مكان امتصاص الحديد
الحديد معدن يحتاجه جسم الإنسان لإتمام العديد من الوظائف الحيوية، إذ يعد الحديد جزءًا من الهيموغلوبين، وهو بروتين ينقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم، ويساعد العضلات على تخزين الأكسجين واستخدامه، والحديد أيضًا يعدّ جزءًا من العديد من البروتينات والإنزيمات الأخرى.
يحتاج الجسم إلى كمية مناسبة من الحديد، فنتيجة نقصه قد يصاب الإنسان بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وتشمل أسباب انخفاض مستويات الحديد فقدان الدم، أو سوء التغذية، أو عدم القدرة على امتصاص كمية كافية من الحديد من الأطعمة، والأشخاص الأكثر عرضةً لحدوث نقص في الحديد هم الأطفال، والنساء الحوامل، أو النساء أثناء الدورة الشهرية، خاصّةً إذا كانت تتميز بالغزارة أو طول أيامها.
يعدّ امتصاص الحديد واحدًا من الخطوات الأولى في استقلاب الحديد، واستقلاب الحديد هو جزء من العملية التي تنقل الحديد في الجسم، واستقلاب الحديد غير الطبيعي يؤدّي إلى وجود كمية كبيرة جدًا أو قليلة جدًا من الحديد في الجسم، ممّا يؤدّي إلى تدهور الحالة الصحية أو حتى الوفاة.
عند دخول الحديد المعدة وتعرّضه لحمض المعدة يتحوّل إلى شكل يسمح بامتصاصه، وتعدّ الاثني عشر المنطقة الرّئيسة التي يحدث فيها امتصاص الحديد، وقد يوجد موقع امتصاص ثانوي ثانٍ بالقرب من نهاية الأمعاء الدقيقة، وبمجرّد امتصاص الحديد يجري نقله بواسطة بروتين يسمّى ترانسفيرين، وكلّ جزيء من الترانسفيرين يمكنه حمل ذرتين من الحديد، وعند العمل بصورة طبيعيّة يرتبط الترانسفيرين بالحديد وينقله إلى جميع الأنسجة والأعضاء الحيوية ونخاع العظام، إذ يحدث الأيض الطبيعي وتوليف الحمض النووي وإنتاج خلايا الدم الحمراء.[١][٢]
فوائد الحديد
تشمل الفوائد الصحية لتنظيم مستويات الحديد التخلّص من التعب والعديد من مصادره، ويلعب الحديد أيضًا دورًا حيويًا في وظيفة الجهاز المناعي، وتعدّ الجرعات الزائدة من الحديد نادرةً، وإذا كان يوجد حديد أكثر من اللازم في الجسم سيخزّنه الجسم للاستخدام في المستقبل، ويحصل معظم الأشخاص على كل الحديد اللازم من وجباتهم الغذائية، لكن بعض الأمراض تجعل من الضّروري استخدام مكملات الحديد، وتشمل أهم فوائد الحديد لجسم الإنسان ما يأتي:[٣]
- يعالج فقر الدم: يعدّ الحديد مفيدًا في علاج فقر الدم، وتشمل أعراض فقر الدّم التعب، والدوخة، ومعدّل ضربات القلب السريع، والشّعور بالضيق، أو الشعور العام بالمرض والضعف.
- يعزّز الهيموغلوبين: تتمثّل المهمة الرّئيسة للحديد في تكوين الهيموغلوبين ونقل الأكسجين في الدّم، والهيموغلوبين الإضافي مهمّ؛ لأنّ البشر يفقدون الدّم بعدة طرق، خاصّةً بسبب الإصابات، وتفقد المرأة الدم كل شهر أثناء دورتها الشهريّة، وذلك أحد الأسباب الأكثر شيوعًا التي قد تكون فيها المرأة أكثر عرضةً لفقر الدّم.
- يقلّل من التعب: يساعد الحديد على التّخفيف من التعب غير المبرّر، والذي يؤثّر على كل من الرجال والنساء حتّى في حالة عدم الإصابة بفقر الدم، إذ إنّ انخفاض مستوى الحديد يقلّل من مستويات الطاقة، وهذا شائع بصورة خاصّة عند النّساء خلال سنواتهن الإنجابية.
- يحسّن قوة العضلات: تساعد المستويات الكافية من الحديد على توفير الأكسجين الضروري لتقلص العضلات، وتشير الأبحاث إلى أنّ انخفاض الحديد يسبّب فقدان تناغم العضلات ومرونتها، وانخفاض الحديد أيضًا يجعل العضلات تتعب بسهولة، كما أنّ نقص الحديد يمكن أن يؤدّي إلى التهاب أنسجة العضلات.
- يحسّن التركيز: تُظهر الأبحاث أنّ المستويات المعرفية تنخفض مع نقص الحديد، وعندما تتأثّر مستويات الحديد يتأثّر التركيز والانتباه على الفور تقريبًا، وإنّ استعادة المستويات يمكن أن تحسّن التركيز وتعزّز الأداء المعرفي.
- يقلّل من الكدمات: قد يكون الأشخاص الذين يعانون من الكدمات بسهولة وبصورة متكرّرة لديهم نقص الحديد؛ وذلك لأنّ الهيموغلوبين يؤثّر على إنتاج وظيفة الصفائح الدموية التي تتحكّم بتخثّر الدم، والكدمات المتكرّرة هي إشارة إلى أنّ التخثر الداخلي لا يعمل كما ينبغي، وإذا كان انخفاض الحديد سبب الكدمات السهلة والمتكرّرة فإنّ مكمّلات الحديد يمكن أن تساعد.
- يحلّ مشكلات النوم: تشير الأبحاث إلى وجود علاقة بين انخفاض مستويات الحديد ومشكلات النوم، بما في ذلك النوم المضطرب، وتوقّف التنفّس أثناء النوم، والأرق، ووجدت الأبحاث أنّ النوم المضطرب عند الأطفال المصابين بالتوحّد يمكن تخفيفه باستخدام العلاج بالحديد.
مكان وجود الحديد
في حين أنّ الجسم يستطيع تخزين الحديد فإنّه لا يستطيع صنعه، لذلك يحتاج الإنسان إلى الحصول على الحديد من النظام الغذائي، ومن السهل امتصاص الحديد الموجود في الأطعمة الحيوانية من الحديد الموجود في الأغذية النباتية، ولذلك يجب على النباتيين الاهتمام بالحمية الغذائية للحصول على كمية كافية من الحديد، وإذا تمّ التشخيص بنقص الحديد قد يقترح الطبيب تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالحديد، مثل:[٤]
- الأطعمة الحيوانيّة، مثل: اللحوم الحمراء، والكبد، والدجاج، والبط، والديك الرومي، والبيض، والأسماك.
- الأطعمة النباتيّة، مثل:
- الورقيات الخضراء، مثل: السبانخ، والجرجير.
- العدس، والفاصولياء.
- المكسّرات، والبذور.
- الحبوب، مثل: القمح الكامل، والأرز البنّي، وحبوب الإفطار المدعّمة.
- الفاكهة المجفّفة، خاصّةً المشمش.
يمكن أن تؤثّر طريقة تحضير الطعام وأنواع الأطعمة التي يتم تناولها على مقدار الحديد الذي يجري امتصاصه، فعلى سبيل المثال تساعد الأطعمة الغنية بفيتامين سي مثل البرتقال والطماطم والتوت وفاكهة الكيوي والفليفلة على امتصاص المزيد من الحديد عند تناولها في نفس الوقت الذي يتم تناول الأطعمة الغنية بالحديد، ومن ناحية أخرى يعدّ الشاي والقهوة من أسباب قلة امتصاص الحديد، لذلك يمكن للأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الحليب والجبن وسمك السلمون المعلّب وكذلك أقراص الكالسيوم تقليل امتصاص الحديد وأحيانًا منع امتصاصه.
المراجع
- ↑ "Iron", medlineplus, Retrieved 25-8-2019. Edited.
- ↑ "Absorption", irondisorders, Retrieved 25-8-2019. Edited.
- ↑ Lana Barhum, " The Health Benefits of Iron"، verywellhealth, Retrieved 25-8-2019. Edited.
- ↑ "Foods high in iron", healthdirect, Retrieved 25-8-2019. Edited.