قبر سيدنا يوسف
تعدّدت الأخبار والروايات الواردة في مكان قبر يوسف -عليه السلام-، والمؤكّد عند العلماء أنّه لم يثبت نصٌّ ولا روايةٌ صحيحةٌ في مكان قبره -عليه السلام- أو مكان قبر أيّ نبيٍّ من أنبياء الله -تعالى- على وجه التحديد سوى قبر النبيّ محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-.[١]
أمّا في ما ورد عن موضع قبر يوسف -عليه السلام-؛ فقيل إنّه دُفن في مدينة الخليل إلى جوار أبيه يعقوب وجديه إسحاق وإبراهيم -عليهم السلام-، وقيل إنّه دُفن في مدينة نابلس،[٢] وفيما يأتي بيانٌ للروايات الواردة في ذلك.
الروايات الواردة في مكان قبره
تنقل بعض الروايات أنّ يوسف -عليه السلام- حين حضرته الوفاة، أوصى إخوته بأن ينقلوه إذا خرجوا من مصر، ويدفنوه عند آبائه يعقوب وإسحاق وإبراهيم -عليهم السلام-، فلمّا توفّي يوسف -عليه السلام- وضعوه في تابوتٍ من رخامٍ مطليٍّ، وألقوه في النيل، وبعد بعثة موسى -عليه السلام-، سأل عن مكان قبر يوسف وأخرجه وحمله إلى البلاد المقدّسة ودفنه في نواحيها عند قبر أبيه وجدّيه -عليهم السلام-.[٣]
وفاة سيدنا يوسف
بعد أن آتى الله -تعالى- سيدنا يوسف -عليه السلام- ملك مصر، وجمعه بإخوته وأبيه يعقوب -عليه السلام-، أقاموا عنده في مصر، وحين حضرته الوفاة أوصى بنيه بالبقاء على الإيمان والتوحيد، وعدم الرجوع عنه، كما جاء في قوله تعالى: (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).[٤][٥]
وقد توفّى الله -تعالى- يعقوب -عليه السلام- بعد اجتماعه بيوسف بسبع عشرة سنةً -كما تشير الروايات، فأخذه يوسف -عليه السلام- ودفنه كما أوصى عند قبر أبيه إسحاق وجدّه إبراهيم -عليهم السلام-.[٥]
وبعد أن شعر يوسف -عليه السلام- بتمام نعم الله -سبحانه وتعالى- عليه تمنّى الموت ولقاء ربّه، كما جاء في قول الله -تعالى- على لسانه -عليه السلام-: (رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ)،[٦] ومن المفسّرين من قال إنّ المراد من كلام يوسف -عليه السلام- ليس تمنّي الموت، وإنّما أراد الدعاء بأن يختم الله -تعالى- حياته بالإسلام وأن يتوفّاه عليه.[٥]
وتشير الروايات إلى أنّ يوسف -عليه السلام- حين حضرته الوفاة، أوصى إلى أخيه يهوذا بالحكم، وتوفّي -عليه السلام- وقد أوصى إخوته بأن يُخرجوه معهم إذا خرجوا من مصر، ويدفنوه عند آبائه، وتنقل بعض الروايات أنّ عمر -يوسف -عليه السلام- كان مئةً وعشرين سنةً حين توفّاه الله، وقيل في رواياتٍ أخرى إن عمره كان مئةً وعشرة سنين.[٥]
وقد جاءت سورةٌ كاملة في القرآن الكريم اسمها سورة يوسف تحكي قصّته مفصَّلةً، بما ضمّته من الدروس والعبر، وقال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوسف -عليه السلام- وآبائه: (الكَرِيمُ ابنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إبْراهِيمَ).[٧]
المراجع
- ↑ ابن تيمية، مجموع الفتاوى، صفحة 444. بتصرّف.
- ↑ "لماذا دُفن سيدنا يوسف عليه السلام فى قاع النيل؟ ولماذا لم يدفن في الأرض؟ من النبي الذي أخرجه؟"، طريق الإسلام، 25/2/2021، اطّلع عليه بتاريخ 27/6/2022. بتصرّف.
- ↑ أبو عبيد البكري، المسالك والممالك للبكري، صفحة 111. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:133
- ^ أ ب ت ث ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 219-220. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:101
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4688، حديث صحيح.