ابن هبيرة (وزير عباسي)

كتابة:
ابن هبيرة (وزير عباسي)


ابن هبيرة

ابن هُبيرة وزير عباسي اشتهر عن غيره من رجال زمانه فقد جمع بين إخلاصه وإتقانه لأعمال وزارته وعلمه ودينه ومؤلفاته الأمر الذي منحه هذه الشهرة والتميز والذكر بعد آلاف السنين وهنا نكتب عن هذه الشخصية الفريدة ابن هُبيرة وعن حياته ومؤلفاته.[١]


نسبه ونشأته

هو يحيى بن محمد بن هُبيرة المُكنى بأبي المُظفر والملقب بعون الدين والمنعوت بالوزير العادل ولد في قرية بني أوقر سنة ٤٩٩ هجري، وقد سُميت فيما بعد ب "دور الوزير" وذلك لبنائه مسجدًا ومنارةً فيها، ولد في أسرة فقيرة فقد روى ابن الجوزي -صديق ابن هُبيرة- أنه عاش في بداية حياته حياة فقيرة حتى إنه ما كان يجد قوت يومه من كسرة الخبز.[١]


لم يمنع الفقر ابن هُبيرة عن طلب العلم والتعلم فقد حفظ القرآن وجالس العلماء والفقهاء والأدباء وتعلم عنهم وحفظ عنهم وتعلم العديد من الفنون.[١]


حياته

طلب ابن هُبيرة العلم منذ أن كان صبيًا فدخل بغداد وطلب العلم هناك فحفظ القرآن وأتقن قراءته بقراءاته السبعة وسمع الحديث وحفظه عن علماء ثقات أمثال القاضي أبي الحسين بن الفراء وعبد الوهاب الأنماطي، وأتقن اللغة العربية وبرع بها وعُرف عنه أنه عالم سلفي أثري أي أنه يتبع السلف في المعتقد ويعتمد الأثر والدليل والحديث الصِحاح في أقواله الفكرية وتعد هذه الصفة أحد أهم صفات العلماء.[٢]


وزارته

نصبّه الخليفة المقتفي وزيرًا بعدما لوحظ مبالغة ابن هُبيرة في تعظيم الدولة العباسية وإقامة ملكهم وكذلك ظهرت أمانته وقدرته وكفاية ونصحه جليةً في أعماله كافة فتقلد وزارته في احتفال عظيم ولُقب بجلال الدين صفي الإمام، عون الدين، الإمام العادل وقد جعل من وزارته مجلسًا للعلماء وبالغ في إكرام وتعظيم العلماء وتوليتهم للمناصب وما زالت مجالسه هكذا حتى توفاه الله.[٢]


هو أحد أهم الوزراء في الدولة العباسية ودائمًا ما يسبق لقب الوزير لقب الإمام فهو الإمام الوزير؛ ذلك أن منصبه ما شغله عن طلب العلم وتأليف المؤلفات والتدريس، وعُرف عنه بسدادة رأيه واستنباطته في الكتاب والسنة.[٢]


مؤلفاته

ألَّف ابن هُبيرة العديد من الكتب في مجالات عدة ما دل على علو مقامه وسعة معرفته وعلمه وأبرز مؤلفات ابن هُبيرة:

الإفصاح عن المعاني الصحاح

وضع فيه ابن هُبيرة شرحًا للصحيحين البخاري ومسلم وقد تكلم فيه عن الفقه والمسائل الفقهية ويعد من أكثر الكتب قيمة في فقه الحديث.[١]

العبادات الخمس

تحدث في هذا الكتاب عن أحكام أركان الإسلام الخمسة؛ الشهادة بالله وبرسوله والصلاة والزكاة والصوم والحج، على مذهب الإمام أحمد بن حنبل.[١]

المقتصد

هو أحد مؤلفات ابن هُبيرة في النحو وتم شرح هذا الكتاب في أربعة مجلدات على يد أبي الخشاب وأثنى على الكتاب بل وبالغ في ذلك.[١]

مختصر كتاب المنطق

تناول هذا الكتاب اختصارًا لكتاب ابن السكيت في المنطق وقد أثنى على هذا الكتاب واستحسنه أيضًا أبا الخشاب.[٢]

كتاب شعر

يشرح فيه أبياتًا شعرية كتبها المستنجد.[٣]

أرجوزة في علم الخط.

أرجوزة في المقصود والممدود.


شعره

عُرف عن ابن هُبيرة مهارته في العَروض والشعر ونذكر هنا بعضًا من شعره الذي نظمه:[٣]

والوقتُ أنْفَسُ ما عُنيْتَ بحفظِهِ

وأراهُ أسهل ما عليك يضيعُ

تمسك بتقوى الله فالمرءُ لا يبقى

وكل امرئٍ ما قدَّمت بده يلقى

ولا تظلمنَّ الناس ما في يديهمُ

ولا تذكرن إفكًا ولا تحسدن خلقًا

ولا تقربنْ فعل الحرام فإنما

لذاذتهُ تفنى وأنت به تشقى

تعوَّد فعال الخير جمعًا فكلَّما

تعوَّد الإنسان صار له خُلْقا


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح أ. د. فؤاد عبد المنعم أحمد (30/12/2010)، "من أعلام الإسلام : ابن هبيرة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "ابن هبيرة"، إي كتاب، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب د. نبيل بن محمد آل إسماعيل ، "أقوال الوزير ابن هبيرة في التفسير "، الموسوعة القرآنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2022. بتصرّف.
2939 مشاهدة
للأعلى للسفل
×