويقول: (إِنَّما فاطمةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، يُؤْذِينِي ما آذَاها، ويُنْصِبُنِي ما أنْصَبَها)،[٨] كما كان -صلى الله عليه وسلم- يحبُّ الحسن والحسين فيقول: (اللَّهمَّ إنِّي أحبُّهما فأحبَّهما).[٩][١٠]
وتوفِّيت فاطمة -رضي الله عنها- بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بستة أشهر، ويُقال ثلاثة أشهر أو خمس وسبعون ليلةً أو أربعون ليلةً، وكانت تبلغ من العمر تسع وعشرون سنةً، ويُقال واحدٌ وثلاثون سنةً.[١١]
عبد الله
عبد الله هو آخر أبناء الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- من خديجة -رضي الله عنها-، والذي كان يُلقَّب بالطيب والطاهر لأنَّه ولد في عصر الإسلام.[١٢]
وُلد عبد الله في مكَّة المكرَّمة بعد بعثة النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وتوفِّي أيضًا في مكَّة، وعند وفاته أنزل الله -سبحانه وتعالى- على رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- قوله -تعالى-: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ)،[١٣] إذ كان المشركون يقولون أنَّ نبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- لم يبق له أحدٌ بعد وفاة أبنائه وانقطاع نسله، إلَّا أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد أبقى اسم نبيه محفوظًا إلى يوم القيامة وتردده الألسن في كلِّ أذانٍ وصلاةٍ.[١٤]
ملخص المقال: رُزق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من زوجته خديجة بستة أولاد هم القاسم وعبدالله، وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة -رضي الله عنهنّ- ، ومن الجدير بالذِّكر أنَّهم جميعًا ماتوا في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلَّا فاطمة -رضي الله عنها- فقد توفيت بعد وفاة أبيها بعدَّة أشهر.
المراجع
- ↑ أحمد أحمد غلوش (2004)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني (الطبعة 1)، صفحة 169. بتصرّف.
- ↑ الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (الطبعة 1)، بيروت - لبنان:دار الكتب العلمية، صفحة 19، جزء 11. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد سليمان المنصورفوري، رحمة للعالمين (الطبعة 1)، الرياض: دار السلام ، صفحة 355 357. بتصرّف.
- ^ أ ب البلاذري (1996)، أنساب الأشراف للبلاذري (الطبعة 1)، بيروت:دار الفكر ، صفحة 401، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة التاريخية، صفحة 39. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد أحمد غلوش (1424)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني (الطبعة 1)، صفحة 173. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد أحمد غلوش (2004)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني (الطبعة 1)، صفحة 173. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن الزبير بن العوام، الصفحة أو الرقم:2366، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسامة بن زيد ، الصفحة أو الرقم:3747، صحيح .
- ↑ صالح المغامسي، التعليق على الدرة المضيئة في السيرة النبوية للمقدسي، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ البلاذري (1996)، أنساب الأشراف للبلاذري (الطبعة 1)، بيروت:دار الفكر ، صفحة 402. بتصرّف.
- ↑ صالح المغامسي، التعليق على الدرة المضيئة في السيرة النبوية للمقدسي، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ سورة الكوثر، آية:1 2 3
- ↑ محمد سليمان المنصورفوري (1348)، رحمة للعالمين (الطبعة 1)، الرياض:دار السلام، صفحة 349. بتصرّف.