محتويات
إبرة الظهر للولادة
يُستخدم التخدير النّصفي في عمليّات الولادة لمنع الشّعور بالألم في النّصف السفلي من الجسم بدايةً من الخصر، وهو ثلاثة أنواع: تخدير شوكي، وتخدير فوق الجافية المعروف باسم أبيديورال، والتخدير المشترك الذي يجمع بين النّوعين،[١] ويختلف التخدير الشوكي عن تخدير فوق الجافية في بعض الأمور؛ فالتّخدير الشوكي يُحقَن بإبرة أصغر حجمًا، كما يُحقن الدّواء المخدّر في التخدير الشوكي داخل السّائل النخاعي الموجود داخل العمود الفقري، وجرعته صغيرة؛ لأنّها تنتشر بسهولة داخل العمود الفقريّ، على عكس تخدير فوق الجافية الذي يُحقَن فيه الدواء داخل حيّز فوق الجافية تحت الطبقة المغلّفة للعمود الفقري، وتبدو جرعة الدّواء كبيرةً؛ لأنّها تنتشر داخل الأنسجة.
التّخدير الشوكي يُعطى بصورة إبرة واحدة لا تُكرّر، لذا هي فرصة واحدة لتوصيل الدّواء، لكن في التخدير فوق الجافية تُركّب قسطرة يستطيع الطبيب حقن الدواء خلالها أكثر من مرّة خلال العملية لتمديد وقت التّخدير تبعًا للمستجدات.[٢]
تخدير فوق الجافية
الأبيديورال أشهر أنواع التخدير المستخدمة لعملية الولادة، فهو فعّال جدًا في منع الألم، وتبقى الأم مستيقظةً خلال الولادة، ويُستخدم مع الولادة الطبيعية والقيصرية، ويُجريه طبيب تخدير متخصّص.
في البداية يخدّر الطبيب مكان الحقن موضعيًا لتجنّب الشّعور بالألم، ثمّ يُدخل إبرةً وقسطرةً إلى الحيز فوق الجافية في العمود الفقريّ، ثمّ تُزال الإبرة وتُترك القسطرة مكانها، ويمدّ طرف القسطرة إلى أعلى ظهر المريضة ويثبّت على كتفها، وتحقن المادّة المخدّرة عبر القسطرة، ويختلف مقدار عدم الرّاحة الذي تشعر به المرأة خلال الحقن باختلاف كميّة الدواء المحقونة، فالجرعة الصغيرة من المخدّر تسمح للمرأة أن تصبح متفاعلةً أكثر خلال الولادة، وتشعر بالقدر الكافي لدفع الجنين جيّدًا، لكنّ الجرعات العالية تجعل المرأة الحامل لا تشعر بأيّ ألم لانقباضات الرّحم.
كميّة الدّواء المخدّر التي تُحقن في تخدير فوق الجافية قليلة؛ لذا قد ينتهي مفعولها خلال الولادة إذا لم يحقن الطّبيب جرعةً أخرى لتمديد المفعول، فأحيانًا يستخدم الطبيب مضخّةً لحقن المخدّر باستمرار بكميّات بسيطة، كما قد تُزال قسطرة التخدير فورًا بعد الولادة أو قد تترك عدّة ساعات لتستخدم في تسكين الألم لاحقًا، خاصّةً مع الولادة القيصرية التي تتبعها عملية ربط قنوات فالوب.
ينتهي مفعول التخدير بعد ساعتين من التوقّف عن حقن الدواء، وستعاني المرأة بعدها من ألم في الحوض أو الظّهر بسبب الولادة، كما قد تعاني من ظهور كدمة صغيرة مكان الحقن سرعان ما تختفي خلال يوم أو يومين.[٣]
مخاطر تخدير فوق الجافية
يصاحب استخدام تخدير فوق الجافية ظهور بعض الأعراض الجانبيّة أو المخاطر؛ مثل:[٤]
- الهبوط المفاجئ في ضغط دم الأم؛ لذا تجب على الطبيب متابعة ضغط الأم باستمرار لتجنّب انخفاض تدفق الدّم إلى الجنين، وعند إصابة الأم بهذا الانخفاض تُعالَج على الفور بالمحاليل الوريديّة والأدوية والأكسجين.
- الصداع الحادّ بعد الولادة؛ بسبب تسرّب السّائل النخاعي الذي يصيب أقلّ من 1% من الأمهات اللاتي يخضعن لتخدير فوق الجافية، وإذا استمرّ الصداع يلجأ الطّبيب إلى حقن دم المريضة داخل العمود الفقري في حيّز فوق الجافية لتخفيف الصّداع.
- بعد حقن تخدير فوق الجافية يجب تبديل وضع استلقاء الأم بين الجانبين من وقت إلى آخر، مع المتابعة الجيّدة لنبض الجنين؛ لأنّ الاستلقاء على جانب واحد قد يبطئ المخاض أو يوقفه.
- الرّعشة، وطنين الأذن، والشّعور بألم الظّهر، والغثيان، وصعوبة التبوّل، واحتقان مكان الحقن، فجميعها أعراض قد تظهر بعد الولادة.
- تخدير فوق الجافية يجعل دفع الجنين أصعب؛ لذا يلجأ الطّبيب إلى استخدام الملقاط أو جهاز شفط الجنين لتسهيل خروجه.
- تنميل النّصف السفلي من الجسم يستمرّ بعد الولادة بعدّة ساعات؛ لذا ربّما تحتاج الأم إلى مساعدة لكي تستطيع المشي.
- في حالات نادرة قد تصاب منطقة حقن المخدّر بضرر دائم في الأعصاب.
التخدير المشترك
تقنية تجمع بين مميزات التخدير الشوكي وتخدير فوق الجافية؛ فهي تتميّز بسرعة ظهور مفعول المخدّر، وتسكين الألم بعمق، وفقدان بسيط للقدرة على تحريك السّاقين، وانتشار كميات بسيطة فقط من الدّواء إلى أنسجة الجسم المختلفة والجنين، بالإضافة إلى رضى المرأة الحامل بنسبة كبيرة عن فاعليّة التخدير.
خلال التخدير المشترك يُدخل الطّبيب إبرةً رفيعةً إلى حيز فوق الجافية، ثمّ يُدخل إبرةً ثانيةً عبرها لتصل إلى السّائل النخاعي، ويحقن بها الدواء المخدّر بكمية بسيطة، فيختفي الألم على الفور، ثمّ تُزال الإبرة الشوكية، وتوضع قسطرة في حيز فوق الجافية لحقن المخدّر عبرها عند الحاجة خلال عملية الولادة، ويستمرّ مفعول التخدير الشوكي لمدّة 90 دقيقةً، وعند انتهاء مفعوله يبدأ الطّبيب بحقن تخدير فوق الجافية لضمان عدم الشّعور بالألم طول مرحلة الولادة.[٥]
موانع إبرة الظهر
هناك عدد من الحالات التي يُمنع فيها استخدام إبرة الظهر، ومنها ما يأتي[٦]:
- الحساسية تجاه أدوية التخدير.
- مشاكل تخثر الدم.
- عدوى.
- مرض السكري غير المنضبط.
- بعض الأدوية الأخرى المتناولة.
قد يبحث الطبيب عن نوع آخر من مسكنات الألم وفقًا لحالة المريض، أو قد تحتاج إلى الانتظار حتى وقت أفضل لإجراء العملية.
المراجع
- ↑ "Medications for Pain Relief During Labor and Delivery", acog, Retrieved 2019-5-19.
- ↑ "Spinal and epidural block", anzca, Retrieved 2019-5-19.
- ↑ Healthwise Staff (2017-12-13), "Childbirth: Epidurals"، healthlinkbc, Retrieved 2019-5-19.
- ↑ "Epidural Anesthesia", americanpregnancy, Retrieved 2019-5-19.
- ↑ "Epidural and Spinal Anesthesia", brighamandwomens, Retrieved 2019-5-19.
- ↑ "Who Shouldn’t Get an Epidural?", www.webmd.com, Retrieved 11-8-2019. Edited.