اتجاهات الأدب في العصر الحديث

كتابة:
اتجاهات الأدب في العصر الحديث

اتجاهات الأدب في العصر الحديث

لقد تأثر العرب بالغرب في مجالات الأدب واتجاهاته، وأهم الاتجاهات والمدارس الأدبية في العصر الحديث هي: الاتجاه الكلاسيكي، الاتجاه الرومانسي، الاتجاه الواقعي، الاتجاه الرمزي.[١]

الاتجاه الكلاسيكي

ويطلق عليه الاتجاه الإحيائي وهو أقدم الاتجاهات الأدبية، ظهر أولًا في أوروبا بعد حركة البعث العلمي، تطور هذا الاتجاه في فرنسا بشكل كبير، كما انتقلت إلى بريطانيا وتأثروا بها، قام الاتجاه الكلاسيكي على أسس عقلية تقوم على تمجيد وتقليد القديم في المنهج والأسلوب.[٢]

ومن أهم خصائص هذا الاتجاه أنه يتجه إلى الأدب الموضوعي، وتظهر فيه النزعة الإنسانية بشكل واضح، إضافة إلى أسس تمثل احترام العقل وسمو الصياغة الأدبية وفخامتها وفخامة الأسلوب الأدبي، فهو أدب عقلاني وتقليدي للقديم لا أدب عواطف وخيال ومشاعر.[٢]

تأثرت البلاد العربية بهذا الاتجاه وانتقل لهم، كما في مصر بشكل كبير بسبب الحاجة للنهضة الأدبية والعلمية بعد الصراعات والاعتداءات على البلاد العربية، ومن هؤلاء رائد الكلاسيكية العربية محمود سامي البارودي الذي امتاز بالقوة والغزارة في الإنتاج الأدبي، واتجه للتقليد بعيدًا عن التكلف، وتبعه شعراء وأدباء آخرون مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهعيم شاعر النيل وعلي الجارم وإسماعيل صبري وغيرهم.[٣]

الاتجاه الرومانسي

ظهر وانتشر هذا المذهب في فرنسا أولًا بعد الاتجاه الكلاسيكي كثورة عليه وعلى التقليد للقديم، بسبب القيود التي فرضها الاتجاه الكلاسيكي والالتزام والقيود التي تحد من جرية الأدباء، فتطورت الأحداث السياسية والنفسية والاجتماعية وارتبطت بها الرومانسية، وثاروا على القديم في الأدب، واتجهوا نحو العواطف والخيالات والطبيعة والتعبير عنها بشكل كبير في أدبهم.[٤]

المذهب الرومانسي مذهب يقوم على الحرية والامطلاق الشعوري في كتابة الأدب والاهتمام بالمشاعر الفردية، والثورة على العقل ومنطلقاته وسيطرته على المشاعر الفردية والوجدان، والبساطة في كل شيء بما في ذلك الأدب، وتحطيم القواعد والقوانين، والاتجاه إلى الإيحاء للكشف عن مشاعر النفس.[٤]

انتقلت الرومانسية إلى العرب فظهرت النزعات التجديدية والدعوات إلى الثورة على القوالب والأنماط القديمة في الأدب العربي، وهذا يعود لأسباب منها رحلات الأدباء العرب للغرب لأغراض علمية أو سياسية، فدخلت للعرب على يد رائدها خليل مطران، وتأثر به عدد كبير من الأدباء والشعراء العرب منهم علي محمود طه و إبراهيم ناجي وخليل شيبوب وإبراهيم رمزي وأبي القاسم الشابي وغيرهم.[٥]

الاتجاه الواقعي

وهذا الاتجاه الأدبي الثالث، وظهر بسبب الفجوة بين الأدب والواقع بسبب المذهب الرومانسي، فاتجه البعض إلى الواقع بعيدًا عن تشدد الرومانسية في الذاتية والخيال والبعد عن الواقع، بالإضافة لتأثير المنهج التجريبي على الحياة فيما قدمه من حقائق واكتشافات علمية، فصارت النظرة موضوعية لا ذاتية ولا تقليدية.[٦]

ورأت الواقعية أن الأدب يجب أن يكون موضوعيًا ليصور الواقع كما هو دون ذاتية الأديب وتدخل عواطفه وخيالاته وأحلامه، وهذا يكون من خلال التجارب والملاحظة بعيدًا عن الزيف وذاتية الأديب، كما اتسمت الواقعية بالاهتمام بالطبقات الوسطى والدنيا والبعد عن الأرستقراطية؛ وذلك لأن الأدب الواقعي شعبي إنسانيًا.[٧]

ومن أهم ما امتازت به الواقعية النظرة السوداوية للحياة والواقع والإنسان، فهو يصور تأثير المجتمع على الإنسان فتأثر بالظروف السائدة مثل الرأسمالية والنفعية والمصالح الفردية، ومن أهم أدباء العرب الذين ربطوا بين الفرد والواقع في أدبهم: بدر شاكر السياب، نجيب محفوظ، يوسف إدريس، عبد الرحمن الشرقاوي.[٧]

الاتجاه الرمزي

هذا المذهب أو الاتجاه ظهر للتعبير بواسطة الرمز والتمليح والإشارة، وقد امتاز بالابتعاد عن الواقع ومشكلاته الاجتماعية والسياسية وسوداويته، والاتجاه للخيال والمز ليعبر عن معاني العقل والعواطف، وقد استخدم ألفاظًا موحية معبرة عن أجواء روحية، كلفظ الغروب الذي يرمز للزوال مثلا.[٨]

امتازت الرمزية بالتقريب بين المتباعدات رغبةً في الإيحاء، كما ظهرت عند الرمزيين الدعوة لتحرير الشعر من الوزن التقليدي إلى الشعر المطلق الملتزم بالقافية، وكذلك الشعر الحر من أجل ملائمة الموسيقى للمشاعر.[٨]

الحداثة وما بعدها

بعد المذهب الرمزي ظهر أدب الحداثة، وفي هذه المرحلة اتسم الأدب بالتفكك في اللفظ والمعنى مما أدى للفجوة بين الأدب والقراء، فظهر الأدب الحداثي الذي يمتاز بالغموض في تصوير العالم وضياعه وفقدان هويته، وهذا الغموض يجعل من الصعب على القارئ تحديداً لمن يكتب الأديب والهدف من كتابته، ووصل الغموض مرحلة كبيرة حتى أن عناوين القصائد والكتابات اتسمت بالغموض.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب "اتجاهات الأدب العربي الحديث: المحاكاة والأفق المسدود"، إضاءات ، اطّلع عليه بتاريخ 10/3/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رفعت زكي محمود عفيفي، المدارس الأدبية الأوروبية، صفحة 16. بتصرّف.
  3. رفعت زكي محمود عفيفي، المدارس الأدبية الأوروبية، صفحة 22.
  4. ^ أ ب رفعت زكي محمود عفيفي، المدارس الأدبية الأوروبية، صفحة 32. بتصرّف.
  5. رفعت زكي محمود عفيفي، المدارس الأدبية الأوروبية، صفحة 40.
  6. نسيب نشاوي، المدراس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 323. بتصرّف.
  7. ^ أ ب نسيب نشاوي، المدراس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 331.
  8. ^ أ ب نسيب نشاوي، المدراس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 469.
5349 مشاهدة
للأعلى للسفل
×