أين وقعت غزوة أحد

كتابة:
أين وقعت غزوة أحد

غزوة أحد

بعد الهزيمة النّكراء التي تعرّض لها معسكر الكفر في معركة بدر الكبرى؛ حيث انكسرت نفوس المشركين بمقتل العديد من رجالاتهم وكبرائهم، ظلّ المشركون يتحيّنون الفرص لمواجهة المسلمين لردّ هيبتهم والانتقام لمقتل أقاربهم.[١]

وكانوا قد سخّروا عوائد القافلة التّجاريّة؛ التي تمكّن أبو سفيان من تخليصها من أيدي المسلمين في الإعداد والتّجهيز؛ لجيشٍ قوامه ثلاثة آلاف مقاتل من بني كنانة والأحباش وثقيف الذين جمعتهم جميعاً كراهية الإسلام.[١]

وقد بيّت المشركون النّية لغزو المسلمين في عقر دارهم؛ فتوجّهوا لأجل ذلك من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة، حيث احتشدوا في منطقة جبل عينين قرب جبل الرّماة في الجزء الجنوبي الغربي من جبل أحد.[١]

حيث تلاقوا مع المسلمين في معركة حامية الوطيس كانت الغلبة فيها في بداية الأمر للمسلمين، وقد وقع ذلك في صبيحة يوم السبت من شهر شوال، من السنة الثالثة للهجرة.[١]

أحداث غزوة أحد

استشارة النبي للصحابة

عندما سمع المسلمون بحشود المشركين الذين تجمّعوا قرب جبل أحد استشار النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- الأنصار والمهاجرين في الأمر، وقد كان رأي بعض الأنصار على أن يبقوا في المدينة المنوّرة للدّفاع عنها، ولا يخرجوا منها.[٢]

وقد تبنّى هذا الرّأي عبد الله ابن أبي سلول؛ بينما استقرّ رأي المهاجرين وعلى رأسهم عمّ النّبي الكريم حمزة بن عبد المطلب على أن يخرجوا من المدينة ليحتشدوا قرب جبل أحد.[٢]

وقد مال النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- إلى رأي المهاجرين، وخرج بجيش المسلمين ليرابطوا في منطقة قرب جبل أحد، حيث جعلوا الجبل من خلفهم بينما كانت المدينة المنوّرة أمامهم.[٢]

تكليف النبي للرماة

وقد كلّف النّبي الكريم فريقًا من الرّماة كان على رأسهم عبد الله بن جبير -رضي الله- عنه لحماية ظهر المسلمين، وقد كان عدد الرّماة خمسين راميًا، وفي بداية المعركة أبلى المسلمون بلاءً حسنًا، وأثخنوا في المشركين الجراح.[٣]

نزول الرماة وانقلاب موازين المعركة

ولكن بعد أن أحس المسلمون بطعم النّصر، ووجدوا ريحه برؤية المشركين يتركون الغنائم، ويفرّون من أرض المعركة قام عدد من الرّماة من النّزول من الجبل لجمع الغنائم؛ فأصبحت ظهور المسلمين مكشوفة؛ فقام خالد بن الوليد -وكان قائدًا في جيش الكفّار- بعمل التفات على جيش المسلمين، فكان الامتحان الأشدّ على جيش المسلمين حيث استشهد الكثير منهم.[٣]

وسرت شائعات بأنّ النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- قتل فزاد ذلك المسلمون غمًّا إلى غمّهم،[٣] وقد انجلت المعركة عن عبر كثيرة ودروس عظيمة في معاني الثّبات وطاعة ولي الأمر، وكيف يكون لتلك المعاني الأثر الكبير في حسم نتيجة المعركة.

درس من غزوة أحد

يتضح لنا من مجريات الغزوة أن حكمة الله وسنته في رسله وأتباعهم، جرت بأن يُدالوا مرة، ويُدال عليهم أخرى، لكن تكون لهم العاقبة، فإنهم لو انتصروا دائمًا، دخل معهم المؤمنون وغيرهم، ولم يتميز الصادق من غيره.[٤]

ولو انتُصِر عليهم دائمًا، لم يحصل المقصود من البعثة والرسالة، فاقتضت حكمة الله أن جمع لهم بين الأمرين؛ ليتميز من يتبعهم ويطيعهم للحق وما جاؤوا به، ممن يتبعهم على الظهور والغلبة خاصة.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث [موسى بن راشد العازمي]، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 563-565. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت [حسن بن محمد مشاط]، إنارة الدجى في مغازي خير الورى صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 248. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت [أحمد أحمد غلوش]، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، صفحة 337-343. بتصرّف.
  4. ^ أ ب [أمين الشقاوي]، كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 357. بتصرّف.
4334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×