أين يوجد الحجر الأسود

كتابة:
أين يوجد الحجر الأسود


مكان الحجر الأسود

يُعرّف الحجر الأسود بأنّه صخرة من الحجر، يميل لونه إلى الأسود، شبه بيضاويّ الشكل، يأتي موقعه من الكعبة في أصل بنائها في الناحية الجنوبية الشرقية منها،[١] وقد كان أصله في الجنّة ولونه أبيض، لكنّ الله أنزله منها، وقتَمَ لونه بسبب ما ارتكبه البشر من الذنوب والخطايا، فعن ابن عباس -رضيَ الله عنهما- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (نزلَ الحجرُ الأسوَدُ منَ الجنَّةِ وَهوَ أشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ فسَوَّدَتهُ خطايا بَني آدمَ).[٢]

[٣]


قصة وضع الحجر الأسود في مكانه

كانت امرأةٌ في الجاهليّة تقوم بتجمير النار ناحية الكعبة فأصابت الكعبة بالحروق، ثمّ بعد فترة من الزمن جاء سيلٌ شديدٌ فهدم جزءاً منها، فقامت قريش بإعادة بناء الكعبة بسبب ما أصابها من الحرق والهدم وكا ذلك في العام الثامن عشر قبل الهجرة، وقد حرصت قريش على أن يتمّ بناء الكعبة بما اكتسبه الناس من الكسب الطيّب الحلال، فلا يدخل في بناءها ما يكون حراماً من الربا أو أكل مال الغير باطلاً.[٤]


وتعاون الجميع في بنائها حجراً فوق حجر، وشارك معهم في البناء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وذلك قبل مبعثه بخمسة أعوام، واستمرّت قريش في البناء حتى وصلوا إلى الحجر الأسود، فتنازعت القبائل أياً منها تنال شرف وضعه فتقوم بوضعه بيدها، فلمّا تنازعت القبائل قالوا نجعل الأمر لأول من يدخل من باب بني شيبة، وهو المعروف حالياً بباب السّلام.[٤]


وكان أول من دخل منه محمد بن عبد الله، فقالوا أتاكم الأمين، فجعلوا الأمر له، فأتى بثوب ووضع الحجر فيه، وجعل القبائل جميعها تُمسك به كلٌ من طرف، فنال الجميع شرف وضع الحجر الأسود، ثمّ لم يستطيعوا تأمين الحجر لما تبقى من بناء الكعبة.[٤]


وقاموا بوضع قواعد إبراهيم، ومكان ما تبقّى من البناء وضعوا الحِجر، ثمّ أسّسوا الباب وجعلوه مرتفعاً لكي لا يدخل منه أيّ أحد، فمن أرادوا أن يُدخلوه أدخلوه، ومن لم يريدوا إدخاله سمحوا له بالوصول إلى الباب فقاموا بدفعه.[٤]


مواصفات الحجر الأسود

يقع الحجر الأسود في الناحية الجنوبيّة الشرقيّة للكعبة المشرفة، ويقرب حجمه من الذراع، وهو متأصّلٌ في بناء الكعبة لا يظهر منه سِوى رأسه الذي أصبح لونه أسوداً من خطايا بني البشر، أمّا باقي الحجر فما زال لونه أبيضاً كما أُنزل.[٥]


ووصفه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّه ياقوتة من الجنة، فقال: (الرُّكنُ والمقامُ ياقوتتانِ مِن يواقيتِ الجنَّةِ ولولا أنَّ اللهَ طمَس على نورِهما لأضاءتا ما بينَ المشرقِ والمغربِ).[٦][٧]


وقد وصفه الله بأنّه يمينه في الأرض، يصافح به عباده، ففي الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس -رضيَ الله عنهما- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ هذا الرُّكنَ يمينُ اللهِ عزَّ وجلَّ في الأرضِ يصافحُ به عبادَه مصافحةَ الرَّجلِ أخاه).[٨][٩]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت :دارالسلاسل، صفحة 104، جزء 17. بتصرّف.
  2. رواه الألباني ، في صحيح الترمذي ، عن عبد الله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:877 ، صحيح .
  3. الملا علي القاري (2002)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (الطبعة 1)، بيروت:دار الفكر، صفحة 1789، جزء 5. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث عبد الإله السعيدي (1424)، قصة الحياة، صفحة 187. بتصرّف.
  5. سائد بكداش (1996)، الحجر الأسود ومقام إبراهيم عليه السّلام (الطبعة 1)، بيروت :دار البشائر الإسلامية ، صفحة 31. بتصرّف.
  6. رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان ، عن عبد الله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:3710، أخرجه في صحيحه .
  7. سائد بكداش (1996)، فضل الحجر الأسود ومقام إبراهيم عليه السلام (الطبعة 1)، بيروت :دار البشائر الإسلامية ، صفحة 37. بتصرّف.
  8. رواه الصنعاني ، في سبل السلام ، عن عبد الله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:329، إسناده صحيح .
  9. سائد بكداش (1996)، فضل الحجر الأسود ومقام إبراهيم عليه السلام (الطبعة 1)، بيروت :دار البشائر الإسلامية ، صفحة 35. بتصرّف.
9037 مشاهدة
للأعلى للسفل
×