لم يعرف التاريخ بقعة على وجه الأرض كالعراق؛ مهد الحضارات، وأرض العلم، وشمس الروحانيّة، وموطن الصالحين، وقبلة العظماء، فالعراق جَمَعَ المجد من كافة أطرافه، واستطاع أن يحفر اسمه بحروف من ذهب على صفحات التاريخ، حتى باتت هذه البقعة الأكثر تميّزاً، وألقاً، وإشراقاً من بين سائر بقاع الأرض، ولا يزال الخير باقياً فيها إلى آخر الدهر.
تقع أرض العراق في منطقة حضاريّة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي قريبة من بلاد الشام؛ أرض الرسالات والحضارات، وهي أيضاً تشكّل جزءاً من المدخل الشماليّ لشبه الجزيرة العربيّة التي احتضنت رسالة الإسلام الخاتمة، وهذا ما جعل العراق فيصلاً، وحكماً، ولاعباً مؤثراً على امتداد التاريخ.
تعاقبت العديد من الأمم، والدول التاريخيّة على أرض العراق، وقد تركت هذه الأمم، والدول العديد من المعالم الأثريّة، والدينية المميزة، وجامع الإمام أبي حنيفة، ودير مار إيليا، ودير مار بهنام، وكنيسة مارتوم، ودير الشيخ متى، والزقورة، وبرج بابل، وإيوان كسرى، والمدرسة المستنصريّة، والملويّة، وقلعة كركوك، وقلعة أربيل، والعديد من المعالم الأخرى الهامة.
من مزايا العراق التاريخية والدينية أنه ارتبط بأبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام-، حيث تعتبر هذه الأرض أرض ميلاد هذه الشخصيّة العظيمة، التي أحدثت أكبر الأثر في مسيرة الإنسانيّة. ومن مزاياه الجغرافية احتواؤه على اثنين من أعظم الأنهار وهما: دجلة، والفرات، إذ أسهم هذان النهران في نشوء الحضارات وتركّزها في منطقة العراق، شأنها بذلك شأن باقي الحضارات التي نشأت حول أنهار أخرى؛ كنهر النيل. وإلى جانب ذلك فإنّ العراق يعتبر من الكنوز الاقتصاديّة الهامة على مستوى العالم، فهو يحتوي على كميات كبيرة من النفط، والثروات الطبيعية مما ساهم في تقوية اقتصاده في العصر الحديث بشكل لا نظير له.
يعتبر العراق نموذجاً حقيقياً للعيش المشترك، والتسامح، والتعدديّة، حيث استطاع العراقيون أن يبنوا مع بعضهم البعض هذا الوطن، وأن يمدوا فيه جسور التآخي الإنساني، والتعاون، مما جعل خيرات العراق تفيض على كل المحتاجين، فصار العراق بذلك رقماً صعباً، يعتبر اللعب به والعبث بمستقبله من أشد الأمور خطورة وكارثية. وقد أسهم هذا التسامح في إشراق نور العلم، حتى صار العراق مصدر العلماء، والمفكرين، والمجتهدين في كل زمان ومكان.
إن أرض العراق من أغنى الأراضي، وأكثرها أهمية، وكل هذه المزايا لا تعتبر إلا جزءاً يسيراً جداً من المزايا التي تتوفر فيها، ومن هنا فقد قضى الباحثون، والعلماء، والمختصون، أوقاتاً طويلة في دراسة كل ما له علاقة بالعراق، ولا يزالون يقومون بذلك بحثاً عن الكنوز التي لا تقدر قيمتها بثمن.
فيديو أطلال بابل
تحتوي العراق على العديد من أطلال المدن التاريخية المشهورة. فما الذي تعرفه عن أور وبابل ونمرود؟ :