محتويات
ما المقصود بالحمل خارج الرحم؟
يُقصد بالحمل خارج الرحم أو الحمل المنتبذ (Ectopic pregnancy)؛ الحالة التي يحدث فيها انغراس ونموّ للبويضة المخصبة خارج الرحم، وغالبًا ما يكون ذلك في قناة فالوب المسؤولة عن نقل البويضات الأنثوية من المبايض إلى الرحم، وفي بعض الحالات يحدث الحمل خارج الرحم في أجزاء أخرى في جسم المرأة؛ كالمبيض، أو تجويف البطن، أو عنق الرحم، ويجدر الذكر بأنَّه من غير المُمكن استمرار الحمل خارج الرحم بصورة طبيعيَّة، فلن تتمكَّن البويضة المخصبة من النَّجاة، بل وربما تحدث المضاعفات التي تهدِّد حياة المرأة في حالة عدم الخضوع للعلاج اللازم.[١][٢]
متى يتعرض الحمل خارج الرحم للإجهاض، وهل يمكن أن يحدث ذلك دون مقدمات؟
في العديد من حالات الحمل خارج الرحم، تموت البويضة المخصبة بسرعة وتتمزَّق قبل ملاحظة وجود دورة حيض فائتة، أو ملاحظة ظهور بعض الألم والنزيف، وفي هذه الحالة نادرًا ما تُشخص الحالة على أنَّها حمل خارج الرحم، ويُفترض بأنَّها حالة إجهاض تلقائي، وتنتهي بذلك دون تبعات أخرى ودون مقدمات.[٣]
أمَّا عن الأعراض والعلامات الشائعة الدالة على حدوث الحمل خارج الرحم، فهي تتضمَّن في معظم الحالات أعراض معينة؛ كالمعاناة من ألم البطن، وغياب الدورة الشهرية، وحدوث النزيف المهبلي، ويبدو أنَّ هذه الأعراض مقترنة باستمرار نمو البويضة المخصبة في قناة فالوب، ويكون ظهورها عادةً بين الأسبوع 4-10 بعد انقضاء آخر حيض طبيعيّ، أو أنَّها تظهر لاحقًا في حالة وجود الحمل خارج الرحم في مكانٍ آخر غير قناة فالوب، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنَّه ليس بالضرورة ارتباط هذه الأعراض بحدوث الحمل خارج الرحم، فربما تكون دلالة على حدوث الإجهاض التلقائي، إذْ تتشابه أعراض حدوث الحمل خارج الرحم وأعراض الإجهاض ممَّا يصعب تمييزهما.[٤][٣]
ما الخطة العلاجية للتعامل مع الحمل خارج الرحم؟
كما ذكرنا سابقًا، لا يمكن استمرار الحمل في حالة حدوث مشكلة الحمل خارج الرحم، فيكون من الضروري اللجوء للعلاج الطبي بهدف التخلص من الحمل قبل نموّ الجنين وزيادة حجمه، إذْ يقوم الطبيب المختص بتشخيص الحالة وتحديد آلية العلاج والتعامل الصحيح معها،[٥] وسنوضح في الآتي بعض الخيارات العلاجية التي قد يلجأ إليها الطبيب في تعامله مع هذه الحالة:
علاج الحمل خارج الرحم قبل تمزق قناة فالوب
تُشخَّص معظم حالات الحمل خارج الرحم قبل حدوث تمزق لقناة فالوب، وفي هذه الحالة يستعرض الطبيب للمرأة الخيارات العلاجية المُمكنة لاختيار الأنسب بينها،[٥] وسنذكر في المحاور الآتية بعض من هذه الخيارات:
الانتظار ومراقبة الحالة
العديد من حالات الحمل خارج الرحم تتعافى من تِلقاء نفسها دون أنْ تتسبب بأيَّة مشكلات على المدى البعيد، إذْ ينتهي الحمل فيها بحالة شبيهة بالإجهاض_ذكرنا ذلك مسبقًا_، فيكتفي الطبيب بالانتظار ومراقبة الحمل عن كثب عن طريق إجراء فحوصات وتحاليل معينة عندما تكون الأعراض التي تعانيها المرأة خفيفة، أو أنَّها غير ظاهرة بتاتًا.[٥]
العلاج الدوائي
يعدّ دواء الميثوتركسيت (Methotrexate) العلاج الأكثر شيوعًا لعلاج الحمل خارج الرحم، والذي يُعطى عن طريق الحقن، إذْ تقوم آلية عمل الدواء على وقف نمو الخلايا وإنهاء الحمل، وبعد ذلك يقوم الجسم بالتخلص من الحمل خلال فترة تتراوح بين 4-6 أسابيع، دون الحاجة لاستئصال قناة فالوب.[٢]
ويجدر الذكر بأنَّ إعطاء هذا الدواء للمرأة يعتمد على حالتها الصحية، ومعاناتها من أمراض معينة، بالإضافة إلى نتائج تحاليل الدم لهرمون الحمل أو هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية (hCG)، وأمور عِدة، كما ويُصاحب استخدام هذا الدواء أحيانًا ظهور بعض الآثار الجانبية؛ كألم البطن، ونزول القليل من الدم المهبلي، وربما التقيؤ، والغثيان، والدوخة، والإسهال، وغيرها من الأعراض المحتملة، وفي هذا الجانب يوصَى بالمتابعة مع الطبيب إلى حين إتمام العلاج وتلاشي الخطورة. كما يوصى أثناء الخضوع للعلاج بتجنب الآتي:[٢]
- المشروبات الكحولية.
- ممارسة التمارين الرياضية العنيفة.
- الجماع.
- تناول الأدوية أو الأطعمة التي تسبب الغازات، والتي قد تخفي آثار الألم الذي قد يكون ناتجًا عن انفجار قناة فالوب..
- التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة.
- تناول الأدوية المسكنة للألم والمضادة للالتهاب.
- تجنب استخدام الفيتامينات أو التركيز على تناول الأطعمة المدعمة والتي تحتوي علىحمض الفوليك، بما في ذلك البقوليات، والخضروات الورقية، والباستا، والخبز.
العلاج الجراحي
فقد يلجأ الطبيب لإجراء الجراحة بهدف التخلص من الحمل قبل زيادة حجمه ونموّه، وغالبًا ما تُستخدم جراحة تنظير البطن (Laparoscopy) في ذلك، إذْ تُستأصل كامل قناة فالوب التي تحتوي على الحمل في حال كانت القناة الأخرى سليمة وهي الطريقة الأكثر كفاءة في العلاج، بينما يُزال الحمل بدون إزالة كامل قناة فالوب في حالة عدم سلامة قناة فالوب الأخرى، ويُشار إلى أنَّ معظم النساء اللواتي يخضعن لهذه الجراحة يُغادرن المستشفى خلال بضعة أيام، وقد يستغرق التعافي الكامل 4-6 أسبوع.[٦]
علاج الحمل خارج الرحم بعد تمزق قناة فالوب
بعد تمزق قناة فالوب ونزيف كميات كبيرة من الدم، يستدعي الأمر الخضوع للجراحة بصورة طارئة، إذْ تهدف الجراحة بشكلٍ أساسي إلى وقف النزيف، وبعد ذلك تُزال قناة فالوب الممزقة وبقايا الحمل.[٥]
أسئلة شائعة عن الحمل خارج الرحم
متى تستدعي حالة الحمل خارج الرحم مراجعة الطبيب؟
يتوجب على المرأة طلب الرعاية الطبية الطارئة في حالة ظهور أيَّة أعراض وعلامات قد تدل على حدوث الحمل خارج الرحم، منها:[١]
- الألم الشديد في البطن أو منطقة الحوض، والمصحوب بنزيف المهبل.
- الشعور بالدوار الشديد، أو الإغماء.
- المعاناة من ألم الكتف.
- ظهور علامات تمزق قناة فالوب، ومنها:[٧]
- الألم الشديد والمفاجيء في البطن.
- الشعور بالغثيان.
- شحوب البشرة.
- الشعور بالدوخة، أو الإغماء الشديد.
هل يؤثر الحمل خارج الرحم على حدوث الحمل في المستقبل؟
من الشائع أنْ تزداد خطورة حدوث الحمل خارج الرحم مرة أخرى في الحمل المستقبلي في حالة المعاناة من هذه المشكلة مسبقًا، وهو ما يستدعي الانتباه للعلامات التحذيرية التي قد تدل على وجود مشكلة في الحمل، والخضوع للفحص الطبي الذي يؤكد سلامة الحمل، ووجوده في داخل الرحم.[٢]
ما هي العوامل التي قد تزيد من خطورة حدوث الحمل خارج الرحم؟
من العوامل التي قد تزيد من خطورة حدوث الحمل خارج الرحم، نذكر الآتي:[٢]
- الخضوع مسبقًا لجراحة قناة فالوب.
- المعاناة من الحمل خارج الرحم مسبقًا.
- الإصابة ببعض أنواع العدوى المنتقلة بالجنس.
- الإصابة الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis) أو المعروفببطانة الرحم المهاجرة.
- المعاناة من مرض التهاب الحوض.
- الخضوع مسبقًا لجراحة في منطقة الحوض أو البطن.
- تجاوز عمر 35 عام.
- التدخين.
- وجود تاريخ سابق للعقم أو تأخر الحمل.
- استخدام تقنية أطفال الأنابيب (IVF).
المراجع
- ^ أ ب "Ectopic pregnancy", mayoclinic, Retrieved 30/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Ectopic Pregnancy", acog, Retrieved 30/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "Ectopic pregnancy", healthywa, Retrieved 30/4/2021. Edited.
- ↑ "Ectopic Pregnancy (Tubal Pregnancy)", medicinenet, Retrieved 30/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Ectopic Pregnancy", patient, Retrieved 30/4/2021. Edited.
- ↑ "Treatment -Ectopic pregnancy", nhs, Retrieved 30/4/2021. Edited.
- ↑ "Symptoms -Ectopic pregnancy", nhs, Retrieved 30/4/2021. Edited.