احتباس البول عند الحامل في الشهر التاسع

كتابة:
احتباس البول عند الحامل في الشهر التاسع

احتباس البول في الشهر التاسع

يعرف احتباس البول على أنَّه الحالة التي لا يُمكن فيها تفريغ محتويات المثانة كليًّا أو جزئيًّا، على الرغم من امتلائها والشعور بالحاجة للتبول، وقد تظهر هذه المُشكلة بصورة مفاجئة وشديدة، مُمثَّلةً بعدم القدرة على التبول بشكلٍ كامل، ويُطلق عليها حينئذٍ احتباس البول الحاد، أو أنها تكون مستمرَّة خلال فترة زمنيَّة طويلة، تمتاز بعدم القدرة على تفريغ كامل محتوى المثانة، وتُعرف هذه الحالة باسم احتباس البول المزمن.[١] وفي الحقيقة، يعدّ احتباس البول من المُشكلات مُحتملة الحدوث خلال الحمل، والتي ربما تظهر في الشهر التاسع مع اقتراب الولادة، فعلى الرغم من أنَّ تأثير التغيرات الهرمونيَّة خلال الحمل تُساهم في زيادة إنتاج البول، قد يُسفر عن نموّ الجنين وتمدّد الرحم في المرحلة الأخيرة من الحمل زيادة الضغط المؤثر على المثانة، واحتماليَّة حدوث مُشكلة احتباس البول، عدا عن المشكلات الصحية التي ربما تكون السَّبب وراء حدوث احتباس البول في الشهر التاسع، والتي سنتطرق إليها في هذا المقال.[٢]



هل يسبب احتباس البول في الشهر التاسع أية مضاعفات؟

احتباس البول خلال الشهر التاسع من الحمل قد يتجاوز كونه مصدرًا للشعور بالانزعاج وعدم الراحة إلى كوْنه سببًا في حدوث عدد من المُضاعفات، خاصةً عندما يتعلق الأمر باحتباس البول الحاد، ومن هذه المضاعفات:[٣]

  • الفشل الكلوي الحادّ.
  • اضطراب وظيفة المثانة طويل الأمد.
  • تمزّق المثانة.
  • عدوى المثانة، أو المعروفه باسم عدوى المسالك البوليّة (UTI)، إذْ تزداد خطورة الإصابة بعدوى المثانة في حالة احتباس البول داخلها لفترات طويلة، والذي يُصاحبه ظهور بعض الأعراض؛ كالحمّى، والقشعريرة، ونزول الدم مع البول.[٢]
  • عدوى الكليتين، قد تكون عدوى المثانة سببًا في حدوث مضاعفات أكثر شِدة عند انتشارها ووصولها إلى الكليتين، والتي ربما تُلحق الضرر بالأم والجنين.[٢]



كيف تعالج الحامل في الشهر التاسع من احتباس البول؟

يتوجَّب على المرأة الحامل مراجعة الطبيب فور ملاحظتها ظهور علامات وأعراض الإصابة باحتباس البول، بهدف تجنّب المُضاعفات الخطِرة لهذه المُشكلة، خاصةً في حالة احتباس البول الحاد، فالطبيب هو الشخص المخوَّل بتشخيص سبب المشكلة، وتحديد العلاج المناسب لها بعيدًا عن التكهنات، وفي الآتي ذكر لبعض الخيارات العلاجيَّة التي قد يوصِي بها الطبيب:[٤]

  • القسطر البولي (Urinary catheterization): وهو العلاج الأولي الذي قد يوصي به الطبيب في حالات احتباس البول الحاد عند المرأة الحامل، ويعتمد اتخاذ الطبيب لقرار إزالة القسطرة على كمية البول، واحتمالية عودة الأعراض مرة أخرى.
  • تخفيف الضغط اليدوي (Manual decompression): وهي الطريقة الأكثر فعالية في تخفيف مشكلة انحباس الرحم، واستعادة تدفق الدم إليه.
  • التعديل اليدوي: يقوم بها الطبيب أثناء تصحيح موقع الرحم، وإزاحته إلى الجانب الأمامي.
  • العلاج الدوائي: قد يصِف الطبيب أنواع مُعينة من الأدوية التي تساهم في تخفيف احتباس البول، وربما تكون هناك حاجة للتوصية بضرورة تجنب استخدام بعض الأدوية، أو تعديل جرعاتها، أو تغييرها كليًّا في حال كانت سببًا في حدوث احتباس البول.[٢]
  • طرق أخرى: قد يوصِي الطبيب بتطبيق تمارين كيجل لتقوية عضلات أرضية الحوض، أو غير ذلك.[٢]



ما التأثيرات المتوقعة للحمل على الجهاز البولي؟

العديد من التغيرات الفسيولوجية والتشريحة تؤثر في الجهاز البولي خلال فترة الحمل، والذي قد يُسفر عنه أعراض ومشكلات مرضيَّة مختلفة، وفي الآتي ذكر أبرز هذه التغيرات:[٥][٦]

  • زيادة طول الكلى بمقدار 1-1.5 سم، وزيادة حجمها بنسبة 30%، ويُعزى ذلك إلى زيادة حجم الأوعية الدموية الكلوية، وحجم الحيز بين الأنسجة الخلوية في الكلية.
  • ارتفاع معدّل ترشيح الكبيبة (Glomerular filtration rate) لما يقارب 40-50 %، بينما لا يتغير العدد الكلي للوحدات النبوبية الكلوية (Nephrons).
  • تمدّد الحوض الكلوي (Renal pelvises)، والأنظمة الكلوية الكأسيّة (Calyceal systems)؛ ويُعزى ذلك إلى تأثير هرمون البروجستيرون (Progesterone) ومساهمته في ارتخاء العضلات الملساء.
  • زيادة حجم الرحم وضغطه على الحالبين.
  • زيادة سعة المثانة بتأثير هرمون البروجستيرون.
  • اندفاع المثانة للأعلى وباتجاه الجزء الأمامي مع زيادة حجم الرحم، ليصبح موقعها أقرب لمنطقة التجويف البطني بدلًا من وجودها في تجويف الحوض، ويحدث ذلك بصورة أوضح في الجزء الأخير من الحمل.
  •  تمدّد قاعدة المثانة.



أسئلة شائعة

ما هي المشكلات الصحية التي قد تسبب احتباس البول في الشهر التاسع؟

مجموعة من المشكلات الصحيَّة قد تكون السَّبب وراء احتباس البول عند المرأة خلال الشهر التاسع من الحمل، نذكر منها الآتي:[٣][٧]

  • عدوى المثانة، وهي من المشكلات الشائعة خلال الحمل، والتي قد تزيد أيضًا من خطورة الإصابة بعدوى في الكلى.
  • انسداد الحالبين، وهي من المشكلات النادرة التي قد تحدث خلال الحمل بسبب ظهور الحصى في المثانة أو تكوُّن الخثرات الدمويَّة.
  • المُعاناة من مشكلة الرحم المائل للأمام (Retroverted uterus).
  • ظهور الورم الليفي الرحمي (Uterine fibroids).
  • الإصابة بمرض التهاب الحوض (Pelvic inflammatory disease).
  • الإصابة بأمراض الأقراص القطنية (Lumbar discs).
  • وجود كتلة سرطانية تضغط على المثانة أو الحالبين.[١]
  • وجود مشكلات عصبية تؤثر على المثانة، كإصابات الحبل الشوكي، والسكري، والجلطة الدماغية، والتصلب المتعدّد، ومرض باركنسون.[١]

 

كيف تتعامل المرأة مع العدوى التي قد تسبِّب احتباس البول خلال الحمل؟

للتعامل مع عدوى المسالك البولية التي قد تكون سببًا في حدوث احتباس البول خلال الحمل، يتوجَّب على المرأة مراجعة الطبيب في حالة ملاحظة  ظهور أعراض عدوى المسالك البولية؛ مثل كثرة التبول، والحمّى، وألم أسفل الظهر أو الحوض، والألم أو الحرقة أثناء التبول، والغثيان، والتقيؤ، والحاجة للتبول بكثرة، إذْ يقوم الطبيب بتشخيص المشكلة، وتحديد العلاج المناسب، فغالبًا ما يصِف الطبيب أنواع معيّنة من المضادات الحيويَّة الآمنة خلال الحمل لعلاج العدوى البكتيرية.[٨]


ما هي النصائح التي قد تساهم في الوقاية من العدوى واحتباس البول خلال الحمل؟

مجموعة من النصائح التي يوصَى بها خلال الحمل قد تُساهم في الوقاية من عدوى المسالك البولية، نذكر منها الآتي:[٨]

  • تجنب استخدام المعطرات أو البخاخات المهبلية، أو الري المهبلي (Douches).
  • الحرص على تفريغ المثانة باستمرار، خاصةً قبل وبعد مُمارسة الجماع.
  • الحرص على شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم.
  • الحرص على ارتداء الملابس الداخلية القطنية.
  • تجنب استخدام المنظفات أو الصابون ذو الفعاليّة الشديدة لتنظيف المنطقة التناسلية.



المراجع

  1. ^ أ ب ت Nancy Moyer, "What Causes Urinary Retention and How Is It Treated?", healthline, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Understanding Urinary Retention in Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Acute Urinary Retention During Pregnancy—A Nationwide Population-Based Cohort Study in Taiwan", ncbi, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  4. "Acute urinary retention in pregnancy: A case presentation and review of the literature", researchgate, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  5. "Urological disorders and pregnancy: An overall experience", ncbi, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  6. "Urological problems in pregnancy", bjui-journals.onlinelibrary.wiley, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  7. "Urinary Problems During Pregnancy", healthlinkbc, Retrieved 17/1/2021. Edited.
  8. ^ أ ب Chaunie Brusie, "How to Treat a UTI During Pregnancy", healthline, Retrieved 17/1/2021. Edited.
6477 مشاهدة
للأعلى للسفل
×