أين تذهب الروح أثناء النوم

كتابة:
أين تذهب الروح أثناء النوم

أين تذهب الروح أثناء النوم؟

الروح من الغيبيّات التي اختصّ الله العلمَ بها لنفسه، حيث لا يُعرف عنها غير أنها من أمر الله تعالى، إذ يقول سبحانه: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلً}،[١] وبذلك لا يُدرك من أمر الروح إلّا ما أخبر به الشرع.[٢]


فلا تُعرف حقيقتها ولا كيف تتعلّق بالجسد أو تنفصل عنه، حيث أخبر الشرع أن الروح تغادر جسد المرء حين نومِه، إذ تفارقه جزئيًا وتبقى قريبة منه متصلّةً معَه، فيتنفّس ويرى الأحلام ويتحرّك، وقيل تعرج روحه إن كان مؤمنًا إلى عرش الرحمن وتسجد عنده، وتجول روح العاصي أو الكافر مع شياطين الأرض، ثمّ تعود إلى جسده حين يصحو من نومه،[٣] يقول سبحانه: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.[٤][٢]


هل خروج الروح عند النوم يكون مثل خروجها عند الموت؟

لا يُعرفُ على وجه اليقين ما حال الروح في حال خروجها، ولكن خروج الروح أثناء النوم يكون جزئيًا، حيث يسمى ميتةً صغرى،[٥] إذ يقول سبحانه في كتابه: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى}،[٦] حيث تذهب الروح إلى حيث يريد الله تعالى لها أن تذهب ولكنها تظل متصلة بالجسد بطريقة ما، وفي ذلك قال أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا آوى أحَدُكُمْ إلى فِراشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِراشَهُ بداخِلَةِ إزارِهِ، فإنَّه لا يَدْرِي ما خَلَفَهُ عليه، ثُمَّ يقولُ: باسْمِكَ رَبِّ وضَعْتُ جَنْبِي وبِكَ أرْفَعُهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْها، وإنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ".[٧][٨]


أين تذهب الروح عند الموت؟

حين يموت الإنسان، تفارقه روحه بالكليّة، فلا يبقى شيءٌ من أثرها في جسده، وهي الميتة الكبرى حيث يختلف الناس في كيفية خروج روح المرء على درجة إيمانه، حيث تخرج الروح من جسد المؤمن بطريقة هيّنة ليّنة، فيشعر بالراحة والاطمئنان،[٩] ومما عُرِف من الشرع أن الروح تعود إلى الجسد مرةً أخرى، ليسأله الملكانمنكر ونكير فإما نعيم وإما عذاب،وقال سبحانه في الشهداء: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}،[١٠] حيث يخبر سبحانه أن الشهداء وإن ماتت أجسادهم فهم أحياء عند ربهم يرزقون.[١١]


ما معنى: الله يتوفى الأنفس حين موتها؟

معنى الآية أنَّ الله يتوفى نفس الإنسان التي تموت ميتةً كبرى والتي تموت ميتًة صغرى حين نومها وكلها بيده، فيقبض روح الميت عند انقضاء أجله إليه، أما النائم فيتوفى الله نفسَه فقط ويرسلها إلى وقتٍ يعلمه -سبحانه- ثمّ يعيدها إلى جسده، حيث وإن انفصلت عنه جزئيًا إلّا أنها لم تنقطع عن الجسد.[١٢]

المراجع

  1. سورة الإسراء، آية:85
  2. ^ أ ب [ليلى عطار]، كتاب آراء ابن الجوزي التربوية، صفحة 342. بتصرّف.
  3. [سعيد بن مسفر]، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 14. بتصرّف.
  4. سورة الزمر، آية:42
  5. [موسى شاهين لاشين]، كتاب فتح المنعم شرح صحيح مسلم، صفحة 54. بتصرّف.
  6. سورة الأنعام، آية:60
  7. رواه أبو هريرة، في صحيح البخاري، عن البخاري، الصفحة أو الرقم:6320.
  8. سهل العتيبي، الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين، صفحة 87. بتصرّف.
  9. ابن باز، كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 425. بتصرّف.
  10. سورة آل عمران، آية:169
  11. ابن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 425. بتصرّف.
  12. الرازي، تفسير الرازي مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، صفحة 456. بتصرّف.
3058 مشاهدة
للأعلى للسفل
×