إحسان عباس (ناقد ومحقق ومترجم)

كتابة:
إحسان عباس (ناقد ومحقق ومترجم)


إحسان عباس (ناقد ومحقق ومترجم)

إحسان عباس عميد المحققين العرب لمدة 60 عامًا، ألف كتبًا في النقد الأدبي وترجم العديد من روائع الأدب العالمي، ولد إحسان عباس في فلسطين في قرية عين غزال الواقعة في الجنوب من حيفا، لأبوين قرووين بسيطين.[١]


والد إحسان عباس هو رشيد تاجر المواشي رقيق الحال، ووالدته فاطمة، وله من الإخوة اثنين: توفيق وبكر وله أخت واحدة تدعى نجمة، ولد إحسان عام 1920م وتوفي في 29 من شهر تموز لعام 2003م.[١]


كان إحسان عباس شغوفًا بالعلم على الرغم من فقر حال أهله، فقد التحق في المدرسة الابتدائية في قريته، ثم التحق بمدرسة يافا الحكومية لينهي بها المرحلة الثانوية الأولى التي استغرقت 4 سنوات، ثم انتقل لمدرسة عكا لينهي فيها المرحلة الثانوية الثانية بتفوق.[١]


تمكن إحسان من تحقيق حلمه بالالتحاق بالكلية العربية في القدس، التي كانت حكرًا على المتفوقين فقط من القطاع الحكومي وأمضى فيها 4 سنوات من 1937م إلى 1941م، عُين إحسان في مدرسة صفد الثانوية معلمًا بعد تخرجه حتى عام 1947م.[١]


حصل إحسان على منحة ليكمل دراسة الأدب العربي في جامعة القاهرة (فؤاد الأول سابقًا) ليتخرج منها عام 1949م، ونظرًا لاحتلال قريته في فلسطين ومغادرة أهله لها وذهابهم لبغداد لم يستطع العودة إليها عند انتهاء دراسته وبقي في القاهرة يُدرس ويَدرس حتى سافر للخرطوم 1951م.[١]


مسيرة إحسان عباس التعليمية والأدبية

في عام 1951م وصل إحسان للخرطوم مع زوجته وطفليه نرمين وإياس ليُدرس في جامعة الخرطوم في كلية الأدب العربي، لكنه درَّس فيها فصًلا مادة التاريخ الإسلامي ثم العام التالي مادة الأدب العربي، كما أنه عمل على رسالته للماجستير خلال إقامته في الخرطوم وحصل عليها من جامعة القاهرة عام 1952م.[٢]


ثم عمل على دراسة شعرية للبياتي نُشرت في لبنان في كتاب تحت عنوان (عبد الوهاب البياتي والشعر العراقي الحديث)، بعد أن قام إحسان عباس بنشر كتابه الحسن البصري سابقًا، كم أنه حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة في رسالة عنونها باسم (حياة الزهد وأثرها في الأدب الأموي) إلا أنه بعد أن أنهاها لم ينشرها وكان هذا عام 1954م.[٣]


خلال فترة تردد إحسان عباس إلى القاهرة وعودته للخرطوم قام بتأسيس مكتبة تليق بجامعة الخرطوم وتزويدها بالكتب من القاهرة تحت رعاية مدير المكتبة، استمر عمله في الخرطوم 10 سنوات وبعدها غادرها حين لم يتجدد عقده، وقد رزق بطفله الثالث هناك.[٤]


في عام 1961م انتدب إحسان عباس ليدرس في قسم اللغة العربية في الجامعة الأمريكية في بيروت حيث تولى منصب رئيس قسم اللغة العربية فيها، قضى فيها ربع قرن كتب فيهن أكثر مؤلفاته في النقد والتحقيق الأدبي.[٥]


ويرجع السبب لذلك الإنتاج لما وفرته له جامعة بيروت من تنوع ثقافي وفرصة حضور العديد من المؤتمرات العلمية، ولما يتلقاه من دعوات لإلقاء محاضرات في كل أرجاء الأرض.[٥]


من المناصب التي شغلها في بيروت، مدير مركز الدراسات العربية ودراسات الشرق الأوسط، ورئيس تحرير مجلة الأبحاث، وهو عضو في المجمع العلمي العربي في دمشق، والمجمع العلمي الهندي ممثلُا لفلسطين.[٥]


أمضى إحسان حوالي عامين في جامعة برنستون الأمريكية خلال الحرب الأهلية اللبنانية 1976م، ثم عاد لبيروت وبقي فيها حتى عام 1986م ليغادرها بعدها ويستقر في عمان حتى وفاته.[٥]


إنجازات وجوائز إحسان عباس

حصد إحسان عباس العديد من الجوائز أهمها ما يأتي:[١]

  • جائزة الملك فيصل العالمية عام 1980م.
  • جائزة ثورنتون وايلدر للترجمة من جامعة كولومبيا عام 1983م.
  • جائزة سلطان العويس للدراسات النقدية عام 1990/1991م.
  • جائزة مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي عام 2002م.
  • وسام المعارف اللبناني عام 1981م.
  • كرمته مؤسسة عبد الحميد شومان بإصدار كتاب عنه بعنوان (إحسان عباس، ناقدًا محققًا مؤرخًا) عام 1998م.
  • إطلاق جائزة إحسان عباس للإبداع والثقافة في ذكرى رحيله العاشرة عام 2013م.


أبرز كتب ودراسات إحسان عباس

إن اختزال قامة عملاقة ألفت ما يفوق 75 كتابًا وتحقيقًا وترجمةً ورسالة حتى لُقبت بشيخ النقاد والمحققين العرب، والعلامة، وسادة التراث وخازن الأدب أمر غير مستطاع لذا فيما يأتي ذكر بضع من أهم أعماله:[٥]

  • كتب إحسان في التحقيق:
    • وفيات الأعيان لابن خلكان في ثمانية أجزاء.
    • نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب للمقري التلمساني في 8 أجزاء.
  • كتب إحسان في الترجمة:
    • رواية موبي ديك.
    • فن الشعر لأرسطو.
  • كتب إحسان في التأليف:
    • معجم العلماء والشعراء الصقليين.
    • تاريخ بلاد الشام في العصر العباسي.
    • بدر شاكر السياب: دراسة في حياته وشعره.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ مؤسسة الدراسات الفلسطينية (24/1/2022)، "إحسان عباس"، الرحلات الفلسطينية، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2022. بتصرّف.
  2. إحسان عباس، غربة راعي، صفحة 210. بتصرّف.
  3. إحسان عباس، غربة راعي، صفحة 213. بتصرّف.
  4. إحسان عباس، غربة راعي، صفحة 214. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج المكتبة الشاملة (24/1/2022)، "إحسان عباس"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2022. بتصرّف.
3318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×