أين نزلت حواء

كتابة:
أين نزلت حواء

أين نزلت حواء

لم يثبت في النصوص الشرعية تحديد مكان نزول أمنا حواء وسيدنا آدم -عليه السلام-، وإنما تم ذكر نزولهم إلى الأرض بشكل عام، قال -تعالى-: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ).[١]

وقد ورد عن بعض العلماء والمفسرين نقل بعض الأقوال غير القطعية عن مكان نزول أمنا حواء، وسيدنا آدم -عليه السلام-، وسنذكر بعضها فيما يأتي:[٢]

  • نزلت حواء من الجنة إلى الأرض في منطقة تسمى جدّة، ونزل سيدنا آدم -عليه السلام- في الهند في أرض يقال لها سرنيب على جبل "نوذ"، وتعارفا في مكة المكرمة على جبال عرفات، ونُقل هذا القول عن علي بن أبي طالب وابن عباس -رضي الله عنهما-.
  • نزلت السيدة حواء من باب الرحمة، ونزل سيدنا آدم من باب التوبة، وقيل إنهما نزلا في وقت العصر.[٣]
  • يقال إن السيدة حواء نزلت عن المروة في مكة المكرة، وسيدنا آدم نزل عند الصفا.

قصة هبوط آدم وحواء للأرض

أمر الله -سبحانه وتعالى- سيدنا آدم -عليه السلام- وأمنا حواء بعدم الأكل من شجرة معينة في الجنة، وأخبرهم بقدرتهم على التمتع بكل ما في الجنة من متاع؛ وذلك ليختبرهم، ولكن الشيطان بدأ بالوسوسة إليهما للأكل من تلك الشجرة، ووعدهما بمكانة عظيمة وخلود في الجنة إن قاما بالأكل من تلك الشجرة.[٤]

وقام سيدنا آدم -عليه السلام- وأمنا حواء بالأكل من الشجرة؛ فأمرهما الله -تعالى- بالخروج من الجنة والهبوط إلى الأرض، قال -تعالى-: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى* فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى* ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى* قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى).[٥][٤]

وبادر سيدنا آدم -عليه السلام- وأمنا حواء للتوبة فوراً، وطلب العفو المغفرة من الله -تعالى-؛ فغفر الله -تعالى- لهما ذنوبهما، وتاب عليهما، قال -تعالى-: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ* قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).[٦][٤]

الحكمة من هبوط آدم وحواء للأرض

إن لهبوط آدم -عليه السلام- وأمنا حواء للأرض حِكم متعددة، وسنذكر بعضها فيما يأتي:[٧]

  • جعل سيدنا آدم -عليه السلام- خليفة لله -تعالى- في الأرض لإعمارها.
  • جعل سينا آدم -عليه السلام- رسولاً في الأرض يدعوا إلى توحيد الله -تعالى-.
  • معرفة أسرار الكون، وما يتعلق بقدرة الله -تعالى- في الكون.
  • من أجل الابتلاء والاختبار؛ لمعرفة من يقوم بحق الاستخلاف على الوجه الصحيح من البشر، ومن لا يقوم به.[٨]

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:36
  2. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 34- 35. بتصرّف.
  3. مجير العليمي، التاريخ المعتبر في أنباء من غبر، صفحة 10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ابن عثيمين، تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة، صفحة 131. بتصرّف.
  5. سورة طه، آية:120- 123
  6. سورة البقرة، آية:37- 38
  7. وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 127. بتصرّف.
  8. عبد الله الأهدل، السباق إلى العقول، صفحة 325. بتصرّف.
4714 مشاهدة
للأعلى للسفل
×