إرضاء الناس في الإسلام

كتابة:
إرضاء الناس في الإسلام


ما حكم من أرضى الناس بسخط الله؟

توعد الله سبحانه الله وتعالى من تخلى عن مرضاته في سبيل إرضاء الناس بسخطه، وسخط الله من موجبات هلاك العاصي وخُسرانه، وإن عصيان العبد لله في سبيل إرضاء الناس، يوجب من الذنب ما يستحق به العبد عقاب الله في الدنيا والآخرة، ويوجد للمعصية التي يرتكبها العبد من أجل الناس نوعان:[١]

  • أن تكون كفرًا، إذا توافرت الشروط وانتفت الموانع؛ كأن يرتكب العبد بعض الأعمال الكفرية أو يتلفظ بالألفاظ الكفرية مع علمه بتحريمها، واختياره لفعلها متعمّدًا بغير إكراه.
  • أن تكون المعصية ذنبًا، وليست من أعمال أو أقوال الكفر، وأمثلتها عديدة، مثل شرب الخمر، واستحلال المعازف، والكذب على الناس، وبالإضافة إلى سماع الأغاني وعدم غض البصر، وغيرها من الذنوب التي يرتكبها العبد من أجل أن يرضي عبداً مثله، ويُغضب الله بملء إرادته.


رضى الناس يأتي بعد رضى الله تعالى

روى الترمذي من حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وَكَلَهُ الله إلى الناس.)[٢]

حيث بيّن الحديث أن رضى الناس يأتي بعد رضى الله تعالى، فعلى الإنسان أن يسعى لنيل رضى الله تعالى دون الالتفات إلى رضا الخلق، لأنه إذا رضي الله تعالى عن العبد أرضى عنه الناس بلا شك، كما في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)[٣]. ومن الجدير بالذكر أن لفظ الناس اسم جمع قد يطلق ويراد به جماعة من الناس لا كل الناس، فمعنى هذه الآية لا يشمل رضى جميع الناس بل المقصود أن يحظى الشخص بمحبة أهل الطاعة والإيمان، حيث فسرها قتادة في هذه الآية بأنه ودًّا في قلوب أهل الإيمان.[٢]

كما أن اكتساب رضا الناس بسخط الله تعتبر من صفات المنافقين.[٤]


طرق التماس رضى الله سبحانه

يوجد العديد من الأعمال التي ينال الإنسان بها رضى الله ، وقد أرشد إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإن طاعة الله في أوامره واجتناب نواهيه من أهم ما يقرّب الإنسان من الله ويرضيه عنه، ومن أبرز هذه الطرق ما يلي:[٤]

  • عبادة الله وحده لا شريك له، والاعتصام به، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويسخط لكم ثلاثًا، يرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويسخط لكم: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال).
  • مناصحة ولاة الأمر.
  • محبة لقاء الله، حيث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه).
  • شكر الله تعالى في السراء والضراء، حيث قال سبحانه: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾.[٥]

المراجع

  1. "حكم من يرضي الناس بسخط الله تعالى"، الإسلام سؤال وجواب، 15/9/2014، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "رضا الناس يأتي بعد رضا الله تعالى"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/5/2022. بتصرّف.
  3. سورة مريم، آية:96
  4. ^ أ ب "التماس رضى الله ورضوانه في طاعته واجتناب عصيانه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/5/2022.
  5. سورة الزمر، آية:7
10198 مشاهدة
للأعلى للسفل
×