أين تقع طبلة الأذن

كتابة:
أين تقع طبلة الأذن

طبلة الأذن

يحتوي جسم الإنسان على خمسه من أعضاء الحِسيّة التي تُمكِّنُه من الشم، والتذوق، واللَّمس، والرؤية، وسماع الأصوات، وعند الحديث عن السَّمع والقدرة على تمييز الأصوات التي تحيط بالناس يُشار إلى الأذنين؛ وهما من أعضاء الحس التي توفِّر القدرة على معرفة الصوت وتحديد مصدره، ولا تقتصر وظيفة الأذنين على السمع فحسب، وإنّما تساعد التراكيب الموجودة في الأذن في تحقيق التوازن في الجسم أثناء تغيّر سرعة حركة الرأس واتجاهها.[١]

وتجدر الإشارة إلى انقسام الأذن ثلاثة أقسام رئيسة؛ إذْ تنتقل الأمواج الصوتيَّة عبر الأذن الخارجية مرورًا بالأذن الوسطى ووصولًا إلى الأذن الداخليَّة، وكل واحد من هذه الأجزاء يضمّ مجموعة من التراكيب والأجزاء التي تلعب دورًا مهمًّا في إتمام الوظيفة التي تؤديها الأذنان في الجسم،[١] وواحدة من التراكيب المهمّة في الأذن طبلة الأذن؛ وهي سديلة (غطاء) رقيقة ومشدودة من الجلد تشبه الطبلة حقٍّا، فهي تهتز إثر تعرُّضها للموجات الصوتية. وفي هذا المقال يُبيّن موقع طبلة الأذن بالتحديد، وعدد من الأمور المتعلقة بها.[٢]


أين توجد طبلة الأذن؟

لمعرفة موقع طبلة الأذن بالتحديد يجب إلقاء نظرة سريعة على الأذن الوسطى، -فكما أشير في بداية المقال- تتكوَّن الأذن من ثلاثة أجزاء رئيسة: الأذن الخارجيَّة، والأذن الداخلية، وتوجد بينهما الأذن الوسطى؛ وهي المسؤولة عن نقل الاهتزازات الصوتيَّة إلى الأذن الداخليَّة. وفي الحقيقة يفصل الأذن الوسطى عن قناة الأذن -الموجودة في الأذن الخارجية- الغشاء الطبلي (Tympanic membrane)، أو المعروف بطبلة الأذن؛ وهي طبقة دائريَّة مقعّرة رفيعة من النسيج، والتي توجد في الحد الفاصل بين الأذن الخارجية والأذن الوسطى، وتمتاز بقدرتها على الاهتزاز أثناء تعرُّضها لأمواج الصوت، ولحدوث هذا الاهتزاز يجب أنْ يبدو ضغط الهواء على جانبي طبلة الأذن مُتساويًا، أمَّا في حالة زيادة الضغط على أحد جانبيها فإنَّ هذا يتسبَّب في عدم قدرة الغشاء على الحركة بِحُريَّة، وبالتالي انخفاض القدرة على سماع الأصوات.[٣]


ما التركيب التشريحي لطبلة الأذن؟

يبلغ قطر طبلة الأذن حوالي 8 إلى 10 ملليمترات بسُمك 0.1 ملليمتر تقريبًا، أمَّا وزنها فهو لا يتجاوز 14 ملليغرامًا تقريبًا، ويظهر سطح طبلة الأذن مقعَّرًا قليلًا نحو الداخل، بينما يثبِّت الغشاء الطبلي حلقة غضروفيَّة سميكة. وعلى الرغم من صِغر حجمه وكتلته، فإنَّ الغشاء الطبلي غشاء متين ومرن للغاية يغذِّيه عدد كبير من الأعصاب، ممَّا يجعله فائق الحساسيَّة تجاه الألم. وتتكوَّن طبلة الأذن من ثلاث طبقات: الطبقة الخارجية وهي الطبقة الجلدية، تليها الطبقة الليفيَّة الوسطى، أمَّا الطبقة الموجودة على السطح الداخلي من طبلة الأذن؛ فهي طبقة من الغشاء المخاطي.[٣][٤]


ما وظيفة طبلة الأذن؟

أمَّا عن وظيفة طبلة الأذن الأساسية فهي تتلخَّص في المساعدة في سماع الأصوات، ويحدث ذلك عند دخول هذه الأمواج الصوتية عبر الأذن وضربها الغشاء الطبلي، ممَّا يؤدي إلى اهتزازه، ثم نقل الاهتزازات عبر سلسلة من العظام المُتحرِّكة والتي تُعرف بالعظيمات الثلاثة الموجودة في الأذن الوسطى، وهذا يفسِّر سبب حدوث صعوبة في السَّمع، أو حتى فقدان السمع في حالة عدم وجود طبلة الأذن، أو في حالة التعرُّض لثقب في الطبلة.[٤] ولتحويل اهتزازات الموجات الصوتيَّة إلى حركة سائل في الأذن الداخلية يحدث ما يأتي:[٣]

  • انتقال تردُّد الحركة من طبلة الأذن والعظيمات الثلاثة إلى النافذة البيضاوية (The Oval window) -وهي قطعة من النسيج شبيهة بالحلقة توجد عند مدخل الأذن الداخلية- فيؤثر الضغط في النافذة البيضاوية مع كل اهتزاز.
  • إنتاج حركات شبه موجيَّة في السائل الموجود في الأذن الداخليَّة بالتردد نفسه لموجات الصوت، ولتحريك السائل يجب تضخيم ضغط الأمواج الصوتيَّة المُنتقلة لتكوين اهتزازات في السائل داخل القوقعة، ويحدث ذلك بآليتين؛ هما:
    • تأثير مساحة سطح الغشاء الطبلي الذي يفوق مساحة سطح النافذة البيضوية بكثير.
    • تأثير العظيمات الثلاثة في زيادة مقدار القوة المؤثرة في النافذة البيضاوية إلى حدٍّ كبير.

ثم تحوّل الأذن الداخلية القوة الميكانيكية للصوت المتمثلة في اهتزاز السائل إلى سيالات عصبية تنتقل عبر العصب السمعي إلى الدماغ.[٣]


نصائح لحماية طبلة الأذن

إحدى المشكلات التي قد تتعرَّض لها طبلة الأذن تتمثَّل في الثقب أو التمزُّق، وهو ما يصاحبه ضعف السمع، وآلام في الأذن، وسماع صوت الطنين وغيرها من الأعراض، وربما كان السَّبب وراء حدوث تمزُّق طبلة الأذن يكمن في تعرُّضها لضغط شديد، أو الإصابة بعدوى الأذن الوسطى، أو التعرض لإصابات شديدة على الرأس، أو سماع الأصوات المرتفعة جدًّا، أو حتى نتيجة إدخال جسم غريب في الأذن، وغيرها من الأسباب المختلفة التي تقتضي توجيه الرعاية والاهتمام بالأذن، وحماية الغشاء الطبلي من مثل هذه العوامل التي تؤدي إلى ثقبه، ولتطبيق ذلك يوصى باتباع النصائح في ما يأتي:[٥]

  • تجنب إدخال الأجسام الغريبة إلى الأذن؛ ذلك بتجنب استخدام بعض الأدوات لإزالة شمع الأذن؛ مثل: مسحة القطن أو المشبك الورقي أو دبوس الشعر؛ تجنبًا لتعريض طبلة الأذن للثقب أو التمزق. ويجب الحرص على تثقيف الطفل بالضرر الذي قد يحدث بسبب إدخال الأجسام الغريبة في الأذن.
  • الخضوع للعلاج في حالة الإصابة بعدوى الأذن الوسطى؛ لذا يجب التركيز على الأعراض التي قد تظهر على الشخص وتُشير إلى إصابته بعدوى في الأذن الوسطى؛ كانخفاض السمع، واحتقان الأنف، والشعور بألم في الأذن، والإصابة بالحمى، إذْ يجب طلب الرعاية الطبية الفوريَّة؛ لمنع احتمال تعرض طبلة الأذن للضرر.
  • حماية الأذنين أثناء التحليق في الطائرة؛ ففي أثناء الإقلاع أو الهبوط يوصَى بعدم النوم، والمحافظة على توازن الضغط داخل الأذنين باستخدام سدَادات الأذن التي تعادل الضغط، أو عن طريق مضغ العلكة، أو التثاؤب، وتُستخدَم طريقة مناورة فالسالفا (Valsalva maneuver) المتمثِّلة في إغلاق الفم والأنف، ومحاولة دفع الهواء في الأنف أثناء إغلاقه.
  • حماية الأذنين من الأصوات العالية؛ إذ من الأولى تجنُّب الأنشطة التي تعرِّض الأذنين للأصوات العالية، لكنْ في الحالات التي تقتضي العمل مع وجود أصوات عالية في المحيط يوصَى بارتداء سدادات الأذن أو غطاء الأذنين لحماية طبلة الأذن.
  • تقليل خطورة التعرض للعدوى في الأذن عن طريق المسارعة إلى علاج عدوى الجهاز التنفسي العلوي في الحلق أو الأنف.[٦]
  • مراجعة الطبيب في حالة تراكم شمع الأذن لتنظيفه.[٦]
  • ارتداء الخوذة باستمرار عند ممارسة الأنشطة التي قد تُعرِّض الشخص لخطر إصابات الرأس أو الأذنين؛ كقيادة الدراجة، والتزلج.[٦]
  • اتباع التقنيات والتوجيهات الصحيحة أثناء ممارسة رياضة الغوص تحت الماء؛ تجنُّبًا لحدوث التغيَّرات في الضغط في داخل الأذنين، والتي قد تعرضها للخطر.[٦]
  • الحرص على نظافة الأقراط وشحمة الأذن؛ ذلك بتعقيمها بانتظام باستخدام الكحول.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب "Ear", healthline, Retrieved 29-6-2020. Edited.
  2. "Word! Eardrum", kidshealth, Retrieved 29-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Ear anatomy", healthengine, Retrieved 29-6-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Tympanic membrane", healthline, Retrieved 29-6-2020. Edited.
  5. "Ruptured eardrum (perforated eardrum)", mayoclinic, Retrieved 29-6-2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Ear Care Tips", clevelandclinic, Retrieved 29-6-2020. Edited.
6096 مشاهدة
للأعلى للسفل
×