محتويات
إفرازات مع خيوط دم
تُعدّ الإفرازات المهبليّة جزءًا من صحة جسم الأنثى، وهي مزيج من السوائل الجسديّة والخلايا التي تُفرَز عن طريق المهبل، وعادًة ما تكون شفّافة أو ذات لونٍ أبيض، ولا يُصاحبها رائحة نفّاذة أو قويّة لدى مُعظم النساء، لكن في بعض الأحيان قد تتغير كمية هذه الإفرازات أو خصائصها، فتختلف الإفرازات المهبليّة في طبيعتها وألوانها أو قوامها، غير أنّه من الشائع والطبيعيّ ظهورها مُختلطة بالدم بعد الدورة الشهريّة، كما قد توجد أسباب أخرى للإفرازات الدمويّة أو الإفرازات المصحوبة بخيوط الدم، فما هي هذه الأسباب؟ وهل يُمكن أن ترتبط ببعض الحالات الصحيّة أو الأمراض الخطيرة؟[١]
هل ترتبط الإفرازات المهبلية المصحوبة بالدم بتناول أدوية معينة؟
في الحقيقة؛ قد لا يرتبط ظهور الدم مع الإفرازات المهبليّة بمُشكلة صحيّة أو خطب ما في الجسم، ربّما كان ذلك ناجمًا عن تناول أنواع مُحدّدة من العلاجات والأدوية التي تتعامل بها بعض النساء عادًة، والتي تتضمّن كُلًّا ممّا يأتي:
- حبوب تنظيم الحمل، التي تتناولها العديد من النساء في فترة ما من حياتهنّ، إمّا لمنع الحمل، أو لتنظيم مواعيد الدورة الشهريّة لبعض الحالات التي يجدها الطبيب بحاجة لها، ويتضمّن ذلك عادًة حبوب منع الحمل التي تحتوي فقط على البروجيستيرون، التي تتسبّب في ظهور إفرازات مهبليّة مصحوبة بالدم في غير موعد الدورة الشهريّة، وفي مُعظم الحالات تستمرّ لمُدّة لا تزيد عن 3 أشهر؛ حتّى يتأقلم الجسم مع التغيّرات الهرمونيّة الجديدة الناجمة عن الحبوب.[٢][٣]
- حبوب منع الحمل الطارئة، وهي نوع من أنواع حبوب تنظيم الحمل، التي يُفضّل أخذها في أسرع وقت وبما لا يتجاوز 3-5 أيام بعد مّمارسة الجماع؛ لمنع الحمل في غياب وجود وسائل منع الحمل الأُخرى، أو بُطلان مفعولها لأسباب مُختلفة، ويحتوي هذا النوع من الأدوية على نسب عالية من الهرمونات التي تُؤخّر حدوث الإباضة، إلا أنّ إحدى أعراضها الجانبيّة تتضمّن اختلال موعد الدورة الشهريّة اللاحقة، بالإضافة لاحتماليّة ظهور إفرازات مهبليّة بُنيّة أو حمراء اللون (دلالة على وجود الدم)، قد تستمرّ يوميًّا أو كل عدّة أيام حتى نزول دم الدورة الشهريّة.[٣][٤]
- الأدوية التي تحتوي على الهرمونات البديلة، والتي تُصرف للسيدات في سنّ اليأس؛ لتعويض أجسامهنّ عن الهرمونات التي تقلّ نسبتها لديهنّ في هذا العُمر، وتتسبّب هذه الأدوية باحتماليّة ظهور إفرازات مهبليّة مصحوبة بالدم في بعض الأحيان، إلا أنّ القاعدة الرئيسة للسيدات في سنّ انقطاع الدورة الشهريّة تقتضي بضرورة إعلام الطبيب عند مُلاحظة أيّ إفرازات دمويّة، حتى وإن تزامن ذلك مع تناول الهرمونات البديلة؛ للتأكّد من سلامة الرحم وبطانته لديهنّ، وأن لا يكون الدم ناجمًا عن مشاكل أو أمراضٍ فيهما.[٢]
هل يُمكن أن تدل الإفرازات المهبلية الدموية على الإصابة بمرض خطير؟
لا يُمكن القول بأنّ جميع الحالات التي تُعاني من الإفرازات المهبليّة المصحوبة بالدم هي حالات بسيطة أو من ضمن الأمور الطبيعيّة السليمة التي تحدث لجسم الأُنثى، إذ إنّ بعض الحالات قد تُشير لوجود مشكلة كبيرة تتطلّب التشخيص الطبيّ السريع والعلاج، وفيما يأتي توضيح لمُختلف الأسباب المُرتبطة بالإفرازات المهبليّة الدمويّة بالترتيب من الأقلّ خطرًا للأشدّ خطورة:
الاختلالات الهرمونية
وهي التي تحدث عادًة للفيتات في سنّ المراهقة عند البلوغ وبداية ظهور الدورة الشهريّة، كما قد تضطّرب الهرمونات أيضًا عند الاقتراب من سنّ اليأس وانقطاع الدورة الشهريّة، وكلا الحالتان تتسبّبان في نزول الدم المصحوب بالإفرازات المهبليّة في غير وقت الدورة الشهريّة، وكلاهما أيضًا من الأمور الطبيعيّة التي تتعرّض لها النساء عمومًا، ولا يُمكن عمل الكثير لأجل تفاديها أو التخلّص منها، ويُستثنى من ذلك الاختلالات الهرمونيّة لدى المُراهقات ناجمة عن زيادة الوزن أو السّمنة، وعندها يُساعد إنقاص الوزن في السيطرة على الأمور بشكلٍ أفضل.[٢]
الحمل
تختبر 15 - 25% من النساء الحوامل النزيف الخفيف خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، إذ يحدث ذلك في الأسبوع الأول أو الثاني من الحمل؛ بسبب انغراس البويضة المخصّبة في بطانة الرحم، وقد ينزف عنق الرحم أيضًا بسهولة خلال الحمل عمومًا بسبب زيادة تدفق الدم إلى الرحم، كما قد تلاحظ بعض النساء الحوامل الإفرازات الدمويّة بعد مُمارسة الجماع، أو فحص الحوض، أو فحص عُنق الرحم، وجميع تلك الحالات يكون النزف فيها بسيطًا رغم ضرورة إعلام الطبيب أو الطبيبة؛ للتأكّد من أنّ ذلك لا يُشير لمُشكلة ما لدى الأم، إذ إنّ ازدياد النزيف -خاصًة بعد الثلث الأول من الحمل- ربّما يرتبط بإحدى الحالات الآتية:[٢]
- وجود مشاكل مُعيّنة في عُنق الرحم.
- وجود مشاكل مُعيّنة في المشيمة المُحيطة بالجنين.
- الإجهاض، الذي يحدث عادًة في الأسابيع الثلاثة عشر الأولى من الحمل.
- الحمل خارج الرحم، الذي يحدث عند انغراس البويضة المُخصّبة خارج رحم الأم.
- كإحدى علامات الولادة المبكّرة.
تهيّج المهبل
سواء أكان في المهبل نفسه، أو في عُنق الرحم، إذ قد يتسبّب ذلك في نزول قطرات قليلة من الدم في الإفرازات المهبليّة، وتبدو حينها بلون بُنيّ أو أحمر أو ورديّ، وذلك نتيجة مُمارسة الجماع، أو التعرّض لإصابة أو ضربة ما تؤثّر في عُنق الرحم، أو نتيجة التعرّض لموادّ كيميائيّة مُعيّنة، وبالاعتماد على سبب التهيّج بالضبط تتزامن الإفرازات المهبليّة الدمويّة مع أعراض أُخرى، يُساعد تحديدها في تشخيص الطبيب للأسباب بالضبط، وعلاجها كما يجب.[٥]
أكياس المبيض
هي عبارة عن أكياس مليئة بالسوائل، تتكوّن في المبيض عادًة خلال فترة انطلاق البويضة، وتتحلّل في فترة الدورة الشهريّة، وتُعدّ أكياس المبيض شائعة لدى النساء في سنّ الحمل والإنجاب، وطالما أنّها تزول مع نزول دم الدورة الشهريّة فهي لا تتسبّب بأيّ مشاكل، إلا أنّها في بعض الأحيان لا تزول، ويزداد حجمها ليتسبّب في الإفرازات المهبليّة الدمويّة في غير موعد الدورة، بالتزامن مع أعراض أُخرى؛ كالشعور بالألم أثناء الجماع، والألم أسفل البطن. كما تجدر الإشارة إلى أنّ كثرة تكوّن أكياس المبيض المُسبّبة للمشاكل الصحيّة قد يكون إشارة على الإصابة بمُتلازمة تكيّس المبايض، التي تتطلّب تقييمًا ومُتابعة طبيّة مُناسبة.[٥]
الإصابة بعدوى ما
تسبب الأنواع المختلفة من العدوى الإفرازات المهبليّة بالتزامن مع خيوط الدم، وتتضمّن أسباب العدوى كل ممّا يأتي:[١]
- البكتيريا، سواء أكانت البكتيريا الموجودة أصلًا في المهبل، والتي يتسبّب فرط نموّها وتكاثرها في إصابته بالعدوى، أو أنواع البكتيريا الأُخرى من خارج الجسم؛ كعدوى الكلاميديا، ومرض السيلان، اللذان يُعدّان من الأمراض المُنتقلة جنسيًّا.
- الفطريات، التي يتواجد بعض منها في المهبل بصورة طبيعيّة وسليمة، إلا أنّه فرط نموّها وتكاثرها يتسبّب بإصابة المهبل بالعدوى، وينتج عنه الإفرازات المهبليّة الدمويّة، بالإضافة إلى الحكّة المصحوبة بأعراض أُخرى.
الأورام والسرطانات
مثلما يحدث في حال الإصابة بألياف الرحم، التي تُعدّ من الأورام الحميدة التي تظهر داخل الرحم أو عليه، بالإضافة لاحتماليّة أنّ تكون الإفرازات المهبليّة المصحوبة بالدم إشارة إلى الإصابة بسرطان الرحم، خصوصًا للأعمار الكبيرة من النساء في سنّ اليأس، ولذا يُوصى دائمًا بإعلام الطبيب عن أيّ نزف مُثير للقلق تُصاب به الأُنثى بعد انقطاع الدورة الشهريّة.[٣]
كيف أتخلص من الإفرازات المهبلية الدموية؟
يعتمد علاج الإفرازات المهبليّة الدمويّة على علاج السبب الكامن خلف ظهورها، وبالاستناد إلى نتائج الفحوصات فقد يصف الطبيب إحدى العلاجات الآتية:[١]
- تغيير وسيلة منع الحمل: إذ يُمكن للطبيب إيقاف حبوب منع الحمل المُسبّبة للإفرازات المهبليّة الدمويّة، واستبدالها بوسيلة منع حمل أُخرى.
- المضادات الحيوية: التي تُوصف لعلاج العديد من الأمراض المنقولة جنسيًا، وأنواع العدوى الناجمة عن البكتيريا.
- الجراحة أو العلاج الإشعاعي: في حال نجمت الإفرازات الدمويّة عن الإصابة بالسرطان فقد يقترح الطبيب العلاج الإشعاعي أو الجراحي، بالإضافة إلى العلاج الكيميائي؛ لعلاج السرطانات في الحالات المتقدمة.
المراجع
- ^ أ ب ت Claudia Gambrah-Lyles (2020-08-26), "What Causes Bloody Vaginal Discharge? Your Symptoms Explained", buoyhealth, Retrieved 2020-10-31. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Causes of Bloody Vaginal Discharge", webmd, 2019-05-06, Retrieved 2020-10-31. Edited.
- ^ أ ب ت Corinne O'Keefe Osborn (2018-06-28), "What Does Spotting Look Like and What Causes It?", healthline, Retrieved 2020-10-31. Edited.
- ↑ "'Morning after' pill (emergency contraception pill)", healthdirect, Retrieved 2020-10-31. Edited.
- ^ أ ب Jenna Fletcher (2020-01-20), "What causes pinkish-brown discharge?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-10-31. Edited.