أين ولد عيسى ابن مريم عليه السلام

كتابة:
أين ولد عيسى ابن مريم عليه السلام

أين ولد عيسى بن مريم عليه السلام؟

تشير الروايات إلى أنّ نبيّ الله عيسى بن مريم -عليه السلام- مولودٌ في مدينة بيت لحم في فلسطين، وكانت ولادته -عليه السلام- في ذاتها معجزةً إلهيَّةً،[١] وفيما يأتي تفصيلٌ وبيانٌ عن قصّة ولادته -عليه السلام-.

التعريف بعيسى بن مريم

هو عيسى بن مريم، نبيّ الله ورسوله، أحد أولي العزم من الرسل -عليهم السلام-، أرسله الله لبني إسرائيل؛ لإيصال رسالة التوحيد لهم، ودعوتهم للخضوع لله وحده لا شريك له؛ فكان آخر نبيٍّ أُرسل إلى بني إسرائيل، وآخر نبيٍّ قبل النبيّ محمّد -عليه الصلاة والسلام-.[٢]

وقد أنزل الله -تعالى- على عيسى -عليه السلام- الإنجيل، وأيده بالعديد من المعجزات؛ كإحياء الموتى وشفاء المرضى، والتكلم في المهد وهو طفلٌ رضيع، كانت ولادته أولى معجزاته، حيث حملت به والدته مريم بنت عمران وهي عذراء لم يمسسها بشر، بأمرٍ من الله تعالى لتأييد رسالته.[٢]

قصة ولادة عيسى عليه السلام

البشارة

كانت مريم بنت عمران تتعبد في معبدٍ في مدينة القدس، فأتاها الملك جبريل، وبشّرها بشارة ولادة ابنٍ ذي مكانةٍ عظيمةٍ، وأنّ الله قد كرّمها من بين جميع نساء الأرض، وأنّ هذا الابن اسمه المسيح عيسى،[١] وسيكون نبي الله، وسينزل الله عليه الإنجيل، وأخبر الملك جبريل بأن عيسى سيتكلم وهو في المهد، وسيكون من الصالحين، عند سماع مريم بنت عمران هذا الأمر، سألت جبريل عن كيفيّة حملها دون أن يمسسها بشر، ولم تكن يوماً امرأة ذات هوى، فردّ عليها جبريل بقوله تعالى: (كَذَلِك اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ).[٣][٤]

الميلاد

سافرت مريم العذراء إلى صحراء بيت لحم، وهناك جاءها المخاض، وفي لحظات آلامها فجّر الله نبعَ ماءٍ متدفقٍ تحت قدميها؛لكي تشرب منه، وجاء مخاض مريم بالقرب من نخلةٍ، فأمرها الله -تعالى- أن تهزّ جذع النخلة؛ ليتساقط عليها الرطب فتأكل، وفي ظلّ آلام المخاض التي كانت تعانيها؛ جاءها صوتٌ من تحتها يطمئنها بألاّ تحزن،[٤] وفي ذلك اليوم كان ميلاد المسيح عيسى بن مريم، في صحراء مدينة بيت لحم.[١]

وحملت مريم طفلها وعادت به إلى قومها، وقد أمرها الله بألاّ تكلّم أحدًا في ذلك اليوم، واتّجهت مريم بنت عمران إلى قومها، وحين رأوها، اتّهموها بفعل السوء، وتعجّبوا منها كما جاء في قول الله تعالى: (قالوا يا مَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئًا فَرِيًّا* يا أُختَ هارونَ ما كانَ أَبوكِ امرَأَ سَوءٍ وَما كانَت أُمُّكِ بَغِيًّا).[٥][٤]

نُطْق عيسى عليه السلام في مهده

بعد هذا الاتهام الذي وُجّه لمريم من قبل قومها؛ أشارت إليهم بأن يتحدثوا إلى عيسى -في مَهدِه، فغضبوا منها؛ ظنًا منهم بأنّ مريم تستهزئ بهم بطلبها هذا، مستعجبين كيف يكلّمون طفلًا في المهد، وفي هذه اللحظة أنطق الله عيسى -عليه السلام- في مهده، حيث تحدّث عن نبوته كما جاء في قوله تعالى: (قالَ إِنّي عَبدُ اللَّـهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا* وَجَعَلَني مُبارَكًا أَينَ ما كُنتُ وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا* وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ وَيَومَ أَموتُ وَيَومَ أُبعَثُ حَيًّا).[٦][٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 90. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد بن عبد الله زربان الغامدي، حماية الرسول صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد، صفحة 121-126. بتصرّف.
  3. سورة آل عمران، آية:47
  4. ^ أ ب ت ث أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 466-471. بتصرّف.
  5. سورة مريم، آية:27-28
  6. سورة مريم، آية:30-33
4337 مشاهدة
للأعلى للسفل
×