الصفة المشبهة
في اللغة العربيّة باب خاصّ بالأسماء، وهذه الأسماء تُقسَم إلى أقسام كثيرة تبعًا لمعايير معيّنة، وأحد هذه التقسيمات تعتمدُ على الجامد والمشتق من الأسماء، والمشتقات في الأسماء سبعة، واحد منها ما أطلق عليه العلماء اسم الصفة المشبهة، ولا بُدّ بداية قبل الغوص في تفاصيل الصفة المشبهة، وإعراب الصفة المشبهة، والأمثلة عليها، أن يطلع القارئ على تعريف الصفة المشبهة، وممّا قيل في تعريفها: وصف يُشتق من الفعل اللازم، للدلالة على الوصف وصاحبه، وهي تفيد الدوام والثبوت، فلا زمان لها لأنها ثابتة لا تتغير بتغير الزمن. وهي مشبهة باسم الفاعل، والفرق بينهما أنها تفيد ثبوت معناها لمن يتصف بها، أما اسم الفاعل يفيد الحدوث والتجدد.[١]
إعراب الصفة المشبهة
الصفة المشبهة باسم الفاعل هي اسم مثل باقي الأاسماء في اللغة العربية، وهي مشبهة باسم الفاعل، فهي تشبهه في أن تعمل الفعل كما يعمل اسم الفاعل عمل فعله، ولا بُدّ قبل الحديث عن عمل الصفة المشبهة أن يتضح للقارئ أنّ الصفة المشبهة بحد ذاتها لا يختلف إعرابها عن إعراب أي اسم آخر، فقد تأتي فاعلًا، أو مفعولًا به أو في أي محل إعرابي من مواقع الإعراب، ولكن ما بعدها -أي معمول الصفة المشبهة- هو الذي يتغير إعرابه بناء على حال الصفة المشبهة وطريقة صوغها.[٢]
الصفة المشبهة ترفع فاعلًا، وتنصب معمولاً يُسمى الشبيه بالمفعول به ، وذلك لأن فعلها لازم ، والفعل اللازم لا ينصب مفعولاً به، ومما هو جدير بالذكر أنّ الصفة المشبهة لا تنصب هذا الشبيه إلا بشرط اعتمادها على شيءٍ قبلها سواءٌ أكانت مقرونةً بـ "ألـ التعريف" أم غير مقرونة، وذلك نحو: زيدٌ كريمٌ خلقَه، والكريمُ الخلقَ.[٢]
أمثلة على الصفة المشبهة
الصفة المشبهة تتميز من غيرها من المشتقات بكثرة أوزانها التي تتجاوز خمسة عشر وزنًا، وبناء على كثرة هذه الأوزان ستكون الأمثلة على الصفة المشبهة باسم الفاعل كثيرة ومتنوعة في الشعر والنثر والقرآن الكريم، ومنها:
- قوله تعالى: {إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّوا وَّهُمْ فَرِحُونَ}[٣] كلمة "فرحون" هي الصفة المشبهة في الآية السابقة، وتأكيدًا على أنّ إعراب الصفة المشبهة يكون حسب موقعها من الكلام، هي خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
- قوله تعالى: {وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ}[٤] الصفة المشبهة في هذه الآية هي كلمة "فكهين" وإعرابها حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها.
- قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ}[٥] "فرحٌ" هي الصفة المشبهة في هذه الآية القرآنية، وهي خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}[٦] "الأبيض والأسود" صفتان مشبهتان على وزن أفعل مؤنثه فعلاء، وكلاهما نعت لما قبلهما، الأولى مرفوعة، والثانية مجرورة.
- قول حسان بن ثابت:[٧]
بِيضُ الوُجُوهِ، كريمَة ٌ أحسابُهُمْ
- شُمُّ الأنوفِ، من الطّرَازِ الأوّلِ
"بيض، وشمُّ، وكريمة" صفات مشبهة وردت في البيت الشعري السابق، ومن الملاحظ أنّ كريمة عملت عمل فعها اللازم ورفعت فاعلًا بعدها وهو: أحسابُهم.
المراجع
- ↑ " الصفة المشبهة"، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الصفة المشبهة"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 20-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية: 50.
- ↑ سورة المطففين، آية: 31.
- ↑ سورة هود، آية: 10.
- ↑ سورة البقرة، آية: 187.
- ↑ "أسَألتَ رَسْمَ الدّارِ أمْ لَمْ تَسْألِ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-08-2019. بتصرّف.