محتويات
إعراب الاسم الموصول
يُعرّف الاسم الموصول على أنه اسمٌ افتقر إلى الوصل بجملة سواء أكانت اسمية أم فعلية، أم شبه جملة "ظرف أو جار ومجرور" أو عائد، فلا يكتمل دلالته إلا بجملة بعده تسمى صلة الموصول، ويكون إعراب الاسم الموصول دائمًا مبنيّ إلا عندما يأتي مثنى فإنه يُعرب بالألف رفعًا وبالياء نصبًا وجرًا،[١] تأتي الأسماء الموصولة على ألفاظ معينة كما يأتي:
- الذين: للمفرد المذكر الذي للعالِم ولغير العالِم، ولغيرهما "أي: المنزه عن الذكورة والأنوثة.
- التي: للمفرد المؤنث العاقل وغير العاقل.
- اللّذان: لتثنية الذي في الرفع واللّذََيْن: في النصب والجر.
- اللَّتَان: لتثنية التي في لرفع واللَّتَيْن: في الجر والنصب.
- الأُلَى والألاء والذين: فهذه أسماء موصولة لجمع المذكر، أما الأُلىَ المقصورة، والألاء الممدوة فلجمع المذكر العاقل كثيرًا ولغير العاقل قليلًا.
- اللاتي واللائي: لجمع المؤنث وقد تُحذف الياء فيُقال اللاتِ واللاءِ.[٢]
أما فيما يتعلق بالموصولات الحرفية فهي ستة "أَنّ، أَنْ، ما المصدرية، كي المصدرية، لو المصدرية، الذي مع الاختلاف على اسميتها أو حرفيتها" ومن الأمثلة على الموصولات الحرفية في القرآن:
- {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ}[٣]،
- {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ}[٤].
- {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}[٥].
- {لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ}[٦].
- {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}[٧]،
- { وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا}.[٨]
من القواعد المهمة في إعراب الاسم الموصول أنه يُعرب صفة بعد المعرفة، ويُعرب مضاف إليه بعد النكرة، وتأتي إعراب الجملة التي بعد الذي على أنها جملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.[٩]
هل الأسماء الموصولة مُعربة أم مبنيّة؟ تعدّ الأسماء الموصولة كلها مبنيّة على حركة آخر حرف فيها، ما عدا التي تدلّ على المثنى فتُعرب إعراب المثنى، تُرفع بالألف مثل :اللّذان واللّتان، وتُنصب وتُجرّ بالياء مثل: اللّذين واللّتين، أما فيما يتعلق بإعرابها في سياق الجملة فيكون على حسب موقعها في الجملة، بمعنى أنها تُبنى على حركة آخرها في محل رفعٍ أو نصبٍ أو جرٍ،[١٠] ومن الأمثلة على إعراب الأسماء الموصولة:
- الذين فازوا أبطال.
- الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
- فازوا: فعل ماضٍ مبني على الضم، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- أبطال: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
- رأيت الطالب الذي نجح.
- رأيت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
- الطالب: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
- الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة للطالب.
- نجح: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لوقوعها صلة الموصول.
إعراب الأسماء المبنية
يُعدّ البناء في الأسماء فرعًا وليس أصلًا، ولكنها تُبنى إذا أشبهت الحرف شبهًا قويًا يدنيه منه، لأنّ المعلوم أنّ الحروف في اللغة جميعها مبنية، والأسماء المبنية في النحو على ستة أنواع وهي: المضمرات، أسماء الشرط، أسماء الاستفهام، الأسماء الموصولة، أسماء الأفعال، أسماء الإشارة ومع كون هذه الأبواب كلها مبنية إلا أنّ لها محلًّا من الإعراب بحسب موقعها من الجملة[١١]، ومن الأمثلة على ذلك:
- قال تعالى: {أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ}.[١٢]
- أنتم: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.
- الفقراء: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- إلى: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- الله: لفظ الجلالة مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَه}.[١٣]
- الحمد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- لله: اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، ولفظ الجلالة مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ.
- الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة للفظ الجلالة.
- صدقنا: فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، ونا ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول.
- وعده: مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف، والضمير المتصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، وجملة "صدقنا وعده" لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.
- قال تعالى: {أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا}.[١٤]
- أنى: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلقة بمحذوف خبر مقدم.
- لك: اللام حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر اسم مجرور.
- هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر.
إعراب الأسماء المعربة
يُعدّ الإعراب الأصل في الأسماء، وتُعرّف على أنها الأسماء التي تتغير حركة آخرها بتغير موقعها في الجملة، وتُعرب على حسب موقعها في الجمل، فتُرفع بالضمة وينوب عنها حركات فرعية وهي: "الواو والألف وثبوت النون" وتُنصب بالفتحة وينوب عنها حركات فرعية وهي" الألف والياء وحذف النون والكسرة في جمع المؤنث السالم" وتُجرّ بالكسرة وينوب عنها "الياء والفتحة في الممنوع من الصرف" وتُجزم بالسكون وينوب عنها "حذف النون وحذف حرف العلة"[١٥]، ومن الأمثلة على ذلك:
- {اللهُ خالقُ كلِّ شيء}[١٦].
- الله: لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- خالق: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
- كل: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- شيء: مضاف إليه ثاني مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- رأيتُ الطالبَ المجتهدَ.
- رأيت: فعل ماضي مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- الطالب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- المجتهد: صفة للطالب منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره.
- مررتُ بالطلابِ المجتهدين.
- مررت: فعل ماضي مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
- بالطلاب: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، الطلاب اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وشبه الجملة من الجار والمجرور في محل نصب مفعول به.
- المجتهدين: صفة للطلاب مجرورة بالياء لأنه جمع مذكر سالم.
- جاء أبو زيدِ.
- جاء: فعل ماضي مبني على الفتح.
- أبو: فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف.
- زيد: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- المسلمون يؤدون فريضة الحج كل عام.
- المسلمون: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
- يؤدون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- فريضة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
- الحج: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- كل: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
- عام: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
جملة صلة الموصول
تفتقر الموصولات الاسمية إلى صلة متأخرة عنها جميعًا باعتبارها نواقص لا يتم معناها إلا بصلة، وهذه الصلة تكون مشتملة على ضمير مطابق لها يُسمى العائد، مع وجوب تأخر الصلة على موصولها لأنها من كمال الموصول تسمى جملة صلة الموصول وقد تكون جملة أو شبه جملة، وتعدّ جملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب[١٧] ومن الأمثلة على ذلك:
الجملة الاسمية
يُشترط أن تكون خبرية لا إنشائية، كذلك يشترط أن تكون خالية من التعجب، وأن تكون مشتملة على ضمير يعود على اسمها، وألا تكون مفتقرة إلى كلام قبلها، ومن أمثلة ذلك:
- نجح الذي هو مجتهد
- نجح: فعل ماضٍ مبني على الفتح، الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، مجتهد: خبر مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والجملة الاسمية "هو مجتهد" واقعة في صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.[١٨]
الجملة الفعلية
شروطها مثل شروط الجملة الاسمية تمامًا، فلا يصح أن تكون جملة إنشائية أو طلبية كالأمر والنهي، أو أنها لا تحتوي على ضمير يعود على الاسم الموصول ومن أمثلة ذلك:
- اعبدوا ربكم الذي رزقكم.
- اعبدوا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، ربكم: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
- الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة ل"رب"، رزقكم: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية واقعة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
شبه الجملة
وهي ثلاثة: الظرف المكاني والجار والمجرور، فشرطهما أن يكونا تامين، بمعنى عند ذكر جملة فيها ظرف مكاني أو جار ومجرور فإنّ متعلّقهما يفهم ضمنًا دون ذكر هذا المتعلق، مثال على ذلك: جاء الذي عندك، جاء الذي في الدار، فيُحكم على شبه الجملتين بأنهما واقعتان في صلة الموصول، [١٩] ومن الأمثلة على ذلك:
- استعملتُ العطر الذي في الزجاجة.
- استعملت: استعمل: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، العطر: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
- الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة للعطر، في الزجاجة: في حرف جر مبني على السكون، الزجاجة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
أمثلة على الأسماء الموصولة مع الإعراب
- (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ).[٢٠]
- هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
- الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ.
- يريكم: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
- البرق: مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة الظاهرة، وجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
- (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ).[٢١]
- هم: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.
- الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر مبتدأ.
- كفروا: فعل ماضٍ مبني على الضم، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لوقعها قي صلة الموصول.
- وصدوكم: الواو للعطف، والفعل معطوف على كفروا.
- (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ).[٢٢]
- الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
- آمنوا: فعل ماضي مبني على الضم والفاعل الواو وهو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- وعملوا: الواو حرف عطف مبني لا محل له من الإعراب، والفعل معطوف على آمنوا.
- الصالحات: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم.
- جاء اللذان نجحا.
- جاء: فعل ماضي مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
- اللذان: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى.
- نجحا: فعل ماضي مبني على الفتح، والفاعل في الألف وهو ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- شكر المدير المعلمات اللواتي عملن بجد.
- شكر: فعل ماضي مبني على الفتح.
- المدير: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
- المعلمات: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم.
- اللواتي: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة، لأن الاسم الموصول إذا جاء بعد المعرفة يعرب صفة.
- عملن: فعل ماضي مبني على السكون، والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
- بجد: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، جدّ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
المراجع
- ↑ ابن هشام الأنصاري المصري، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، صفحة 137_139. بتصرّف.
- ↑ ابن هشام الأنصاري المصري، شرح قطر النّدى وبل الصدّى، صفحة 106. بتصرّف.
- ↑ سورة العنكبوت، آية:51
- ↑ سورة البقرة، آية:184
- ↑ سورة ص، آية:26
- ↑ سورة الأحزاب، آية:37
- ↑ سورة البقرة. آية:96
- ↑ سورة التوبة، آية:69
- ↑ ابن هشام الأنصاري المصري، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، صفحة 147. بتصرّف.
- ↑ عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 78. بتصرّف.
- ↑ عبدالله بن عقيل، شرح ابن عقيل، صفحة 28. بتصرّف.
- ↑ سورة فاطر، آية:15
- ↑ سورة الزمر، آية:74
- ↑ سورة مريم، آية:37
- ↑ أبي البقاء عبدالله بن الحسين العُكري، اللُّباب في علل البناء والإعراب، صفحة 60. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية:62
- ↑ ابن هشام الأنصاري المصري، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، صفحة 164. بتصرّف.
- ↑ محمود حسني مغالسة، النحو الشافي، صفحة 115، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ عبد الله محمد النقراط، الشامل في اللغة العربية، صفحة 46_47.
- ↑ سورة الرعد، آية:12
- ↑ سورة الفتح، آية:25
- ↑ سورة الرعد، آية:29