أين دفن سيدنا إسماعيل

كتابة:
أين دفن سيدنا إسماعيل

مكان دفن إسماعيل عليه السلام

توفيَّ نبيُّ الله إسماعيلُ -عليه السلام- في مكة المكرَّمة،[١] ودُفِنَ عندَ قبر أمِّه هاجر، ويقعُ قبره داخلَ الحِجرِ مما يلي بابَ الكعبةِ، بجوارِ قبر أمِّه الَّتي كانت قد توفيت قبلهُ، ودُفِن معها داخلَ الحِجرْ.[٢]


وكانَ عُمُر إسماعيل -عليه السلام- يوم توفيَّ مئة وسبعة وثلاثون عاماً، ومما يُروى عن عمر بنِ عبدِ العزيزِ أنَّه قال: "شكى إسماعيلُ -عليه السلام- إلى ربِّهِ -عزَّ وجلَّ- حرَّ مكةَ، فأوحى إليه أنِّي سأفتحُ لكَ باباً إلى الجنَّةِ إلى الموضعِ الذي تُدفن فيهِ، تجري عليكَ روحها إلى يومِ القيامةِ".[٣]


ما هو حجر إسماعيل عليه السلام

حجرُ إسماعيلَ هو القسمُ الخارجُ عن جدارَ الكعبةِ، وهو محوطٌ مدوَّر على شكلِ نصف دائرةٍ، ويسمى أيضاً الحَطِيمَ، وقيل إنَّ الحَطِيمَ هو جدارُ الحِجر، وقيل إنَّه ما بين الرُّكنِ وزمزم والمقام، وقد اختلف العلماءُ في كونه يعتبرُ جزءاً من البيتِ الحرام أم لا؛ فذهبَ جمهور الفقهاءِ إلى أنَّ ستةَ أذرعٍ نبويَّة من الحِجر تعد جزءاً من البيتِ، وقال الحنفيَّة والحنابلة إنَّ جميع الحِجرِ يعدُّ من البيت المحرَّم.[٤]


والصَّلاةُ داخلِ حِجر إسماعيل مستحبة كما بيَّن العلماء؛ وذلكَ لأن الحجرَ من البيت الحرام، كما أنَّه قد صحَّ عنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قد صلى ركعتين داخلَ الكعبة عند فتحِ مكة، كما وجَّه عائشة -رضي الله عنها- لتُصلي داخلَ الحِجر لأنَّه منَ البيتِ.[٥]


تعريف بسيدنا إسماعيل عليه السلام

هو نبيُّ الله إسماعيل -عليه السلام-، والابن الأكبر للنبيِّ إبراهيم -عليه الصلاة السلام- من زوجته المِصريَّة هاجر، وهو من نسلِ نوحٍ -عليه السلام-، ومن ذريته نبي الله محمد -عليه الصلاة والسلام-، وقد ولد في أرضِ الشَّام، ثمَّ انتقلَ به والدهُ إلى مكة المكرَّمةِ عند موضعِ البيتِ الحرامِ بأمرٍ من الله تعالى، وكانَ ذلكَ الموضع وقتها وادٍ غيرَ ذي زرع، أرضاً جرداء قاحلة لا ماء فيها.[٦]


وكانَ إسماعيل -عليه السلام- رضيعاً يصيبهُ العطشُ الشديدُ، و إنَّ الماء الذي كانَ مع أمِّه هاجر قد نفد، فخشيت عليهِ أمُّهُ الموتَ من شدَّة العطشِ والحرِّ، فبقيت تمشي بينَ الصفا والمروةِ باحثةً عن ماءٍ؛ حتَّى فجَّر الله لها عينَ ماءِ زمزم.[٧]


ويتميز إسماعيل بعددٍ من الخصائصِ، نبينها على النحو الآتي:[٨]

  • أوَّل من سميَ بهذا الاسمِ من بني آدم.
  • لغتهُ كانت لغةَ العربِ.
  • إليه ترجعُ أنسابُ العربِ.
  • شريكُ والدهِ في بناءِ الكعبةِ.
  • الذبيحُ الَّذي ذُكرَ في القرآن الكريم من قصةِ إبراهيمَ -عليه السلام- مع ابنه الذبيحِ الَّذي استسلم لأمرِ الله -تعالى- ففداه الله بكبشٍ عظيم.
  • صفهُ القرآن الكريم بأنَّه عليم، وحليم، ومسلمٌ، ومستسلمٌ لله -تعالى-، وأنَّه صابرٌ وصادق الوعد ومرضيٌّ عند الله -تعالى-.


نبوة سيدنا إسماعيل عليه السلام

لمَّا بلغَ إسماعيلُ -عليه السلام- أربعينَ عاماً؛ اصطفاهُ الله -تعالى- وأرسلهُ نبيِّاً إلى قبائلِ العربِ من جرهم والعماليق، وقبائلِ اليمنِ، وكان حاله -عليه السلام- كحال الأنبياء الآخرين الذين أرسلهم الله -تعالى-؛ فقد آمن به من آمن من قومه، وكفرَ به وكذَّب بدعوته آخرون،[٦] وقد ذُكرت نبوته بالقرآن الكريم، إذ يقول -تعالى-: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا).[٩]


يتناولُ هذا المقال ذكر مكان دفن نبي الله إسماعيل -عليه السلام-؛ حيث دفن بمكة بجانب قبر أمه داخل الحجر، ثم تطرق المقال إلى تعريف موجز بحجر إسماعيل -عليه السلام-، ثم تعريف بنبي الله إسماعيل وأبيه إبراهيم -عليهما السلام- وبنائهم للكعبة، ومن ثم ذكر نبذة من نبوة إسماعيل ودعوته لقومه -عليه السلام-.


المراجع

  1. الزركلي خير الدين بن محمود (2002)، الأعلام (الطبعة 5)، صفحة 307، جزء 1. بتصرّف.
  2. الكلاعي أبو الربيع سليمان بن موسى (1999)، الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 44، جزء 1. بتصرّف.
  3. ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر (1986)، البداية والنهاية، صفحة 193، جزء 1.
  4. وزارة الأوقاف الكويتية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت:دار السلاسل، صفحة 102-103، جزء 17. بتصرّف.
  5. ابن باز عبد العزيز بن عبد الله (2002)، تحفة الإخوان في أجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام (الطبعة 2)، السعودية:وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 63. بتصرّف.
  6. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 312. بتصرّف.
  7. الفاكهي أبو عبد الله محمد بن إسحاق (1993)، أخبار مكة (الطبعة 2)، بيروت:دار خضر، صفحة 72، جزء 5. بتصرّف.
  8. الفيروزآبادي مجد الدين أبو طاهر (1973)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، القاهرة:المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، صفحة 39، جزء 6. بتصرّف.
  9. سورة مريم، آية:54
9925 مشاهدة
للأعلى للسفل
×