أيهما أفضل الزبدة أم المارجرين؟

كتابة:
أيهما أفضل الزبدة أم المارجرين؟

الزبدة والمارجرين

يُفضّل العديد من الأفراد دهن المارجرين أو الزبدة على خبز التوست وتناوله، أو ربما استخدامها في صناعة الحلويات والطهي، لكن العديد منهم يتساءل عن الفرق بين الزبدة أو المارجرين، فأيّهما الأفضل للصحة؟

تُصنَّع الزبدة من الحليب، وتحتوي على البروتينات، والدهون المشبعة (Saturated Fats)، والماء بنسبةٍ تقدّر بـِ 16-17%، والفوسفور، والكالسيوم، وبعض الفيتامينات الذائبة في الدهون، مثل: فيتامين (د)، وفيتامين (أ)، وفيتامين (هـ)، وقد تتوفر الزبدة بأنواعٍ عديدة، منها ما يكون مملّحًا ومنها ما يكون حلوًا، أو ربما قليل الدسم.

وفي المقابل تُصنَّع المارجرين (Margarine) من مجموعةٍ من الزيوت النباتية السائلة، التي تخضع لعملية الهدرجة (Hydrogenation)، التي تحفّز تركيبة الأحماض الدهنية، لتنتج منها دهون متحوّلة تزيد من العمر الافتراضي للسمن النباتي، لكنها خالية من الكوليسترول كونها نباتية، وهي بدورها تعطي الطعم المقرمش لمعظم الأطعمة المطبوخة بها، ومن الواجب التنويه إلى أنه كلما زادت صلابة المارجرين كانت نسبة الدهون المتحولة (Trans Fats) فيها أكثر.[١]


أيهما أفضل: الزبدة أم المارجرين؟

يتّصف كلا الخيارين (الزبدة والمارجرين) بإيجابياتٍ وسلبياتٍ معينة، لذلك لا يوجد خيار مفضّل على الآخر بصورة كاملة، وما زال الجدل حول أيّ من الخيارين هو أفضل للصحة قائمًا، إذ يحتوي كلاهما على نفس القدر من السعرات الحرارية، والدهون المرتفعة بنسبة 70-80% تقريبًا، ويختلفان في النكهة والقيمة الغذائية ونوع الأحماض الدهنية وطريقة التصنيع، لذلك يجب الاعتدال في الاستخدام، بينما يفضّل بعض الأشخاص استخدام الزبدة وتناولها؛ لأنها لا تخضع لعملية الهدرجة الحاصلة في المارجرين، ويُفضَّل اختيار أنواع الزبدة التي يتم تصنيعها من حليب البقر الذي يتناول الأعشاب.

وللأشخاص الذين يفضلون تناول المارجرين من الأفضل اختيار الأنواع المصنّعة من الزيوت النباتية والصحية، كزيت الكانولا، أو زيت دوار الشمس، أو زيت الزيتون، أو اختيار الأنواع التي لا تحتوي على أيّ من الدهون المتحوّلة، وقد تحتوي بعض أنواع المارجرين على أحماضٍ دهنية غير صحية وبقايا المعادن السامة، مثل النيكل والكادميوم، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية غير المشبعة التي قد تؤدي إلى الالتهابات في الجسم، مثل :التهاب القولون، والتهاب المفاصل.[١]

نظرًا لاختلاف الآراء المتعلّقة بالزبدة والمارجرين تختلف استجابة كل شخص باختلاف الجينات، والحالة الصحية العامة، والأسلوب الغذائي، والجنس، لذلك ينبغي مراعاة عدد من الأمور قبل الاختيار بينهما، ولجني الفوائد من كليهما وتجنّب الأضرار يمكن الموازنة في الاستهلاك بينهما ضمن كمياتٍ معقولةٍ في النظام الغذائي دون الإفراط في استهلاك أي منهما على حساب الآخر.[٢]


ما هي فوائد ومخاطر تناول الزبدة؟

تحتوي الزبدة على العديد من العناصر الغذائية، فقد تحتوي الزبدة المصنعة من حليب الأبقار الذي يعتمد في تغذيته بصورة رئيسة على الأعشاب على فيتامين (ك2)، الذي من شأنه أن يحسّن صحة العظام، كما تحتوي على الحمض الدهني أوميغا 3 (Omega-3)، بالإضافة إلى احتوائها على حمض اللينوليك (Conjugated Linoleic Acid)، الذي يوفّر خصائص مضادةً للسرطان، وتحتوي على نوعٍ من الأحماض الدهنية البوتيرات (Butyrate)، التي تعزز صحة الجهاز الهضمي وتحارب الالتهابات في الجسم.

لكن بالرغم من احتوائها على جميع هذه العناصر الغذائية فلا يُنصَح بتناول الزبدة بكميات كبيرة؛ فهي تحتوي على نسبٍ مرتفعة من الدهون المشبعة تُقارِب 50% من مكوناتها، كما أنها تحتوي على الكوليسترول (Cholesterol)، الذي يزيد من خطر إصابة الأشخاص بـأمراض القلب والأوعية الدموية.[٣]


ما هي فوائد ومخاطر تناول المارجرين؟

تختلف الفوائد التي تقدّمها المارجرين بالاعتماد على نوع الزيت النباتي الذي تتم صناعتها منه، لكن تحتوي معظم أنواعها على الدهون المتعددة غير المشبعة، فمثلًا يحتوي النوع المصنوع من زيت فول الصويا على ما يُقارِب 20% من الدهون المتعددة غير المشبعة، كما تحتوي المارجرين على الستيرولات النباتية (Phytosterols) التي تقلل من مستويات الكوليسترول الضار (LDL)؛ أي البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، ومقارنةً بالزّبدة فإن المارجرين تخلو من الكوليسترول؛ لأنّها مصنّعة من الزيوت النباتية.

بينما تكمن مخاطر المارجرين في احتوائها على الدهون المتحوّلة، التي قد تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة؛ إذ تعدّ الدهون المتحوّلة أخطر من الدهون المشبعة، ويكمن تأثيرها في أنها تقلل من مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) في الجسم؛ أي البروتين الدهني مرتفع الكثافة.[٣]


بدائل صحية للزبدة والمارجرين

يبحث بعض الأشخاص مطوّلًا لإيجاد أفضل البدائل الصحية للزبدة والمارجرين، إمّا بسبب معاناتهم من حساسية الحليب، أو لأسبابٍ تتعلّق بالرجيم، أو لأسباب الصحة العامة، مثل عدم القدرة على تحمّل سكر اللاكتوز، ومن أفضل البدائل الصحية لهما ما يأتي ذكره:[٤]

  • زيت جوز الهند: يمكن استبدال استخدام الزبدة بزيت جوز الهند عند صنع الحلويات أو المخبوزات؛ فهو من الزيوت النباتية التي تعود إلى وضعها الصلب في درجة حرارة الغرفة الطبيعية.
  • زيت الزيتون: هو أحد أكثر أنواع الزيوت النباتية التي تقدّم العديد من الفوائد؛ إذ يحتوي زيت الزيتون على الدهون الأحادية غير المشبعة.
  • السمن: يشير البعض إلى إمكانية استخدام السمن بنفس المقدار المُستخدَم في الوصفات من الزبدة.
  • عصير التفاح: يقلل عصير التفاح من السعرات الحرارية ونسبة الدهون في المخبوزات.
  • الأفوكادو: يضيف الأفوكادو عددًا من العناصر الغذائية والدهون الصحية إلى الوصفات، ولتغطية اللون الأخضر له يمكن إضافة الشوكولاتة إلى الوصفات.
  • الموز المهروس: يوفر استخدام الموز المهروس محتوى وفيرًا من العناصر الغذائية، ويقلل من مقدار السعرات الحرارية ونسبة الدهون في الوصفات الغذائية.
  • الزبادي اليوناني: يمكن إضافة الزبادي اليوناني إلى الوصفات الغذائية ليزيد من نسبة البروتين فيها، ومن أفضل أنواعه هو الزبادي كامل الدسم، الذي يحافظ على قوام المخبوزات المطلوب.
  • زبدة الجوز: تُضفي زيدة الجوز على المخبوزات طعمًا لذيذًا، وتميل إلى جعلها أكثر كثافةً، لكن يجدر التنويه إلى أنها تحتوي على نسبةٍ مرتفعة من الدهون والسعرات الحرارية.


المراجع

  1. ^ أ ب "Butter versus Margarine: Which is Healthier?", www.news-medical.net, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  2. "Is margarine more healthful than butter?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  3. ^ أ ب "Butter vs. Margarine: Which Is Healthier?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
  4. "What Are the Best Substitutes for Butter?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
7620 مشاهدة
للأعلى للسفل
×