محتويات
أين سيدفن سيدنا عيسى في نهاية الزمان؟
قبل الإجابة على هذا السؤال لا بدَّ من التوضيح أنَّ نبيَّ الله عيسى -عليه السلام- لم يمت إلى الآن ولم يُدفن، لكنَّه حين يموتُ في نهاية الزمان فإنَّه سيُدفن بجانب الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المنطقة الخاليةِ التي بينه وبين قبر أبو بكرٍ وعمر -رضي الله عنهما-.[١]
وقد استنبط بعض أهل العلم من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما قبَضَ اللهُ نَبيًّا إلَّا في المَوضِعِ الذي يُحِبُّ أنْ يُدفَنَ فيه)،[٢] من أنَّ عيسى سيموت في الحجرةِ المدفون بها رسول الله.[١]
قصة رفع سيدنا عيسى إلى السماء
تمَّ في الفقرة الأولى بيانَ أنَّ عيسى -عليه السلام- ما زال على قيدِ الحياةِ إلى الآن، لكنَّه غيرَ موجودٍ في الأرضِ، حيثُ إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- رفعه إلى السماء، وقد ذكر الله -عزَّ وجلَّ- ذلك في كتابه المجيد حيث قال: (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا، وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا، بَلْ رَفَعَهُ اللَّه).[٣]
وقصة رفع عيسى -عليه السلام- بدأت بعد أن أنزل الله -عزَّ وجلَّ- الإنجيلَ عليه، حيث بدأ عيسى يدعوا قومَه إلى الدينِ الحقِّ، وانقسم النَّاس آنذاكَ إلى مؤمنٍ وكافرٍ، وبالرغمِ من تأييدِ الله -عزَّ وجلَّ- نبيَّه بالمعجزاتِ إلَّا أنَّه بقيَ قسمٌ من الناسِ كافرين بما جاء به، وهؤلاء حاولوا قتله وصلبه، إلَّا أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أنقذه من مكرهم.[٤]
وكان إنقاد الله تعالى لنبيه من خلال أنَّه ألقى الشبه على رجلٍ آخرَ كان يُنافق عيسى -عليه السلام-، حتَّى ظنَّ الكافرون آنذاك أنَّه هذا الرجلُ هو عيسى -عليه السلام-، فقاموا بقتله وصلبه.[٥]
متى ينزل عيسى عليه السلام
لقد جعل الله -عزَّ وجلَّ- نزول عيسى -عليه السلام- علامة من علامات الساعة الكبرى ومن علم الغيبِ الذي لم يُطلع أحدًا عليه، لذلك ليس هناكَ دليل شرعي يذكر وقت نزوله بالتحديدِ، لكن المذكورَ أنَّ نزوله من السماءِ إلى الأرضِ يكون في آخر الزمانِ قبل قيامِ الساعةِ، وبعد نزول المسيح الدجال واشتداد فتنته على المؤمنين.[٦]
وما يدلُّ على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنَّهُ إذا خرج مسيحُ الضَّلالةِ الأعورُ الكذَّابُ نزل عيسَى ابنُ مريمَ على المنارةِ البيضاءِ شرقيَّ دِمشقَ بين مَهْرودَتَيْنِ).[٧]
مكان نزول عيسى آخر الزمان
ينزل نبيِّ الله عيسى -عليه السلام- آخر الزمان شرقي دمشق وبالتحديد عند المنارة البيضاء،[٨] وما يدلُّ على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فَبيْنَما هو كَذلكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ المَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ).[٩]
ملخص المقال: تمَّ في هذا المقال بيان لأهمِّ المعلومات المتعلقة بنزول عيسى -عليه السلام- في آخر الزمان، حيثُ تمَّ ذكر المكانِ الذي سيُدفنُ فيهِ، ومكان وجوده الآنَ، وقصة رفعه إلى السماء، كما تمَّ بيان وقت ومكان نزوله إلى الأرضِ.
المراجع
- ^ أ ب عبد الله بن سعيد بن محمد عبادي اللّحجي الحضرميّ الشحاري (2005)، منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (الطبعة 3)، جدة:دار المنهاج، صفحة 217، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:1018، حديث صحيح.
- ↑ سورة النساء، آية:156
- ↑ أحمد أحمد غلوش (2002)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، صفحة 478. بتصرّف.
- ↑ شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (1415)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 186، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش (2002)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، صفحة 279. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن تيمية، في الجواب الصحيح، عن غير معروف، الصفحة أو الرقم:252/5، حديث صحيح.
- ↑ عبد الله بن سليمان الغفيلي (1422)، أشراط الساعة (الطبعة 1)، صفحة 116. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النواس بن سمعان الأنصاري، الصفحة أو الرقم:2937، حديث صحيح.