احتباس البول عند الحامل

كتابة:
احتباس البول عند الحامل

احتباس البول عند الحامل

يُعرف احتباس البول (UR) بأنَّه عدم قدرة المثانة على إفراغ محتوياتها بصورة كاملة أو جزئيّة، بالرغم من الشعور بالحاجة الشديدة للتبول، ويعدّ احتباس البول من الاضطرابات الأكثر شيوعًا بين الرجال خاصةً مع تقدمهم بالعمر، إلا أنه قد يُصيب النساء أيضًا، وربما يحدث في أيْ مرحلة من مراحل الحمل، فما هي أسباب احتباس البول عند السيدة الحامل؟ وهل يعد احتباس البول عند الحامل مقلقًا؟ ومتى تحتاج السيدة إلى مراجعة الطبيب؟ كل ذلك وغيره من المعلومات سنتعرف عليها في هذا المقال.[١][٢]


أسباب محتملة لاحتباس البول عند الحامل

العديد من الأسباب قد تفسر حدوث احتباس البول عند الحامل، وهي غير محصورة بالأسباب المذكورة في هذا المقال، ويبقى الطبيب هو الشخص المسؤول عن تشخيص المشكلة وتحديد طريقة العلاج. وعمومًا، نذكر في الآتي بعض من الأسباب المحتملة لاحتباس البول عند الحامل:

  • التلف العصبي: والذي يُسفر عنه اضطراب انتقال الإشارات العصبية بين الدماغ والمثانة، وعدم عمل أجزاء الجهاز البولي بشكلٍ متناسق، إمَّا بسبب الانسداد أو بسبب استخدام أنواع معينة من الأدوية؛ أو في حالات التّعرض للتخدير الموضعي (Ragional analgesia)، فلا تتمكن المثانة من إفراغ محتوياتها.[٣][٢]


  • تمدّد المثانة وزيادة سعتها: وهي من الأمور التي تحدث عادةً منذ بداية الشهر الثالث من الحمل بتأثير العوامل الهرمونية، والذي قد يُصاحبه ضعف عمل العضلة العاصرة، وحدوث احتباس البول.[٢][٤]


  • الإصابة بعدوى في المثانة، أو مجرى البول: كالعدوى التي تؤثر في الأجزاء الخارجية من المهبل، أو تلك العدوى التي تُصيب المثانة ذاتها، فتؤدي إلى احتباس البول،[٣][١] وتعتبر عدوى المثانة من المشكلات الشائعة خلال الحمل، والتي لا بدّ من مراجعة الطبيب بشأنها للخضوع للعلاج الأنسب، فهي قد تزيد من خطورة حدوث الإجهاض، أو الإصابة بعدوى في الكلى.[٥]


  • وجود انسداد في مجرى البول: يمكن أن يُغلق مجرى البول بتجلط دموي، أو نتيجة وجود حصوة قادمة من المثانة، أو حتى في حالة وجود ورم، أو المعاناة من اضطراب هبوط المثانة، أو فتق المستقيم.[٣][١]


  • انحشار الرحم: تحدث هذه المشكلة عادةً خلال الجزء الأول من الحمل، وفيها يُحشر الرحم داخل حلقة الحوض بدلًا من وجوده في تجويف البطن، ويعدّ تغير موقع الرحم بهذه الصورة حالة طبيّة طارئة نادرة الحدوث، بحاجة إلى طلب الرعاية الطبيَّة الفورية، إذ يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى فقدان الحمل ما لم تعالج بشكلٍ فوري.[٣]


  • أسباب أخرى: بعض المشكلات الصحيّة الأخرى قد تكون سببًا لحدوث احتباس البول عند الحامل، ومنها: الأورام الليفيّة الرحميّة (Uterine leiomyomas)، والحمل المنتبذ أو الحمل خارج الرحم، ومرض الحوض الالتهابي، وأمراض الفقرات القطنيّة، وغيرها، وهذه المشكلات قد تكون سببًا في حدوث احتباس البول الحاد عند المرأة الحامل.[٦]


هل احتباس البول عند الحامل مقلق؟

في الحقيقة، قد يبدو الأمر بسيطًا عند النظر إليه من ناحية الشعور بالانزعاج وعدم الراحة، غير أنَّ احتباس البول خلال الحمل قد يحمل بعض المضاعفات المقلقة، التي من شأنها أن تشكل خطرًا على صحة السيدة الحامل، أو على جنينها، وهذا يعني أنَّ على المرأة الحامل عدم إغفال أيَّة أعراض ومشكلات تعانيها خلال الحمل، لا سيّما أعراض احتباس البول. ومن المضاعفات التي قد تحدث بسبب احتباس البول خلال الحمل ما يأتي:[٣]


  • الإصابة بعدوى في المثانة: يمكن أن يزيد احتباس البول من خطر الإصابة بعدوى في المثانة، والتي تعد واحدة من أنواع التهابات المسالك البولية، ويمكن لهذه العدوى أن تنتشر لتصل إلى الكلية كما بينّا سابقًا، الأمر الذي يجعل الحالة شديدة الخطورة، وبالإضافة إلى ذلك، قد يزداد توغّل وانتشار العدوى في الجسم، ممَّا يضرّ الجنين، وحدوث مضاعفات أخرى، كالولادة المبكرة، أو ولادة طفل بوزن منخفض.
  • الإجهاض: والذي يحدث إذا كان احتباس البول الحادّ ناجمًا عن انحشار الرحم وتغير موقعه، وهذا يعني أنَّ على المرأة الحامل مراجعة الطبيب في أقرب فرصة مُمكنه في حالة عدم التمكن من التبول.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

يعدّ احتباس البول الحادّ حالة طبية طارئة تحتاج إلى العلاج الفوري، وذلك لمنع حدوث أي تلف في الرحم، أو الإجهاض، أو الإصابة بالعدوى، أو الفشل الكلوي الحاد، أو تمزّق المثانة، أو غيرها من المشكلات الخطِرة، لذا يجب على المرأة مراجعة الطبيب فورًا في حالة المعاناة من احتباس بولي شديد ومؤلم، يظهر بصورة مفاجئة بحيث يُعيق القدرة على التبوّل كليًّا،[٦] كما تعتبر زيارة الطبيب ضرورية في حالة الإصابة باحتباس البول وظهور أعراض وعلامات الإصابة بعدوى في المثانة، كارتفاع درجة الحرارة، والارتعاش، ونزول الدم مع البول كما يحدث أحيانًا.[٣]


وبشكلٍ عام، لابد من التحدث إلى الطبيب المختص في حال معاناة السيدة الحامل من أيّ صعوبة في التبول، إذ يمكن أن يؤدي إهمال الحالة، أو الاعتقاد أنها ستذهب من تلقاء نفسها إلى حدوث العديد من المضاعفات التي لا يحمد عقباها.[٣]


أسئلة شائعة

كيف يشخص الطبيب احتباس البول عند المرأة الحامل؟

عادةً ما يأخذ الطبيب السيرة المرضية من المصابة والتي تتضمن السؤال عن أعراض الجهاز البولي التي تشكوها، وكمية الماء التي تشربها السيدة خلال اليوم، بالإضافة إلى معرفة الوقت الذي تمكنت فيه السيدة من إفراغ المثانة بصورة كاملة، وإذا ما كانت تعاني من الإمساك، كما يجري الطبيب الفحص السريري للبطن، وملاحظة انتفاخ المثانة، وإجراء فحوصات أخرى ضرورية لمنطقة البطن: كالتصوير، والقسطرة.[٤]


كيف يتعامل الطبيب مع احتباس البول عند المرأة الحامل؟

عند التأكد من إصابة السيدة باحتباس البول، يمكن أن يعطي الطبيب المصابة المسكنات للمساعدة على تهدئة الألم، كما يمكن أن يوصي ببعض الإجراءات البسيطة التي تساهم في تخفيف احتباس البول، كالتأكد من شرب كمية مناسبة من السوائل، والسير إلى المرحاض، وتشغيل صنبور المياه، ومن ثم محاولة إفراغ المثانة، والاستحمام بالمياه الدافئة، وفي حالة عدم نجاح الإجراءات السابقة في المساعدة على تخفيف حدة احتباس البول، يمكن أن يلجأ الطبيب إلى استخدام القسطرة البولية.[٤]


ما الفرق بين احتباس البول الحادّ واحتباس البول المزمن؟

تختلف الأعراض المصاحبة لاحتباس البول باختلاف نوع هذا الاحتباس، ويمكن توضيح ذلك كما يأتي:[١]

  • أعراض احتباس البول الحاد: يمكن أن تعاني السيدة المصابة باحتباس البول الحاد من رغبة شديدة وملحَّة للتبول، مع عدم تمكنها من التبول نهائيًا، الأمر الذي من شأنه أن يسبب ألم وانزعاج شديد في منطقة أسفل البطن، وعادةً ما يحدث فجأةً.
  • أعراض احتباس البول المزمن: عادةً ما يستمر احتباس البول المزمن لفترة أطول، وغالبًا ما تتمكن السيدة من التبول في هذه الحالة مع عدم القدرة على إفراغ كامل محتوى المثانة، وقد لا يُصاحب هذه الحالة في البداية أيّة أعراض تُذكر، إلَّا أنها تبدأ بالظهور مع مرور الوقت، والتي نذكر منها ما يأتي:
    • زيادة الحاجة للتبول.
    • صعوبة البدء في إخراج البول.
    • ضعف خروج البول.
    • الرغبة في التبول مرّة أخرى مباشرةً بعد الانتهاء.
    • الاستيقاظ في الليل عِدة مرات من أجل التبول.
    • الشعور بالانزعاج في منطقة الحوض، أو أسفل البطن.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Nancy Moyer, M.D (2018-03-12), "What Causes Urinary Retention and How Is It Treated?", healthline, Retrieved 2020-11-12. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Urinary Retention in Pregnancy and Puerperium: Acupuncture Treatment", ncbi, Retrieved 2020-11-13. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Understanding Urinary Retention in Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 2020-11-12. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Management of urinary retention in pregnancy, post-partum and after gynaecological surgery", hse, Retrieved 2020-11-12. Edited.
  5. "Urinary Problems During Pregnancy", healthlinkbc, Retrieved 2020-11-13. Edited.
  6. ^ أ ب "Acute Urinary Retention During Pregnancy", ncbi, Retrieved 2020-11-13. Edited.
2921 مشاهدة
للأعلى للسفل
×