إطالة معدل العمر هل أصبح ممكن وراثياً؟

كتابة:
إطالة معدل العمر هل أصبح ممكن وراثياً؟

كنّا عندما نسمع عن أشخاص بلغوا أكثر من مائة سنة من العمر نعتقد أن ذلك أمراً نادراً، وأنه يجدر بِنَا أن نتعرف عليهم وعلى اُسلوب حياتهم والسر وراء هذا التفوق. ولكن في الأيام القادمة سوف يصبح هذا الأمر شيئاً عادياً.

إن الدراسات الحديثة تخبرنا أن أعداد الأشخاص الذين يتجاوزون المئة عام في ازدياد عام بعد عام، فمثلا في الولايات المتحدة الْيَوْمَ ما يزيد عن ٩٠ ألف شخص قد تجاوزوا المئة عام.

العوامل التي قد تزيد معدل العمر

 صحيح أن الثقافة الصحية و الغذاء الصحي والرعاية الصحية المتقدمة و الرياضة هي العوامل التي سببت هذه النقلة في زيادة معدل الحياة في كثير من دول العالم، هذه العوامل عالجت و قللت بشكل واضح من الأمراض المزمنة التي كانت تقصر العمر، مثل: ارتفاع ضغط الدم، والسرطان، والالتهابات، والروماتيزم، والسكري، وأمراض القلب وغيرها من الأمراض.

 ولكن الإعتماد في إطالة العمر على هذه العوامل لوحده ليس كافياً لطموح الإنسان الذي يهدف إلى المزيد من سنين العمر. إن العلماء يبذلون كل الجهد و يعملون بكل الإمكانيات لكي يمدوا في عمرك إلى أكثر من مائة عام، فنحن أمام عهد جديد من حياتنا، إذ أن العلماء استطاعوا الوصول إلى مراحل متقدمة من الاكتشافات في علوم الوراثة والعوامل التي من شأنها إطالة عمر الإنسان.

التعديل الوراثي لإطالة العمر

 جسم الإنسان مؤلف من ملايين الخلايا الحية، وفِي كل خلية يوجد في وسطها جزء يسمى نواة الخلية التي تحمل المورثات أي الكروموسومات، وفي كل خلية يوجد  23  زوجاً من هذه الكروموسومات متشابكتين على شكل الحرف أكس ( X) وهي  متناهية في الصغر ولكنها عظيمة في التأثير على الإنسان.

22  زوجاً منها تتحكم في  الوراثة، وزوجاً واحداً يتحكم في الجنس، ذكر أم أنثى. وكل كروموسوم يتألف من 22500 جينا أو مورثة.  وإذا نظرنا إلى شكل الكروموسوم نجد أنه يشبه السلم، عمودين طويلين وبينهما عوارض قصيرة هي درجات السلم، ولكن هذا السلم حلزوني الشكل في عمودين يلتفين حول بعضهما. العمودين يتكونان من مادة سكرية و من حمض الفوسفوريك.أما العوارض التي تصل بين العمودين فهي تتكون  من هذه القواعد النيتروجينية: 

  • أدينين (Adenine)
  • ثايمين (Thymine)
  • جوانين جوانين (Guanine) 
  • ساتوسين (Cytosine).

   ما يهمنا هنا هو الجزء الأسفل من الكروموسوم الذي يبدو و كأنه ذنب صغير. هذا الجزء يسمى تيلومير Telomeres.

  ما هو دور التيلومير بطول العمر؟

 يخبرنا العلم بأن خلايا الجسم تستطيع أن تجدد نفسها لكي تبقي قوية ونشيطة وتقوم بوظيفتها على أكمل وجه. وبالتالي تستطيع مقاومة العوامل المضرة والأمراض،  و خاصة الأمراض المزمنة. وهذه الميزة للخلايا تبقى قوية في سن الشباب، ولكنها قد تضعف تدريجياً مع تقدم العمر. وهكذا تبدأ الأمراض المزمنةبالزحف إلى أجسامنا و تقصر أعمارنا.

 اكتشف العلماء أن التيلومير يقصر ويصغر  تدريجياً مع تقدم العمر. و استطاعوا أن يبرهنوا أن هناك علاقة مباشرة بين طول التيلومير وتجدد وانقسام الخلايا. و بالتالي  بين هذه التيلوميرات وطول العمر، وهذا لاشك اكتشاف مبهر.

هل نستطيع إعادة التيلومير الى طوله الطبيعي؟

 اكتشف أن هناك أنزيماً متخصصاً لإطالة التيلومير. و قد نجحوا في تحفيز هذا الإنزيم وإعادة التيلومير الى طوله الطبيعي عند حيوانات التجارب في المختبرات. و كانت النتيجة زيادة في أعمار هذه الحيوانات.

  إن الخطوة التالية المنتظرة هي تطبيق هذه الاكتشافات على الإنسان. وبالتالي تعود خلايا الجسم إلى قوتها و قدرتها علي الانقسام والتجدد و تأخر الأمراض المزمنة والعوامل الضارة  من أن تقصر من عمر الإنسان، وحتى ذلك المستقبل يجب ان نحافظ علي العادات الصحية السليمة والغذاء المتوازن، والرياضة المناسبة.

4071 مشاهدة
للأعلى للسفل
×