تقع منطقة الأخدود جنوب نجران في المملكة العربيّة السعوديّة، وكانت تسمّى سابقاً (رقمات)، وهو موقع في المملكة العربيّة السعوديّة في جنوب نجران، وقد تمّ ذكرها في سورة البروج حيث قال الله عز وجل (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)، وهي مَحرقة حدثت عام 525م على يد الملك (ذو نواس) ملك اليمن واسمه زرعة بن تبان اسعد أبو كرب وهو آخر ملوك (حمير) الذي أجبر أهل نجران على ترك ديانتهم إلّا أنّهم رفضوا ذلك، فأمر هذا الملك بخد أخدود عظيم في الأرض وإشعال النار فيها.
تعد مدينة الأخدود من أغنى المواقع الأثريّة، ففيها نقوشات وكتابات على الأحجار والصخور التي كُتبت عليها نقوش بأحرف خاصّة بهم، وصخور نقش عليها أنواع من الحيوانات التي كانت تنتشر في تلك العصور كالخيول، والجمال، والأفاعي، وهناك أيضاً ما زالت رفات الذين أُحرقوا في تلك الفترة، وهناك جبل أثري وهو تصلال الذي يقع شرق منطقة نجران، والذي بُنيت فوقه كعبة تصلال.
إنّ قصة أصحاب الأخدود من القصص المشهورة جداً حتّى يومنا هذا، وما زالت هذه القصة يكتبها الكاتبين، والمؤلفين، والرواة والتي حدثت قبل نزول الإسلام وانتشاره، وكانوا أهلها من المؤمنين الذين لم يرضخوا لأوامر هذا الملك الذي حاول أن يرغمهم عن ترك دينهم وإلّا قتلهم، ولكنّهم فضلوا أن يُقْتَلوا ويموتوا حرقاً على أن يَتركوا دينهم، وبقيوا متمسكين بدينهم ومبادئهم وعقيدتهم، وبعد أن نزل الإسلام وانتشر أسلموا وآمنوا به.