إصابات الرأس والغيبوبة!

كتابة:
إصابات الرأس والغيبوبة!

إصابات الرأس

يتعرض الدماغ للتلف عند التعرض الرأس لإصابة سواء بضربة مباشرة أو اهتزاز أو اصطدام الرأس بجسمٍ ما، وتقسم هذه الإصابة إلى إصابة مغلقة، ومفتوحة، أي عندما يخترق جسم ما الجمجمة والدماغ، تكون الأعراض بسيطة ومؤقتة في الحالات الخفيفة كالاهتزار، بينما تكون الأضرار دائمة وقد تؤدي إلى الغيبوبة أو الوفاة في الضربات الشديدة أو المفتوحة. [١]


ما علاقة إصابات الرأس والغيبوبة؟

تعد إصابات الرأس سببًا رئيسُا في حدوث الغيبوبة؛ إذ إن أكثر من 50% من حالات الغيبوبة ناجمة عن إصابات الرأس، وقد تسبب إصابات الرأس حدوث نزيف أو انتفاخ في الرأس، وتجمع السائل في الجمجمة مما يولّد ضغطًا على الدماغ وجذعه، والذي بدوره يؤثر على وظائف الدماغ ويسبب تلف أجزاء منه، وتعرف الغيبوبة أنها حالة من فقدان الوعي وعدم الاستجابة للمؤثرات المحيطة من ضمنها الألم، وقد تكون أحد الأعراض الناجمة عن تلف جزء خاص بالدماغ مسؤول عن الوعي والإدراك.[٢]


ما هي أعراض إصابات الرأس؟

تظهر بعض أعراض إصابة الرأس مباشرة بعد الإصابة، والأخرى تظهر بعد أيام أو أسابيع، ويمكن أن تصنّف إلى أعراض فيزيائية أو أعراض عقلية، كما تختلف الأعراض حسب شدّة الإصابة، ويمكن توضيحها كما يأتي: [٣]

إصابات الرأس الخفيفة

أعراض فيزيائية أعراض حسيًة أعراض عقلية وإدراكية
ألم في الرأس الحساسية للضوء أو الأصوات مشكلات في التفكير والذاكرة
التستفراغ والغثيان عدم وضوح في الرؤية الشعور بالتوتر والاكتئاب
فقدان الوعي لفترة قصيرة طعم غريب في الفم تقلب المزاج
عدم القدرة على النوم أو النوم لفترة طويلة وغيرها من المشكلات بالحواس


إصابات الرأس المتوسطة أو الشديدة

أعراض فيزيائية أعراض إدراكية وعقلية
فقدان الوعي لفترة تتراوح بين دقائق وساعة الارتباك الشديد
ألم شديد في الرأس العدوانية والتهيج
توسع في بؤبؤ العين التحدث بكلام غير واضح
خدران في أصابع اليد أو القدم الغيبوبة
خروج سوائل شفافة من الأنف أو الأذن
استفراغ بشكل متكرر


ما أسباب وعوامل خطر إصابات الرأس؟

تشمل أسباب إصابة الرأس الشائعة ما يأتي: [١]

  • السقوط، الذي يحدث عند كبار السن الذي تجاوزت أعمارهم 65 سنة، كما أن هبوط السكر وضغط الدم حالة شائعة لدى هذه الفئة العمرية، مما يؤدي إلى عدم التوازن والسقوط.
  • حوادث السيارات والدراجات، وهو السبب الأكثر شيوعًا بين عمر الشباب.
  • الإصابات الرياضية.
  • الاصطدام بشيء صلب.
  • الإساءة إلى الأطفال وضربهم.

أما بالنسبة للعوامل خطر الإصابة بإصابات الرأس، فإن أكثر الناس عرضة للإصابة هم التالي:[٣]

  • الأطفال تحت سن 4 سنوات.
  • الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-24 سنة
  • كبار السن 60 سنة فما فوق.
  • الذكور بشكل عام.


مضاعفات إصابات الرأس:

يمكن بيان المضاعفات في ما يأتي:

تغير في الوعي

يتراوح تغيير الوعي ما بين الغيبوبة إلى موت الدماغ، وتختلف حدته اعتمادًا على شدة الإصابة ومستوى التلف، فتبدأ مراحل فقدان الوعي بالغيبوبة حيث يصبح المريض غير واعي وغير قادر على الاستجابة، ثم بعد أيام أو أسابيع ينتقل إلى مرحلة تسمى بالحالة الخضرية (vegetative state) يمر فيها المريض بحالة تشبه اليقظة مظهريًا إذ يفتح عينه ويصدر أصواتًا لكنّها لا تعبّر عنه داخليًا وإنما تكون لا إرادية، أما في حالات موت الدماغ فهنا لا يظهر أي نشاط للدماغ، ويؤدي إزالة أجهزة التنفس إلى توقف القلب والوفاة. [٣]


مضاعفات فيزيائية

قد تسبب إصابات الرأس دخول أجزاء من الجمجمة إلى الدماغ أو أشياء أخرى من الطبيعة التي كانت تحيط به، مما يؤدي إلى تلف في طبقات الدماغ الحامية، ودخول الكائنات المسببة للأمراض كالبكتيريا والفيروسات، بالإضافة إلى أنه يدمر الأوعية الدموية مسببًا الجلطات الدماغية وغيرها، ومن ناحية أخرى قد تسبب إصابات الرأس حدوث نوبات تشنجية بصورة مستمرة.[٣]


مشكلات في الإدراك

بعد التعرض لإصابة الرأس قد يكون من الصعب على المريض التركيز، كما أنه يأخد وقتًا طويلًا في اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى المعاناة من مشكلات الذاكرة، والتعلّم. ومشكلات أخرى تتعلق في الوظائف الخاصة كحل المشكلات، والتخطيط والتنظيم، وتعدد المهام.[٣]


طرق تشخيص إصابات الرأس

الفحص الطبي هي أول خطوة للتشخيص، ويكون عادة بتقييم الوظائف العصبية من القدرة على التفكير والحركة والإحساس وردات الفعل المختلفة، ثم يلجأ الطبيب للصور الإشعاعية كالتصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي، ومن الجدير بذكره أنها لا تعدّ إحدى وسائل التشخيص وإنما يجأ لها الأطباء للتأكد من عدم وجود إصابات بالدماغ تؤدي إلى فقدان الحياة، أو وجود نزيف يتطلب التدخل الجراحي، والخطأ في التشخيص يعيد الإنسان إلى حياته الطبيعة مع إصابة خطيرة بالرأس، وعدم تلقي العلاج المناسب. [٤]


كيف يتم علاج إصابات الرأس؟

العلاج الجراحي

في بعض الأحيان يتم نقل المرضى من غرفة الطوارىء إلى العمليات فورًا عند الوصول؛ لإزالة الدم أو السوائل المتجمعة في الدماغ، بعد ذلك يتم نقل المرضى إلى غرفة العناية المركزة (ICU)، وفي حالات أخرى يتم مراقبة المريض وفحص وظائفه الإدراكية والحسية لفترة معينة من ساعات إلى أيام مع التصوير المستمر، وإذا ساءت حالته يتم نقله إلى غرفة العمليات.

وتتم العملية من خلال حلق شعر الرأس فوق المنطقة المتأثرة، وإجراء شق في فروة الرأس، ثم يتم إزالة جزء من الجمجمة على شكل قطعة واحدة ليتمكن الجراح من إعادتها لاحقًا بصورة أسهل، أما في حالات تفتت عظام الجمجمة فيقوم الطبيب بإزالتها والتخلص منها، بعد ذلك يتم فتح الأغشية الليفية بحذر وسحب الدم المتجمع والسيطرة على مصدر النزيف الداخلي، ثم إغلاق طبقات الدماغ وعودته إلى ما كان عليه، أما في حالات الانتفاخ الشديد قد يقرر الجرّاح عدم إعادة العظام إلى مكانها حتى يقل الانتفاخ، ثم ينتقل المريض إلى غرفة العناية المشددة لتلقي العلاج والمراقبة.[٥]


العلاج الطبي

إلى الآن لا يوجد دواء يمنع تدمير الأعصاب أو يعيد بناءها بعد التعرض لإصابات الرأس، ويعد الهدف الرئيس من العلاج هو عدم التسبب في مشكلات أخرى ومضاعفات تابعة للإصابة، ولضمان ذلك يحاول الطبيب الحفاظ على ضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية، والانتباه للوظائف الحيوية الأخرى فزيادة درجة حرارة الجسم أو هبوط السكر في الدم أو انخفاض الأكسجين الواصل للدماغ يؤدي إلى تفاقم الحالة أو تلف أجزاء أخرى من الدماغ.

كما يستخدم الطبيب بعض الأجهزة في وحدة العناية المركزة لمراقبة انتفاخ الدماغ وتجمع السوائل فيه، ويعمل على مراقبة وتحديد كمية الدم الواصلة للدماغ، ونسبة الأكسجين في الدم لمعرفة درجة الضرر ومدى تقدمه مع الوقت.[٥]


نصائح للوقاية من إصابات الرأس

توجد بعض الإجراءات الوقائية التي تساعد في التفادي من إصابة الرأس والمضاعفات الناتجة عنها، ومنها ما يأتي: [٦]

  • استخدام حزام الأمان عند قيادة المركبات.
  • عدم قيادة المركبات بدون رخصة القيادة، أو عند تناول بعض الأدوية التي تؤثر على التركيز.
  • التخلّص من الأدوات الخطرة في المنزل.
  • مراقبة الأطفال بصورة مستمرة.
  • اتباع القواعد العامة بشكل صحيح أثناء السباحة وفي الحدائق العامة.
  • ارتداء خوذة الرأس أثناء القيام بالرياضات التي تتطلب ذلك.


إصابة الرأس والأطفال

يختلف تأثير إصابة الرأس في الأطفال عن البالغين؛ لأن دماغ الطفل ما زال في مرحلة النمو والتطوير فتظهر الأعراض بعد مرور الوقت، ويمكن اعتباره مرض مزمن لأن الأعراض تتغير مع نمو الطفل، [٧] وتكون أعراض إصابة الرأس عند الأطفال كالتالي:[٣]

  • تغير في عادات الأكل والرضاعة.
  • عدم التوقف عن البكاء.
  • تغير في قدرة الطفل على الإنتباه.
  • حدوث التنشنجات.
  • الاستفراغ بصورة متكررة.


المراجع:

  1. ^ أ ب "Traumatic Brain Injury", medlineplus, Retrieved 17-7-2020. Edited.
  2. "Coma: Types, Causes, Treatments, Prognosis IN THIS ARTICLE What Is a Coma? What Causes a Coma? What Are the Different Types of Coma? Is There Effective Treatment for a Coma? What's the Prognosis for a Coma?", webmd, Retrieved 17-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Traumatic brain injury", mayoclinic, Retrieved 17-7-2020. Edited.
  4. "Traumatic Brain Injury: What to Know About Symptoms, Diagnosis, and Treatment", fda, Retrieved 17-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Traumatic Brain Injury", aans, Retrieved 17-7-2020. Edited.
  6. "Traumatic Brain Injury & Concussion", cdc, Retrieved 17-7-2020. Edited.
  7. "Pediatric Traumatic Brain Injury", asha, Retrieved 17-7-2020. Edited.
3302 مشاهدة
للأعلى للسفل
×