محتويات
العلاقة بين الصفة والموصوف
تقوم العلاقة بين الصفة والموصوف عند النحاة، على التطابق؛ لما في ذلك من أثر في عملية التماسك في سياق الجملة، وهذا التطابق يكون في عدة أمور، موضحة على النحو الآتي:[١]
- المطابقة في الإعراب
فعند قولنا: هذا شاب مؤدب؛ لتبين لنا أنّ الصفة "مؤدب" تتبع الموصوف "شاب" إذ إنّ علامة إعراب الموصوف الضمة، كونه خبرًا للمبتدأ، والصفة مرفوعة بالضمة، كونها تبعت الموصوف وطابقته في الإعراب.
- المطابقة في الإفراد والتثنية والجمع
فعند قولنا: مررتُ بفتاتين جميلتين؛ يتبين لنا أن الصفة "جميلتين" تتبع الموصوف "فتاتين" في التثنية، فإن كان الموصوف جمعًا كانت الصفة جمعًا.
- المطابقة في التذكير والتأنيث
فعند قولنا: هند فتاة مميزة، وزيد فتى مميز؛ يتبين لنا أن الصفة في الجملتين "مميزة" "مميز" طابقت الموصوف "هند" "زيد" في التأنيث والتذكير.
- المطابقة في التعريف والتنكير
فعند قولنا: هذا الطالب النشيط؛ يتبين لنا أن الصفة "النشيط" طابقت الموصوف "الطالب"، في التعريف، كذلك الأمر نفسه في قولنا: هذا طالب نشيط؛ فقد طابقته في التنكير.
كيفية إعراب الصفة والموصوف
يجدر الإشارة إلى أن هناك نوعين من الصفة (النعت)؛ الأول: النعت الحقيقي، والثاني: النعت السببي، ولبيان الفرق بينهما يمكن الاطلاع على الجملتين الآتيتين:[٢]
- مررتُ برجلٍ شديد.
- مررتُ برجلٍ شديدٍ ابنه.
في الجملة الأولى، نرى أن الصفة "شديد"، هي صفة حقيقية ذلك؛ لأنها تبعت الموصوف "رجل" في: الإعراب والإفراد، والتذكير، والتنكير، وسميت الصفة "النعت" بالصفة الحقيقية؛ لأنها وصفت الموصوف الحقيقي كاملًا.[٢]
بينما في الجملة الثانية، نرى أن الصفة "شديد" هي صفة سببية، وذلك لأنها لم تصف الموصوف "رجل"، بل وصفت شيئًا مرتبطًا به وعائد عليه، وهو "ابنه"؛ لذلك سُميت بالصفة السببية؛ لأنها وصفت الموصوف السببي، وليس الموصوف الحقيقي.[٢]
كذلك نلاحظ أنّ الصفة السببية اتبعت الموصوف الحقيقي، فقط في علامة الإعراب، كذلك في التعريف والتنكير، واتبعت الموصوف السببي في التذكير والتأنيث.[٢]
وفي قضية الإفراد والتثنية والجمع، فيجب إفراد الصفة السببية حتى لو كان الموصوف الحقيقي مثنى أو جمعًا مذكرًا أو مؤنثًا سالمًا، فإن جاء جمع تكسير، جاز في الصفة السببية: أن تأتي مفردة أو جمعًا.[٣]
إعراب الصفة الحقيقية وموصوفها
تُعرب الصفة الحقيقة، بناءً على حركة إعراب الموصوف، فإن جاء الموصوف مرفوعًا، كانت الصفة مرفوعة، وإن جاء الموصوف منصوبًا، كانت الصفة منصوبة، وإن جاء الموصوف مجرورًا، كانت الصفة مجرورة؛ لأن الصفة "النعت" من التوابع التي تتبع حركة ما قبلها، ومن الأمثلة على ذلك:[٤]
- قال طرفة بن العبد في ديوانه:[٥]
وَإِنّي لَأَمضي الهَمَّ عِندَ اِحتِضارِهِ ** بِعَوجاءَ مرقال تَروحُ وَتَغتَدي
- بعوجاءَ: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، عوجاء اسم مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف.
- مرقال: صفة حقيقية للموصوف "عوجاء" مجرورة بالكسرة الظاهرة على آخرها.
- رأيت شابًا موهوبًا.
- شابًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- موهوبًا: صفة حقيقية للموصوف "شابًا" منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره.
إعراب الصفة السببية وموصوفها
قد ذكرنا أن الصفة السببية: تتبع الموصوف الحقيقي، الذي قبلها في الإعراب، فإن كان الموصوف الحقيقي مرفوعًا، كانت الصفة السببية مرفوعةً، وإن كان منصوبًا كانت الصفة السببية منصوبةً، وإن كان الموصوف مجرورًا كانت الصفة مجرورة، أما فيما يتعلق بالموصوف السببي، الذي بعد الصفة، فيعرب: فاعلًا أو نائب فاعل بحسب نوع الصفة، ومن الأمثلة على ذلك:[٦]
- هذه جامعة نظيفة قاعاتها.
- جامعة: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه، الضمة الظاهرة على آخره.
- نظيفة: صفة حقيقية سببية مرفوعة، وعلامة رفعها الضمة الظاهرة على آخرها.
- قاعاتها: فاعل للصفة المشبهة "نظيفة" مرفوع، وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه.
- سمعتُ الشاعر القوي صوته.
- الشاعر: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- القوي: صفة سببية منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها.
- صوته: فاعل للصفة المشبهة "قوي" مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والهاء: ضمير متصل، مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه.
أمثلة على إعراب الصفة، والموصوف
فيما يأتي مجموعة من الأمثلة المتنوعة على إعراب الصفة، بنوعيها مع الموصوف:
- مررتُ بطالبة نشيطة.
- مررت: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل رفع فاعل.
- بطالبة: الباء حرف جر مبني على الكسر، طالبة اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة على آخره.
- نشيطة: صفة حقيقية للموصوف "طالبة" مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة على آخرها.
- مررت برجل مكسور ابنه.
- مررت: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم" ،في محل رفع فاعل.
- برجل: الباء حرف جر مبني على الكسر، لا محل له من الإعراب، رجل: اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- مكسور: صفة سببية مجرورة، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة على آخرها.
- ابنه: نائب فاعل لاسم المفعول، مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه.
- قابلت رجالًا قويين.
- قابلتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون، لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل، مبني على الضم، في محل رفع فاعل.
- رجالًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- قويين: صفة حقيقية منصوبة، وعلامة نصبها الياء؛ لأنها جمع مذكر سالم.
- هذا طفلٌ جميلٌ.
- هذا: اسم إشارة مبني على السكون، في محل رفع مبتدأ.
- طفل: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- جميل: صفة حقيقية للموصوف: "طفل" مرفوعة، وعلامة رفعها، الضمة الظاهرة على آخره.
- رأيت المعلم المجتهد ابنه.
- رأيت: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم، في محل رفع فاعل.
- المعلم: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- المجتهد: صفة سببية منصوبة، وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها.
- ابنه: فاعل لاسم الفاعل، "المجتهد" مرفوع، وعلامة رفعه الضمة، والهاء: ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه.
تدريبات على إعراب الصفة والموصوف
أسرد مجموعة من التدريبات المتنوعة على إعراب الصفة والموصوف، حتى تتّضح المعلومة في الأذهان:
صوب الخطأ في الجمل التالية
- تكلمت مع شخصٍ نشيطًا.
- رأيت معلمةً جميل في المدرسة.
- هؤلاء المعلمون رائعين.
- هذا ولدٌ سيئ سيرته.
اضبط الكلمات التي تحتها خط
- رأيتُ طالبًا محمودة أخلاقه.
- هذا العامل نظيفة ملابسه.
- سلمتُ على المعلم الرائع.
- رأيت مهندسًا مهذبًا.
أعرب الكلمات التي تحتها خط
- رأيتُ رجلًا سبَاقة يده لفعل الخير.
- أحمد شيخٌ مهذبٌ.
- هذان طالبان كسولان.
- شاهدتُ بيتًا صغيرةً غرفه.
المراجع
- ↑ كاملة الكواري، الوسيط في النحو، صفحة 451. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث عبده الراجحي، التطبيق النحوي، صفحة 371. بتصرّف.
- ↑ العليش الوسيلة محمد أحمد، النعت في موطأ الإمام مالك، صفحة 49_50. بتصرّف.
- ↑ محمود حسني مغالسة، النحو الشافي، صفحة 376. بتصرّف.
- ↑ "ديوان طرفة بن العبد لخولة أطلال"، الديوان.
- ↑ عبد العال مكرم، تطبيقات نحوية وبلاغية، صفحة 262. بتصرّف.