أين يقع قبر يوسف عليه السلام

كتابة:
أين يقع قبر يوسف عليه السلام

مكان قبر يوسف عليه السلام

تعدّدت الآراء حول مكان وجود قبر النبي يوسف -عليه السلام-، فيُقال إنّه موجود في الشرق من مدينة نابلس في فلسطين، وبحسب ما ذُكر في بعض كتب أهل العلم فإنّ قبر يوسف -عليه السلام- تمّ نقله من مصر إلى نابلس، فدُفن فيها.[١]

ويُذكر أنّ هناك حديثاً عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يتحدّث فيه عن قصة عجوزٍ من بني إسرائيل تَعْلم بمكان دفن يوسف -عليه السلام-، وقد ذهب إليها سيدنا موسى -عليه السلام- عندما خرج من مصر بسبب بطش الطاغية فرعون.[٢]

وقيل إنّ يوسف -عليه السلام- طلب من قومه أن يُخرجوه بعد موته من مصر وينقلوها إلى فلسطين، فعزم موسى على ذلك، وقيل له بأنّ عجوزاً من بني إسرائيل تعلم مكان قبره، فسألها وأخبرته أنّه في النّيل، وقام باستخراجه من القبر ودفنه في فلسطين،[٢] وقيل إنّه دُفِن في مدينة الخليل.[٣]

هل يُجزم بمكان قبر النبي يوسف؟

تمّ فيما سبق بيان تعدّد آراء العلماء والمؤرّخين في مكان دفن سيدنا يوسف -عليه السلام-، وعليه فإنّ المكان الدقيق والبقعة بالتحديد التي دُفن فيها سيّدنا يوسف لا يمكن الجزم والقطع بصحّتها، بل تبقى من قبيل الاحتمالات الظنّية، كما أنّ ذلك لم يثبت في نصوص شرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.[٤]

ولكن جاء في حديث أخرجه ابن حبان في صحيحه بشكلٍ عام أنّ سيدنا يوسف نُقل قبره إلى بيت المقدس، وهو ما جاء في قصة العجوز، ومطلع الحديث هو سؤال سيدنا موسى بعد أن احتار في مكان قبر النبي يوسف: (... فمَن يعلَمُ موضِعَ قبرِه؟ قال: عجوزٌ مِن بني إسرائيلَ، فبعَث إليها فأتَتْه، فقال: دُلِّيني على قبرِ يوسُفَ...).[٥][٦]

وجديرٌ بالذّكر أنّ العلماء يُرجّحون بأن القبر الوحيد من الأنبياء والرسل المعروف مكانه تحديداً هو قبر سيّدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، أمّا باقي الرسل والأنبياء فلا يُعلم مكان قبورهم على وجه القطع والتحديد، هذا والله أعلم.[٧]

معلومات حول وفاة النبي يوسف

أنعم الله على سيدنا يوسف -عليه السلام- بأن مكّنه في الأرض، وأعطاه ملكاً عظيماً، وجعله على خزائن مصر، والتقى بوالديه وإخوته بعد طول غياب، وقد شكر الله على كل ذلك، ثمّ بعد تمام هذه النّعم قيل إنّه تمنّى الموت، قال -تعالى- على لسان سيدنا يوسف: (رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ).[٨][٩]

وقيل إنّ هذا لا يعني أنّه تمنّى الموت، بل دعا الله -عز وجل- دعاءً عاماً بحسن الحياة وحسن الممات،[٩] وقيل إنّ يوسف -عليه السلام- أوصى في ساعاته الأخيرة قبل الموت أن يُعطى الحكم لأخيه يهوذا، ثمّ أوصى أن يتمّ إخراجه من مصر ودفنه في بيت المقدس، وهذا ما فعله سيدنا موسى -عليه السلام- عندما أراد الخروج من مصر.[٩]

المراجع

  1. أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم القرشي التيمي البكري، شهاب الدين النويري (1423)، كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (الطبعة 1)، مصر:دار الكتب والوثائق القومية، صفحة 156، جزء 13. بتصرّف.
  2. ^ أ ب المنهاجي الأسيوطي، إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى، صفحة 95-96، جزء 2. بتصرّف.
  3. أَبُو اليُمْن العُلَيْمي، الأنس الجليل، صفحة 69، جزء 1. بتصرّف.
  4. "هل بقي أي قبر لأي نبي وخاصة أننا نسمع عن مقام النبي يونس وغيره"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/6/2022. بتصرّف.
  5. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:723، أخرجه في صحيحه.
  6. "الجمع بين حديث: عظام يوسف، وحديث: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/6/2022. بتصرّف.
  7. ابن تيمية، مجموع الفتاوى، صفحة 444. بتصرّف.
  8. سورة يوسف، آية:101
  9. ^ أ ب ت ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 219-220. بتصرّف.
16928 مشاهدة
للأعلى للسفل
×