ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن

كتابة:
ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن

ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن

يتطوّر ابيضاض الدم الليمفاوي المُزمن (Chronic lymphocytic leukemia (CLL)) عبر السنين بصورة بطيئة مُتدرّجة، ليظهر عند البالغين في عُمر 60 عامًا لدى مُعظم الحالات، وتكاد الإصابة به تكون معدومةً عند الأطفال، وهو أحد أنواع السرطان المعروف باختلالٍ في وظائف نخاع العظم المسؤول عن إنتاج خلايا الدم المختلفة، فيُسبِّب هذا النوع من السرطان إنتاج أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء، خاصّةً الخلايا الليمفاويّة، إلّا أنّها تتشكّل بصورة غير طبيعيّة ولا تعمل كما ينبغي، ولِأن هذه الخلايا مسؤولة عن حماية الجسم ضد أيّ أجسام غريبة أو ميكروبات فإنّ اختلال وظيفتها يُعرّض المريض للكثير من الالتهابات والعدوى، ويكون جسده مُتعبًا مُعظم الوقت.

في الحقيقة لا يحتاج العديد من المُصابين بابيضاض الدم الليمفاوي المزمن إلى أي علاج، لكن يساعد العلاج عند الحاجة إليه على إبطاء تطوّر المرض والتخفيف من الأعراض المُصاحبة له، ويساهم التشخيص المُبّكّر والحصول على العلاج مبكِّرًا في تحسين نتائج العلاج وزيادة العمر المُفترَض.[١][٢]


أعراض ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن

يمكن أن يصاب المرضى الذين يعانون من ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن بمجموعة واسعة من الأعراض والعلامات؛ إذ تكون البداية للمرض مخفيّةً، ومن المألوف أن يشخّص الطبيب المرض عن طريق الصدفة، ويكون ذلك غالبًا عند إجراء فحوصات عدد خلايا الدم لأيّ سبب، فحوالي 25% إلى 50% من الأشخاص المصابين بالمرض لا يعانون من أي أعراض عند التشخيص،[٣] وتتضمن الأعراض الظاهرة في المراحل المُتقدّمة من المرض الآتي:[٤]

  • التعب والإعياء العام والمُتواصل.
  • ارتفاع درجة حرارة جسم المريض.
  • فُقدان غير مُفسَّر للوزن.
  • تضخّم في العُقد الليمفاويّة الموجودة في الجسم، إلّا أنّها لا تكون مؤلمةً في مُعظم الأحيان.
  • التعرّق الليليّ.
  • التعرّض لالتهابات وأنواع عدوى مُختلفة بصورة مُتكرّرة.
  • الألم يسار أعلى البطن، وهو ما يكون ناتجًا عن تضخّم الطحال.


عوامل خطر ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن

في معظم الحالات لا يعرف الأطبّاء سبب الإصابة بابيضاض الدم اللمفاوي المزمن، لكن يمكن لبعض العوامل أن تزيد من خطر الإصابة به، وهي كما يأتي:[١]

  • وجود شخص في العائلة كالوالد أو الأخ أو الابن يعاني من ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن.
  • بلوغ الشخص منتصف العمر أو أكبر.
  • الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء.
  • من الممكن أن تزيد بعض المواد الكيميائية من خطر الإصابة بالمرض؛ فمثلًا إذا تعرّض الشّخص للعامل البرتقالي -وهو مبيد أعشاب يستخدم على نطاق واسع واستخدم كثيرًا خلال حرب الفيتنام- يمكن أن تكون فرص الإصابة بالمرض أعلى.


علاج ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن

يكتفي الأطباء بمُراقبة حالة المرضى المُصابين بابيضاض الدم الليمفاوي المزمن ممّن لا يُعانون من أيّ أعراض، دون إعطائهم علاجات مُحدّدة له، أمّا في الحالات المُتقدّمة ولمن لوحظ تضخّم إحدى العُقد الليمفاويّة لديه أو تناقصت عنده أعداد كريات الدم الحمراء بنسبة كبيرة أو ارتفعت نسبة الخلايا الليمفاويّة في الدم لديه فجأةً فيكون العلاج واحدًا أو أكثر من الخيارات الآتية:[١]

  • العلاج الكيماوي: يكون على شكل حبوب أو حُقن عضليّة أو إبر في الوريد، يستهدف الخلايا التي تنقسم وتتكاثر بسرعة، ومنها الخلايا السرطانية وبعض الخلايا الطبيعيّة في الجسم، لذا يُعاني من يُعالَج بالأدوية الكيماوية من عدد من الأعراض الجانبيّة، مثل: تقرّحات الفم، وتناقص تعداد الدّم، والغثيان، ويُذكر أنّها تزول غالبًا بالكامل بعد الانتهاء من العلاج، ويُمكن التقليل من تأثيرها خلال العلاج بأدوية وعلاجات أخرى.
  • العلاج المنَاعيّ: الذي يهدف إلى تقوية الجهاز المناعيّ للمريض لزيادة قدرته على الكشف عن الخلايا السرطانيّة وتدميرها، ويوجد على شكل حُقن عضليّة أو وريديّة.
  • العلاج الموجه: يوجد على شكل حبوب فمويّة تستهدف بروتينات مُعيّنةً مسؤولةً عن التكاثر والانقسام في الخلايا السرطانيّة.
  • العلاج الإشعاعيّ: الذي يستخدم حزمًا ضوئيّةً عالية الطاقة، ويلجأ إليه الأطباء لتقليل التضخّم في العُقد الليمفاويّة أو في الطّحال، ولعلاج آلام العظام.
  • استئصال الطحال جراحيًّا: ذلك في حال تضخّمه وعدم استجابته للعلاجات، وهو ما يحدث في حالات نادرة جدًا.


مضاعفات ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن

يمكن توضيح مضاعفات الإصابة بابيضاض الدم الليمفاوي المزمن على النحو الآتي:[٤]

  • ارتفاع نسبة الإصابة بأنواع أخرى من السّرطان، مثل: سرطان الجلد، أو سرطان الرّئة، وسرطانات الجهاز الهضمي المُختلفة.
  • تطوّر ابيضاض الدم الليمفاويّ المُزمن لأمراض أكثر خطورةً وعدوانيّةً، مثل مُتلازمة ريختر، التي تُدعى أيضًا ليمفوما الخلايا البائيّة الكبيرة المُنتشرة.
  • التعرّض لالتهابات وأنواع عدوى مُختلفة، كالتهابات الجهاز التنفسّي العلوي والسفليّ، أو حتّى أنواع أخرى أكثر خطورةً تُهدّد صحّة المريض.
  • اضطرابات ومشكلات في الجهاز المناعيّ، ممّا يجعله يُهاجم الخلايا السليمة لكريات الدم البيضاء والصفائح الدموية بدل الخلايا السرطانيّة، ويُذكر أنّها من المُضاعفات نادرة الحدوث.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Laura J. Martin ( December 25, 2018), "Chronic Lymphocytic Leukemia"، webmd, Retrieved 29/8/2019. Edited.
  2. "Chronic lymphocytic leukaemia", nhs February 2019، Retrieved 29/8/2019. Edited.
  3. Muhammad A Mir, MD, FACP (14-1-2019), "Chronic Lymphocytic Leukemia (CLL)"، medscape, Retrieved 3-9-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Chronic lymphocytic leukemia", mayoclinic,April 03, 2019، Retrieved 29/8/2019. Edited.
5588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×