محتويات
أهم إنجازات الحضارة الإسلامية في النظم والشعر
قدمت الحضارة الإسلامية نماذج عظيمة لفنيّ الشعر والنثر باعتبارهما تعبيرين ثريين عن الحياة، حيث لطالما كان للشعراء والكتاب مكانة عظيمة لامتلاكهم قوة الكلمة والموقف، ومن أهم الإنجازات في هذا المجال:
سرد القصص والحكايات وتقديم نظرة ثاقبة من خلالها عن موضوعات الحب والحياة
ولعل من أبرز الأمثلة في هذا المجال هو كتاب ألف ليلة وليلة، والذي جاء نتيجة ازدهار النثر العربي بعد دخول الفرس إلى الإسلام، وتُرجم إلى لغات عديدة، وكتاب كليلة ودمنة لعبد الله بن المقفع.[١]
تجديد النثر الأدبي في بداية القرن الثامن الميلادي
والذي أدى بدوره إلى إثراء وتنويع فن البلاغة، والذي انعكس على بلاغة الخطاب في الموضوعات المختلفة، وساهم أيضاً في إنشاء نوع جديد من الرسائل الخطابية السياسية، والمكتوبة بأسلوب خلاب، وتعبيرات قوية.[٢]
بلوغ الشعر الفلسفي ذروته
وهذا بالطبع كان عن طريق الشاعر أبي العلاء المعري، والذي أكسبه بعداً فلسفياً عميقاً، حيث انبرى أبو العلاء لقضايا فلسفية لم يكن للشعر العربي سابق عهدٍ بها، وتجلى هذا البعد الفلسفي في "رسالة الغفران". [٢]
ظهور شعر الزهد والإيمان والتأمل كشعر مضاد لشعر الخمر والمجون
حيث كان شعر الزهد وسيلة الزهاد في التعبير عن رفضهم للخلاعة والمجون، أو تعبيراً عن تخليهم عن الجاه والسلطان، أو لإيمانهم بالزهد كمنهج وأسلوب حياة يتحلون به بالقناعة، والعزوف عن متع الحياة ومفاتنها، وكان أبو العتاهية وأبو نواس من أبرز شعراء الزهد في العصر العباسي. [٢]
بروز ظاهرة الشعر الوصفي
وكان هذا في الفترة التي عاشت فيها الدولة العباسية في رخاء ونعيم، ويميل الشعر الوصفي إلى التغني بمظاهر الحضارة والعمران، وكان من أبرز تجلياته ظهور شعر "الحدائق والأزهار" حيث كان يتغنى الشعراء بالقصور، والبساتين، والرياحين، والصروح الشاهقة، وكان من أبرز شعراء تلك الظاهرة ابن المعتز الذي تغنى بعود الريحان في شعره.[٢]
الاهتمام بالأمثال وجمعها وتأليف الكتب فيها
وكان من أشهرها "مجمع الأمثال" للميداني، والذي جمعه من عصارة نحو خمسين كتاباً في الأمثال، وقام بترتيبه على حروف المعجم، ومن أشهر الأمثلة أيضاً على معاجم الأمثال المرتبة على حروف المعجم هو معجم " المستقصى في الأمثال" للزمخشري، وهو من المعاجم التي فتحت الباب للاهتمام بدراستها كونها تعبر عن عقلية الأمة في ضوء معرفة تجاربهم جيلاً بعد جيل.[١]
تأثير أدب الحضارة الإسلامية على الهوية الثقافية للغرب
كان للحضارة الإسلامية تأثير عميق وواسع في الحضارات الأخرى، وخاصة تلك التي فتحتها الدولة الإسلامية، وسنذكر سريعا ومضات من تأثير الأدب الإسلامي في الحضارات الغربية:[٣]
- عندما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية، وضمت إليها الدول الشرقية التي فتحتها مثل تركيا وبلاد فارس والهند، ومن ثم وصلت الفتوحات إلى الغرب، تجلى تأثير الأدب الإسلامي على الهوية الثقافية لتلك الشعوب، وخاصة تأثير حضارة الأندلس التي كان يفد إليها الطلاب من مختلف الأصقاع لدراسة أدبها وتعلم فنونها.
- ظهور "الفابولا" في فرنسا، والفابولا هي أقصوصة شعرية تحمل معنى الهجاء الاجتماعي، واستمدت "الفابولا" عناصرها ومكوناتها من كتاب "كليلة ودمنة" الفارسي الأصل، والذي قام ابن المقفع بترجمته، وتعتبر هذه الترجمة العربية هي الأساس التي أخذ منه "الفابولا"، ومن الأمثلة عليها أقصوصة معروفة باسم "اللص الذي اعتنق ضوء القمر"، ونجد في كتاب كليلة ودمنة أقصوصة شبيهة بها من حيث الفكرة والتفاصيل الدقيقة.
- تأثر الكثير من الكتاب والشعراء الغربيين بالأدب الإسلامي، ولعل من أشهرهم الشاعر "لافونتين"، والذي تأثر كثيرا بترجمة كتاب "كليلة ودمنة" ، وظهر ذلك جلياً في كتاباته، وخاصة في مقدمات كتبه، والتي كان يكتبها على شكل أقصوصة.
المراجع
- ^ أ ب "Islamic Literature", Inside southern, 21/6/2021, Retrieved 7/2/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Classical (Islamic Era) & Medieval Arabic literature", Cornell university, Retrieved 7/2/2022. Edited.
- ↑ علي العمر (12/12/2003)، "تأثير الأدب الإسلامي على هوية الغرب الثقافية"، المكتبة الشاملة الحديثة، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.