محتويات
مدينة العلا
تُعرف مدينة العلا بأنّها من المدن الواقعة في المملكة العربيّة السّعوديّة، وتحديداً إلى الجهة الغربيّة من شبه الجزيرة العربيّة، وهي إدارياً تتبع لمنطقة المدينة المنوّرة، حيث تبعد عن المدينة ما يقارب ثلاثمئة كيلو متراً تقريباً، وقد ذكر ياقوت الحموي مدينة العلا، إذ قال بأنّ النبي صلى الله عليه وسلّم قد نزل بها حين كان متجهاً لغزوة تبوك، ومساحة مدينة العلا تُقدّر بتسعة وعشرين ألفاً ومئتي كيلو متر مربع، أمّا عدد سكّانها فإنّه يزيد عن خمسة وستين ألف نسمة.
أصل التسمية
تُعرف هذه المدينة منذ القِدَم باسم ديدان، وربّما تعود هذه التسمية لوجود مسجد يُعرف باسم مسجد العضام، إلاَّ أنّها تحوّلت لاحقاً لاسم العلا نظراً لوجود عينان مياه عذب مشورتان بمائها العذب، تُعرف العين الأولى باسم المعلّق، أمّا العين الثانيّة فتعرف باسم تدعل، ويُحكى بأنّه على منبع عين المعلّق أشجار نخيل شاهقة العلو، ولذلك أطلق اسم العلي أو العلا.
تشتهر مدينة العلا بألقاب عديدة، حيث تُعرف بعروس الجبال، وأيضاً بعاصمة التاريخ والآثار، وتعود هذه الألقاب لما تتحلّى به من طبيعة ساحرة جبليّة، إضافة لكونها مرتفعة عن مستوى سطح البحر بما يزيد عن سبعمئة مترٍ، إضافة للمواقع الأثريّة الكثيرة الموجودة فيها، حيث عُثر فيها على العديد من التماثيل وأيضاً المعابد التي تعود لعام تسعمئة قبل الميلاد حيث كان عصر اللحيانيين.
موقع المدينة
إنّ مدينة العلا تتوسّط المرتفعات الجبليّة الموجودة في القسم الغربي من شبه الجزيرة العربيّة، حيث نجد الجبال متوضّعة في شرقها وغربها، لتصل أيضاً إلى جنوبها، وهي متوضعة في الوادي ذو الخصوبة الكبيرة، وترتبط مدينة العلا مع أغلب المدن المجاورة بها عن طريق أراضٍ زراعيّة، فيفصلها عن المدينة المنوّرة مسافة تقدّر بثلاثمئة كيلو متراً مربّعاً، وعن مدينة الوجه مسافة مئتي كيلو متراً، وعن مدينة تبوك فإنّ المسافة الفاصلة بينهما هي مئتان وخمسون كيلو متراً، أمّا عن مدينة حائل فالمسافة هي أربعمئة كيلو متراً، ومدينة خيبر تبعد عنها مسافة مئتي كيلو متراً، أما مدينة الجهراء فإنّها تبعد عنها فقط تسعين كيلو متراً.
تقع آثار الحجر إلى شمال مدينة العلا مباشرةً، حيث تُعرف هذه الآثار بمدائن صالح، وتعود في تاريخها لحضارة الأنباط، وفي مجملها محفورة في الصخر كما عادة الأنباط قديماً، وقد سُجّلت هذه الآثار من قبل منظّمة اليونيسكو كأحد المواقع التاريخيّة، ونجد على مقربة من هذه الآثار محطّة السكّة الحديديّة القديمة، والتي تُعرف باسم خط الحجاز والتي قام بناها العثمانيون قديماً.
تشتهر في هذه المدينة زراعة الحمضيّات، إضافة لشجر النخيل، وتكثر فيها الفواكه، ويعود ذلك لوفرة مياهها الجوفيّة، وتتمتّع بمناخٍ قاريّ، إذ نجده حاراً في فصل الصيّف وبارداً في فصل الشتاء.