محتويات
الحكمة من زواج الرسول من أم سلمة
تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- من عدد من النسوة، كلهن أرامل إلا السيدة عائشة -رضي الله عنها-، وكان لهذا الزواج حكم عديدة، وممن تزوجهن -عليه الصلاة والسلام- السيدة أم المؤمنين أم سلمة، فقد خطبها وتزوجها بعد وفاة زوجها؛ لحكمة إنسانية تجلت فيها الرحمة والإحسان، وكان عمر السيدة أم سلمة حين تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- 60 سنة، لذا فقد كان هذا الزواج لحكم عديدة، ومنها ما يأتي:[١]
- أهداف إنسانية في الزواج من امرأة صابرة
فارقت الأهل والوطن، وقومها على الشرك، ولو رجعت إليهم لفتنوها عن دينها وعقيدتها، وقد ورد أن أم سلمة لما أرادت الهجرة مع زوجها وابنها سلمة إلى المدينة اعترض قوم أم سلمة ومنعوها من الهجرة، وقامت عشيرة أبي سلمة فأخذوا سلمة إليهم.[٢]
وقد خُلعت يد سلمة أثناء شده بين العشيرتين، وهاجر أبو سلمة وحيداً، ففرّق بين أم سلمة وزوجها وابنها حتى مضت سنة كاملة، فتدخل بعض رجال العشيرة فردوا إليها ولدها وهاجرت إلى المدينة المنورة.[٢]
- كفالة الأيتام ورعايتهم
كان -صلى الله عليه وسلم- يشجع كفالة الأيتام بأحواله وأقواله، وقد ثبت في الحديث أنه قال: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى).[٣]
- قدوة لغيره في رعاية المحتاجين
وكفالة الأيتام، ليسود التكافل الاجتماعي في حياة المسلمين.
أم سلمة
هند بنت أَبي أُمية القُرشِيّة المخزومية، أم المؤمنين، وكان أبوها يلقب: (زاد الركب)؛ لأنه كان أحد الأجواد، فكان إذا سافر في رفقة حمل ما يكفي رفاقه، تزوجت بابن عمها أبي سلمة بن عبد الأسد،[٤] وهاجرت معه إلى الحبشة، ثم هاجرت إلى المدينة،[٥] وشهد أبو سلمة بدرا، وجرح في غزوة أحد، ثم انتقض جرحه فمات.[٦]
زواج الرسول من أم سلمة
لما توفي أبو سلمة وانقضت عدة أم سلمة جاءها النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطبها لنفسه، فاعتذرت بأنها امرأة كبيرة السن، وأنها شديدة الغيرة، وأنها كثيرة العيال، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (أنا أكبرُ منكِ، وأمَّا الغَيرةُ فيُذهِبُها اللهُ، وأمَّا العيالُ فإلى اللهِ ورسولِهِ)،[٧] وكان لها خمسة أولاد: سلمة وعمرو وزينب ودرة وأم كلثوم،[٨] وقد تربى هؤلاء في بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
الحكمة في زواج النبي بعدد من أمهات المؤمنين
سنذكر بعض الحكم لزواج النبي الكريم من أكثر من زوجة فيما يأتي:
- حكم تشريعية: كما في زواجه -صلى الله عليه وسلم- من زينب بنت جحش، فكان في ذلك إبطال لحكم التبني بشكل عملي.[٩]
- حكم سياسية: لتوطيد أواصر التعاون بين القبائل العربية، كما في زواجه من جويرية بنت الحارث بنت زعيم بني المصطلق حين وقعت في الأسر فتزوجها -عليه السلام-، وأعتق الصحابة كل الأسرى إكراماً لتلك المصاهرة، فأسلمت القبيلة كلها على إثر ذلك الزواج.[١٠]
- حالات إنسانية: كما في زواجه من أم سلمة وأم حبيبة بنت أبي سفيان،[١١] ولو عادتا إلى أهلهما لفتنوهما عن دينهما.
- تخفيف عداوة الأعداء: كما في زواجه -عليه الصلاة والسلام- من صفية بنت حيي.[١٢]
المراجع
- ↑ ملك غلام مرتضى، تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 113. بتصرّف.
- ^ أ ب السهيلي، الروض الأنف، صفحة 149. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:6005، صحيح.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 404. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 342. بتصرّف.
- ↑ ابن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 148. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4065 ، صحيح.
- ↑ ياسين الخطيب، الروضة الفيحاء في أعلام النساء، صفحة 51. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في حياة الصحابة، صفحة 153. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في حياة الصحابة، صفحة 73. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في حياة الصحابة، صفحة 141. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 210. بتصرّف.