أين دفنت مريم العذراء

كتابة:
أين دفنت مريم العذراء

الروايات الواردة في قبر مريم

لم يثبت بنصوصٍ شرعيَّةٍ من القرآن الكريم أو السنة النبويّة الصحيحة روايةٌ حول موضع دفن مريم -عليها السلام- ومكان قبرها، إلّا ما نُقل من أخبارٍ في بعض كُتب أهل العلم من أنّ قبرها موجودٌ في بيت المقدس، في كنيسة داخل جبل الطور تُعرف باسم الجيسمانية.[١]

والمتيقّن في العقيدة الإسلامية أنّ مريم العذراء وإن اصطفاها الله -تعالى- على نساء العالمين؛ فهي كالبشر في مأكلها ومشربها وسائر أحوال الدّنيا، وأنّها -عليها السلام- توفّيت ودُفنت في موضعٍ لم يثبت تحديده برواية صحيحةٍ، إلّا أنّه أمر وفاتها ثابتةٌ ولا صحَّة في الإسلام لما يُقال بأنها رُفعت بجسدها وروحها ولم تُدفن.

تعريفٌ بمريم العذراء

نسبها ونشأتها

اصطفى الله -سبحانه وتعالى- السّيدة مريم العذراء من بين نساء العالمين، وقد اختارها الله -تعالى- لتكون أمًّا لواحدٍ من أولي العزم من أنبيائه وهو سيّدنا عيسى -عليه السلام-، ويرجع نسب السّيدة مريم العذراء إلى أبٍ صالح وأمٍ صالحةٍ من بني إسرائيل، فأبوها اسمه عمران وأمّها اسمها حنّة.[٢]

كانت أمّ مريم قد نذرت وهي في بطنها أن يكون هذا المولود محرّرًّا ومسخّرًا لله -تعالى-، ولخدمة بيته المقدّس في فلسطين، فلمّا وضعتها أنثى، نذرتها كذلك لخدمة بيت المقدس، وأعاذتها وذريّتها من الشّيطان الرّجيم، وقد تقبّل الله -سبحانه وتعالى- تلك المولودة الطّاهرة وأنبتها نباتًا حسنًا، قال الله تعالى: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا).[٣][٤]

كفالة زكريا لها

اختلف أقرباء مريم، وقيل الرهبان في بيت المقدس فيمن يكفلها، فاقترعوا ووقعت القرعة على زوج خالتها ليكفلها، وهو النّبي زكريا -عليه السّلام-، وقد رعاها زكريا رعايةً تامَّةً، وكان يتفقّدها ويتعاهدها وهي تخدم في بيت الله، وقد دخل عليها مرّة ليرى الرّحمة الإلهيّة والعطايا الرّبانيّة متمثّلة في رزقٍ يساق إلى مريم في غير موعده، فيتساءل زكريا -عليه السّلام- عن مصدر هذا الرّزق؛ فتقول له مريم العذراء: هذا من عند الله تعالى الذي يرزق من يشاء بغير حساب.[٤]

بشارتها بعيسى عليه السلام

شاء الله -سبحانه وتعالى- أن يعطي البشارة لمريم -عليها السّلام- بأنّها سترزق بمولودٍ من غير أبٍ، وقد نفخ الله فيها من روحه؛ فحملت بعيسى عليه السّلام، وثبّتها الله -تعالى- وربط على قلبها أثناء ولادتها، قال تعالى: (فَأَجاءَهَا المَخاضُ إِلى جِذعِ النَّخلَةِ قالَت يا لَيتَني مِتُّ قَبلَ هـذا وَكُنتُ نَسيًا مَنسِيًّا* فَناداها مِن تَحتِها أَلّا تَحزَني قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيًّا* وَهُزّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُساقِط عَلَيكِ رُطَبًا جَنِيًّا* فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا).[٥][٦]

وبعد ولادة مريم لعيسى -عليه السلام- أتت به إلى قومها، وعندما رآها القوم استنكروا ما رأوه، وشكّوا فيها، فأشارت مريم إلى عيسى -عليه السلام- فأنطقه الله -تعالى- في مهده، وسمع قوم مريم كلامه الذي يثبت براءة أمّه وطهارتها وعفتها، وأنّه عبد الله الذي اصطفاه وآتاه الحكمة واختصه بالرّسالة.[٦]

المراجع

  1. مجير الدين العليمي، الأنس الجليل، صفحة 61-62. بتصرّف.
  2. جهاد الترباني، مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ، صفحة 242-243. بتصرّف.
  3. سورة آل عمران، آية:37
  4. ^ أ ب عوني المصطفى، مريم بنت عمران في المسيحية والإسلام دراسة مقارنة، صفحة 94-106. بتصرّف.
  5. سورة مريم، آية:23-26
  6. ^ أ ب عبد الله بن عبده نعمان العواضي (6/7/2017)، "قصة مريم في القرآن"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/7/2022.
9544 مشاهدة
للأعلى للسفل
×