إعراب أشباه الجمل

تعريف شبه الجملة

شبه الجملة هي الظرف أو الجار الأصلي مع مجروره المتعلقان بالفعل أو الاسم، وسبب تسميتها بهذا الاسم لأنها تتألف من كلمتين أو أكثر، كما أنّها ليست بالكلمة وليست بالجملة في تركيبها والمعنى المراد منها، لذلك يُطلق عليها "شبه الجملة"، وغالبًا ما تدلّ على الزمان أو المكان، ويرى النّحاة أن شبه الجملة تُغني أحيانًا عن ذكر الجملة، وتقوم مقامها.^[١]

إعراب شبه الجملة

قبل التطرق إلى إعراب شبه الجملة نبيّن مفهومًا مهمًا مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بشبه الجملة؛ سواء كانت ظرفية أو جار ومجرور وهو التعلق، وفيما يأتي بيان تعريفه.

معنى التعلق في النحو العربي

إنّ شبه الجملة بنوعيها لا تعطي معنى واضح دون تعليق باسمٍ أو فعلٍ كانا ظاهرين أو مقدرين، لذلك حاجتها لمسألة التعلق مهمة عند النّحاة، كما أنّ الظرف والجار والمجرور عند تعلقهما بالكلمة يعطيان معنى فرعياً يتمّم نقصان المعنى الذي تدلّ عليه الكلمة، سواء كانت اسمًا أو فعلًا، فالتعليق إذاً هو تعدية الفعل أو ما يشبهه بشبه الجملة إلى المعنى.^[٢]

وإذا قلنا: سافر زيد؛ تبيّن لنا أنّ الكلام قد دلّ على معنى مفيد وواضح يمكن أن نقتصر عليه، وهو سفر زيد، بينما لو قلنا: سافر زيد يوم الجمعة، لاتّضح أنّ حدث السفر قد حدث يوم الجمعة، ووجود الظرف جاء ليدلّ على معنى فرعي مرتبط بالفعل سافر، ويمكن أن نتخلّى عنه في حال أعطت الجملة كلامًا مفيدًا يحسن السكوت عليه.^[٣]

إعراب شبه الجملة الظرفية

تأتي شبه الجملة الظرفية إمّا ظرف مكان يدلّ على مكان حدوث الفعل؛ كقولنا: وضعتُ الكتابَ فوق الطاولة، وإمّا أن يكون ظرف زمانٍ يدلّ على زمان وقوع الفعل؛ نحو قولنا: أفطر الصائم بعد المغرب، وتُعرب شبه الجملة الظرفية على النحو الآتي:^[٤]

• وضعتُ الكتاب فوق الطاولة:
  • وضعتُ: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
  • الكتاب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • فوق: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • الطاولة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وشبه الجملة الظرفية متعلق بالفعل وضع.

• أفطر الصائم بعد المغرب:
  • أفطر: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
  • الصائم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • بعد: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • المغرب: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وشبه الجملة الظرفية متعلق بالفعل أفطر.

• كانت إذاعة المدرسة يوم الثلاثاء:
  • كانت: فعل ماضٍ ناسخ مبنيّ على الفتح، والتاء للتأنيث ضمير متصل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
  • إذاعة: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
  • المدرسة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
  • يوم: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
  • الثلاثاء: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وشبه الجملة الظرفية متعلق بمحذوف خبر كان تقديره كائن.

إعراب شبه الجملة الجار والمجرور

تتعدّد حروف الجر وتختلف باختلاف معانيها، وتتشابه في دخولها على الأسماء فقط؛ حيث تقوم بجرّها إمّا بحركةٍ ظاهرة أو مقدّرة على حسب آخر الاسم، وتُعرب حروف الجر على أنّها حروف مبنية دائمًا، وتتعلّق شبه الجملة الجار والمجرور بالاسم أو الفعل لإتمام المعنى، فإن جاءت دون وجود ما تتعلق به؛ فإنّ المعنى يكون مبهمًا، وفيما يأتي الإعراب:^[٥]

• رجع عمرو من سفره:
  • رجع: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
  • زيد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • من: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
  • سفره: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة الجار والمجرور متعلقان بالفعل رجع.

• زار المعلم الطالب في المشفى:
  • زار: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
  • المعلم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • الطالب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
  • المشفى: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره للتعذر، وشبه الجملة الجار والمجرور متعلقان بالفعل زار.

المراجع

1. ↑ فخر الدين قباوة، إعراب الجمل وأشباه الجمل، صفحة 271. بتصرّف.
2. ↑ شوقي المعري، إعراب الجمل وأشباه الجمل، صفحة 133. بتصرّف.
3. ↑ عبده الراجحي، التطبيق النحوي، صفحة 356. بتصرّف.
4. ↑ كاملة الكواري، الوسيط في النحو، صفحة 359. بتصرّف.
5. ↑ [مصطفى الغلاييني]، جامع الدروس العربية، صفحة 167_168. بتصرّف.