صحابة رسول الله قناديل الأمة
صحابة الرسول -رضوان الله عليهم- هم خير الناس، وهم قناديل الأمة التي يستضيء بها المسلمون بعد الرسول -عليه الصلاة والسلام-؛ لهذا فإنّ محبتهم والسير على نهجهم من أسباب الهداية؛ لأنهم نالوا شرف صحبة النبي -عليه السلام-، وتعرفوا على كلّ صفاته وأخلاقه، وتشربوا هذه الصفات والأخلاق، فهم خير من ينقل أي معلومة عن النبي العظيم.
الصحابة عاصروا النبي وحملوا معه أمانة الدعوة إلى الله، وكانوا بحق مثالًا للمؤمنين المجاهدين الذين ينصرون المسلمين والإسلام، ويقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا، ولا تأخذهم في الحق لومة لائم.
وقد شهدوا مع رسول الله الكثير من الأحداث، لهذا نقلوا عنه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، أمثال أبي هريرة، وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، وغيرهما الكثير من الصحابة الذين كان لهم بصمات واضحة في التاريخ الإسلامي.
الصحابة الكرام هم الذين ساندوا النبي في محنته عندما تخلى عنه الجميع وخاصة عشيرته، فنصروه في غربته وكانوا معه مثال الأخوة والمسلمين الأشدّاء الأقوياء الذين يصنعون الخير ويحرصون على أن يدافعوا عن النبي العظيم بأرواحهم ودمائهم.
وقد رضي الله تعالى عنهم ورضوا عنه، ونالوا بهذا أعظم شرف، فهنيئًا لهم، فهم بحق الأشجار الباسقة التي تطاول عنان السماء وتحمل الثمار اللذيذة وتضرب جذورها في أعماق الدين الحنيف.
صحابة رسول الله قدوة للمسلمين
قدّم الصحابة -رضوان الله عليهم- نماذج مشرفة مع رسول الله -عليه السلام- فهم خير صحبة على الإطلاق، وخاصة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- الذي كان صديق النبي في كلّ فترات حياته، ولم يخذله يومًا، وصدقه عندما كذبه الناس، ورافقه في هجرته، وهو أيضًا والد زوجته عائشة أم المؤمنين، وصحابة رسول الله هم أكثر الناس صدقًا وأفضلهم خُلقًا، وأكثرهم قربًا من رسول الله -عليه الصلاة والسلام-.
الصحابة من مهاجرين وأنصار ساهموا في عزّة الإسلام وقيام الدولة الإسلامية، وكذلك باقي الصحابة الذين تشهد لهم المواقف أمثال عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-، وغيرهم من الصحابة الذي أثبتوا أنهم بحق قدوة للمسلمين في كلّ شيء.
فقد كانوا مسلمين أقوياء، يعلمون ما يريدون تحقيقه من أهداف لأجل الدعوة الإسلامية، ولأجل تقوية شوكة المسلمين، خاصة أنهم تخلوا عن كلّ شيء في سبيل هذا.
الصحابة الكرام كان هدفهم الأسمى أن ينتصروا لدين الحق ويجعلون الناس يتبعون دين الإسلام ويشهدون ألّا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وكانوا يسعون بكلّ ما يملكون إلى نصرة النبي.
وهم مثال للقادة الأقوياء الأذكياء الذين ساهموا في رفع راية الدعوة الإسلامية في البلاد، ومنهم من شارك في الفتوحات الإسلامية، ومنهم العشرة المبشرون بالجنة، فيا لها من مكانة عظيمة لا تنبغي لأحد من الخلق إلا لصحابة رسول الله.
صحابة رسول الله وتضحياتهم
في الختام، ستظلّ سيرة صحابة رسول الله -رضوان الله عليهم- أعظم سيرة لصحبة شريفة طاهرة، كيف لا وهم صاحبوا سيد الخلق والمرسلين، وأخذوا على عاتقهم أن يكونوا دومًا كما أرادهم النبي العظيم، وتحملوا أعباء نشر الدعوة الإسلامية مع رسول الله.
وهذا بحدّ ذاته يجعل لهم مقامًا عاليًا جدًا لأنهم نصروا الإسلام في غربته، ولم يلتفتوا للكلام الذي لا يُسمن ولا يُغني من جوع، ولم يكونوا يومًا إلا رجالًا أوفياء صادقين وقت الشدة.
لم يتوانَ الصحابة -رضوان الله عليهم- لحظة واحدة عن التضحية بالأموال والأرواح، فمنهم من جهز جيوش الإسلام كما فعل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ومنهم من كان لهم شرف المشاركة في الغزوات جنبًا إلى جنب مع محمد -عليه الصلاة والسلام-، ومنهم من نال شرف الشهادة وارتقت روحه إلى بارئها وهو يدافع عن الإسلام أمثال حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة -رضوان الله عليهم-، وغيرهم.
استمرّ صحابة الرسول -عليه الصلاة والسلام- في تضحياتهم ووقوفهم في صف الدعوة الإسلامية حتى بعد التحاق النبي -عليه الصلاة والسلام- بالرفيق الأعلى، وكانوا صفًا واحدًا في حماية الدولة الإسلامية لأنهم مؤمنون حقًا.
لم تغرهم المظاهر ولا المناصب ولم يحبوا الرسول -عليه الصلاة والسلام- حبًا مصحوبًا بالمراءاة، ولم يكن حبًا مؤقتًا، بل كان حبهم حبًّا صافيًا نقيًا يبتغون به وجه الله تعالى، لأنهم يعلمون جيدًا أن القرب من رسول الله -عليه السلام - مكسبٌ عظيم في الدنيا والآخرة.