أين تقع مدينة قوم عاد

كتابة:
أين تقع مدينة قوم عاد

مدينة قوم عاد

تعدّدت الآثار والروايات التاريخيّة الواردة في موقع مدينة قوم عاد، وأرجح هذه الروايات أنّها تقع في شبه الجزيرة العربية، وتحديدًا في منطقة الأحقاف؛ وهي أرضٌ تقع في القسم الجنوبي من شبه الجزيرة العربية إلى الشمال الشرقي من منطقة حضرموت اليمنية، وتنحصر أرض الأحقاف بين الربع الخالي وسلطنة عمان، والجمهورية اليمنية، والموقع اليوم محاط بالصحارى القاحلة، فيما تتّجه بعض الروايات إلى القول بأنّ عاد تقع في شمال الجزيرة العربية.[١]

وقد ورد ذكر عاد في القرآن الكريم في مواطن عدَّةٍ، كما جاء القرآن على ذكر مدينتهم باسم: إرم ذات العماد، من قوله تعالى في سورة الفجر: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ)،[٢] حيث يذكر بعض المؤرّخين أنّ إرم هو اسمٌ للقبيلة التي سكنت المدينة، وذات العماد وصفٌ لهذه القبيلة، وأنّها في حضرموت، بناها شدّاد بن عاد، وكان ذا قوَّةٍ وجبروتٍ؛ حيث أراد من بناء مدينة إرم أن يجعلها بمظهرها وما فيها محاكيةً للجنّة.[٣]


مكانة قوم عاد

قوم عادٍ قبيلةٌ عربيَّةٌ من أقدم قبائل العرب العاربة، كانوا قومًا ذوي حضارةٍ وتمدّنٍ، فكانوا بارعين في البناء والعمران، فبنوا البيوت في المرتفعات فوق الجبال، ونشطوا في الزراعة؛ حيث أنعم الله -تعالى- عليهم بنعمٍ كثيرةٍ، ورزقهم من خيراته، ومكَّن لهم في الأرض، وكانوا من أشد الأقوام قوَّةً وبأسًا، وهذا كله من أنعُم الله تعالى عليهم، إلّا أنّهم جحدوا نعم الله -سبحانه وتعالى-، وأشركوا به؛ فكانوا عبدةً للأصنام.[٤]

نبي الله هود

نسبه

تعدّدت روايات أهل العلم في نسب هذا النبي هود -عليه السلام-؛ فهناك من ذهب إلى أنه هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وهناك من قال أنه عابر بن شالخ بن أرفخشذ، وقيل -أيضًا- إنّه هود بن عبد الله بن رباح بن الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ -أو إدريس- بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم -عليهم السلام-.[٥]

دعوته لقومه

كان نبي الله هود -عليه السلام- من أعظم الأنبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله -تعالى- إلى أقوامهم؛ لدعوتهم وهدايتهم، وإنذارهم وتحذيرهم من الإصرار على الشرك وترك الإيمان بالله تعالى وتوحيده، فدعا قومه واستمرّ في دعوتهم رغم جحودهم وإصرارهم على الكفر، قال تعالى: (وَإِلى عادٍ أَخاهُم هودًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ إِن أَنتُم إِلّا مُفتَرونَ).[٦][٤]

ورغم ما بذله هود -عليه السلام- في دعوة قومه بالحكمة والخطاب اللين، ترغيبًا وترهيبًا، وحين تبيّن أنّهم لن يؤمنوا بدعوته، تركهم حتّى حلّ بهم العذاب؛ فأرسل الله -تعالى- عليهم ريحًا شديدةً استمرّت سبع ليالٍ وثمانية أيامٍ، أهلكتهم وأبقتهم هامدين بلا حراكٍ في أماكنهم، قال تعالى: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ).[٧][٤]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 56. بتصرّف.
  2. سورة الفجر، آية:6-7
  3. ياقوت الحموي، معجم البلدان، صفحة 155-156. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 78-85. بتصرّف.
  5. ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 120. بتصرّف.
  6. سورة هود، آية:50
  7. سورة الحاقة، آية:6-7
5232 مشاهدة
للأعلى للسفل
×