محتويات
من أجمل القصائد الغزلية
من أجمل القصائد الغزلية لدى العرب ما يأتي:
هل غادر الشعراء من متردم
يقول الشاعر عنترة بن شداد:
هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ
- إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي
إِذ لا أَزالُ عَلى رِحالَةِ سابِحٍ
- نَهدٍ تَعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ
طَوراً يُجَرَّدُ لِلطِعانِ وَتارَةً
- يَأوي إِلى حَصدِ القَسِيِّ عَرَمرَمِ
يُخبِركِ مَن شَهِدَ الوَقيعَةَ أَنَّني
- أَغشى الوَغى وَأَعِفُّ عِندَ المَغنَمِ
وَمُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزالَهُ
- لا مُمعِنٍ هَرَباً وَلا مُستَسلِمِ
جادَت لَهُ كَفّي بِعاجِلِ طَعنَةٍ
- بِمُثَقَّفٍ صَدقِ الكُعوبِ مُقَوَّمِ
فَشَكَكتُ بِالرُمحِ الأَصَمِّ ثِيابَهُ
- لَيسَ الكَريمُ عَلى القَنا بِمُحَرَّمِ
فَتَرَكتُهُ جَزَرَ السِباعِ يَنُشنَهُ
- يَقضِمنَ حُسنَ بِنانِهِ وَالمِعصَمِ
وَمِشَكِّ سابِغَةٍ هَتَكتُ فُروجَها
- بِالسَيفِ عَن حامي الحَقيقَةِ مُعلِمِ
رَبِذٍ يَداهُ بِالقِداحِ إِذا شَتا
- هَتّاكِ غاياتِ التِجارِ مُلَوَّمِ
لَمّا رَآني قَد نَزَلتُ أُريدُهُ
- أَبدى نَواجِذَهُ لِغَيرِ تَبَسُّمِ
عَهدي بِهِ مَدَّ النَهارِ كَأَنَّما
- خُضِبَ البَنانُ وَرَأسُهُ بِالعِظلِمِ
فَطَعَنتُهُ بِالرُمحِ ثُمَّ عَلَوتُهُ
- بِمُهَنَّدٍ صافي الحَديدَةِ مِخذَمِ
بَطَلٍ كَأَنَّ ثِيابَهُ في سَرحَةٍ
- يُحذى نِعالَ السِبتِ لَيسَ بِتَوأَمِ
يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَن حَلَّت لَهُ
- حَرُمَت عَلَيَّ وَلَيتَها لَم تَحرُمِ
فَبَعَثتُ جارِيَتي فَقُلتُ لَها اِذهَبي
- فَتَجَسَّسي أَخبارَها لِيَ وَاِعلَمي
قالَت رَأَيتُ مِنَ الأَعادي غِرَّةً
- وَالشاةُ مُمكِنَةٌ لِمَن هُوَ مُرتَمِ
وَكَأَنَّما اِلتَفَتَت بِجيدِ جَدايَةٍ
- رَشإٍ مِنَ الغِزلانِ حُرٍّ أَرثَمِ
نِبِّئتُ عَمرواً غَيرَ شاكِرِ نِعمَتي
- وَالكُفرُ مَخبَثَةٌ لَنَفسِ المُنعِمِ
وَلَقَد حَفِظتُ وَصاةَ عَمّي بِالضُحى
- إِذ تَقلِصُ الشَفَتانِ عَن وَضَحِ الفَمِ
في حَومَةِ الحَربِ الَّتي لا تَشتَكي
- غَمَراتِها الأَبطالُ غَيرَ تَغَمغُمِ
إِذ يَتَّقونَ بِيَ الأَسِنَّةَ لَم أَخِم
- عَنها وَلَكِنّي تَضايَقَ مُقدَمي
لَمّا رَأَيتُ القَومَ أَقبَلَ جَمعُهُم
- يَتَذامَرونَ كَرَرتُ غَيرَ مُذَمَّمِ
يَدعونَ عَنتَرَ وَالرِماحُ كَأَنَّها
- أَشطانُ بِئرٍ في لَبانِ الأَدهَمِ
ما زِلتُ أَرميهِم بِثُغرَةِ نَحرِهِ
- وَلَبانِهِ حَتّى تَسَربَلَ بِالدَمِ
فَاِزوَرَّ مِن وَقعِ القَنا بِلَبانِهِ
- وَشَكا إِلَيَّ بِعَبرَةٍ وَتَحَمحُمِ
لَو كانَ يَدري ما المُحاوَرَةُ اِشتَكى
- وَلَكانَ لَو عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمي
وَلَقَد شَفى نَفسي وَأَذهَبَ سُقمَها
- قيلُ الفَوارِسِ وَيكَ عَنتَرَ أَقدِمِ
وَالخَيلُ تَقتَحِمُ الخَبارَ عَوابِساً
- مِن بَينِ شَيظَمَةٍ وَآخَرَ شَيظَمِ
ذُلُلٌ رِكابي حَيثُ شِئتُ مُشايِعي
- لُبّي وَأَحفِزُهُ بِأَمرٍ مُبرَمِ
سمراء رقي للعليل الباكي
يقول الشاعر السعودي يحيى:
سمراءُ رقّي للعلي الباكي
- وترفقي بفتى مُناه رضاكِ
ما نام منذ رآكِ ليلة عيده
- وسقته من نبع الهوى عيناكِ
أضناه وجدٌ دائمٌ وصبابة
- وتسهدٌ وترسمٌ لخطاكِ
أتخادعين وتخلفين وعودَه
- وتعذبين مدلّها بهواكِ
وهو الذي بات الليالي ساهرا
- يرعى النجوم لعله يلقاكِ
في يوم عيدٍ حافل قابلتِه
- فتسارعتْ ترخي الخمارَ يداكِ
أتحرّمين عليه منية قلبه
- وتحلين لغيره رؤياكِ
وتسارعين إلى الهروبِ بخفةٍ
- كي لا يمتّع عينَه بهاكِ
وتعذبين فؤادَه في قسوةٍ
- رحماكِ زاهدة الهوى رحماكِ
ما كان يرضى أن يراكِ عذوله
- بين الصبايا تعرضين صباكِ
وتقربين عذوله بعد النوى
- وترددين تحية حياكِ
يا منية القلب المعذب رحمة
- بالمستجير من الجوى بحماكِ
أحلامه دوما لقاؤكِ خلسة
- عند الغدير وعينُه ترعاكِ
ترضيه منك إشارة أو بسمة
- أو همسة تشدو بها شفتاكِ
لا تهجري وتقوضي أحلامَه
- وتحطمي آمالَه بجفاكِ
وترفقي بفؤادِه وتذكري
- قلبا بداية سعده رؤياكِ
قد كان أقسم أن يتوبَ عن الهوى
- حتى أسرتِ فؤادَه بصباكِ
سمراءُ عودي واذكري ميثاقنا
- بين الخمائل والعيونُ بواكِ
كيف افترقنا … إيه عذراءَ الهوى
- لم أنسَ عهدك لا ولن أنساكِ
بين المروج على الغدير تعلقتْ
- يني بعينك والفؤادُ طواكِ
ثم التقينا في الخميلة خلسة
- وشربتُ حينا من سلافِ لماكِ
وتساءلتْ عيناك بعد تغيبي
- أنسيتَ عهدي أيها المتباكي؟
لا والذي فطر القلوب على الهوى
- أنا ما نسيتُ ولا سلوتُ هواكِ
لكنّ قلبي والفؤادَ ومهجتي
- أسرى لديكِ فأكرمي أسراكِ
سأظل في محراب حبكِ ناسكا
- متبتلا مستسلما لقضاكِ
قصيدة أداري العيون الفاترات السواجيا
يقول الشاعر أحمد شوقي:
أُداري العُيونَ الفاتِراتِ السَواجِيا
- وَأَشكو إِلَيها كَيدَ إِنسانِها لِيا
قَتَلنَ وَمَنَّينَ القَتيلَ بِأَلسُنٍ
- مِنَ السِحرِ يُبدِلنَ المَنايا أَمانِيا
وَكَلَّمنَ بِالأَلحاظِ مَرضى كَليلَةٍ
- فَكانَت صِحاحاً في القُلوبِ مَواضِيا
حَبَبتُكِ ذاتَ الخالِ وَالحُبُّ حالَةٌ
- إِذا عَرَضَت لِلمَرءِ لَم يَدرِ ماهِيا
وَإِنَّكِ دُنيا القَلبِ مَهما غَدَرتِهِ
- أَتى لَكِ مَملوءً مِنَ الوَجدِ وافِيا
صُدودُكِ فيهِ لَيسَ يَألوهُ جارِحاً
- وَلَفظُكِ لا يَنفَكُّ لِلجُرحِ آسِيا
وَبَينَ الهَوى وَالعَذلِ لِلقَلبِ مَوقِفٌ
- كَخالِكِ بَينَ السَيفِ وَالنارِ ثاوِيا
وَبَينَ المُنى وَاليَأسِ لِلصَبرِ هِزَّةٌ
- كَخَصرِكِ بَينَ النَهدِ وَالرِدفِ واهِيا
وَعَرَّضَ بي قَومي يَقولونَ قَد غَوى
- عَدِمتُ عَذولي فيكِ إِن كُنتُ غاوِيا
يَرومونَ سُلواناً لِقَلبي يُريحُهُ
- وَمَن لي بِالسُلوانِ أَشريهِ غالِيا
وَما العِشقُ إِلّا لَذَّةٌ ثُمَّ شِقوَةٌ
- كَما شَقِيَ المَخمورُ بِالسُكرِ صاحِيا