إعمال المصدر

كتابة:
إعمال المصدر


شروط إعمال المصدر

يعمل المصدر عمل فعله؛ فإن كان فعله لازماً يرفع فاعلاً، وإن كان فعله متعدياً يرفع فاعلاً، وينصب مفعولاً، وشروط إعماله كما يأتي:[١]

الشرط الأول

أن ينوب المصدر مناب فعل الأمر، مثل قوله تعالى: (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ)[٢]، فالرقاب مفعول به للمصدر لأن المصدر (ضرب) ناب مناب فعل الأمر اضرب، والتقدير فاضربوا رقابهم.

الشرط الثاني

أن يصحَّ تقدير المصدر بـ (أنْ) والفعل إذا أريد الزمن الماضي والمستقبل، وفي هذه الحالة له ثلاثة صور، وهي كما يأتي:

  • أن يكون مضافًا، مثل (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)[٣]، دفع: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف، الله: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة، الناس: مفعول به منصوب للمصدر، وقوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).[٤]
  • أن يكون منونًا، مثل: (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ).[٥]
  •  أن يكون معرفًا بأل، مثل: زيدٌ كثيرُ الإكرام المحتاجين.

الشرط الثالث

أن يكون ظاهرًا، فإذا كان مضمرًا لم يعمل.

الشرطان الرابع والخامس

أن يكون مفرداً، بالإضافة إلى أن يكون مُكبراً.

أحوال المصدر المضاف

هناك خمسة أحوال للمصدر المضاف، وهي على النحو الآتي:[٦]

  • أن يُضاف إلى فاعله ثم يأتي مفعوله.

مثل قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء).[٧]

  • أن يضاف إلى مفعوله.

مثل قوله تعالى: (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا).[٨]

  • أن يضاف إلى الظرف.

مثل قولنا: أعجبني إكرامُ اليومَ محمدٌ المحتاج.

  • أن يضاف فاعله ويُحذف مفعوله.

مثل قولنا: سررت من قولِ محمدٍ.

  • أن يضاف إلى مفعوله ويحذف فاعله.

مثل قوله تعالى: (لا يَسْأَمُ الإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ).[٩]


المصدر وأنواعه

يُعرف علم الصرف بأنه علمٌ تُعرف به أحوال بنية الكلمة، مثل الزيادة والحذف والصحة والإعلال[١٠]، ومن موضوعاته الشائعة المصادر، والمصدر هو كل اسم دلَّ على حدث مجرد من الزمان، ويتضمن أحرف فعله لفظاً، مثل: مصدر الفعل نصَر هو نَصْراً، ومصدر الفعل قاتل هو قتالاً[١١]، ويأتي المصدر على عدّة أنواع، وهي كما يأتي:[١٢]

  • المصدر الأصليّ

هو كل اسم دلَّ على حدث مجرد من الزمان، ويتضمن أحرف فعله لفظاً، مثل: قتال.

  • المصدر الميمي

هو كل ما دلَّ على حدث مجرّد من الزمان مبدوءاً بميم زائدة، مثل: مَسعى.

  • المصدر الصناعي

هو لفظٌ يضاف إلى آخره ياء مشددة وتاء مربوطة، ويدل بعد هذه الزيادة على معنى لم يكن دالاً عليه قبل الزيادة، مثل: ذريَّةٌ.

  • اسم المرة

هو اسم يدلَّ على حدث مجرد حدث مرة واحدة متضمناً معنى المصدر، مثل: جَلسة.

  • اسم الهيئة

ويعرف مصدر الهيئة بكل ما دلَّ على حدث مجرد وصفته عند حدوثه، مثل: جِلسة.

المراجع

  1. محسن عطية، الواضح في القواعد النحوية والأبنية الصرفية، صفحة 222 - 225. بتصرّف.
  2. سورة محمد ، آية:4
  3. سورة البقرة، آية:251
  4. سورة البقرة ، آية:54
  5. سورة البلد، آية:14
  6. عبد الله النمري ، اختلاف القراءات العشر المتواترة في إعمال المصدر ومشتقاته في القرآن الكريم، صفحة 33
  7. سورة إبراهيم ، آية:40
  8. سورة مريم، آية:2
  9. سورة فصلت، آية:49
  10. أبو بكر باجنيد، الصرف الميسر، صفحة 6. بتصرّف.
  11. أيمن عبد الغني ، الصرف الكافي، صفحة 145. بتصرّف.
  12. محسن عطية، الواضح في القواعد النحوية والأبنية الصرفية، صفحة 222. بتصرّف.
4207 مشاهدة
للأعلى للسفل
×