محتويات
ما هو احتكاك فقرات الظهر؟
بعض مشكلات المفاصل والفقرات ترتبط أساسًا بتقدم العمر، ولا يمكن اعتبارها مرضًا بحدّ ذاته، كما هو الحال مع احتكاك فقرات الظهر، أو المعروف باسم تنكس الأقراص الفقريّة أو داء القرص التنكسي (Degenerative disc disease)؛ وهي المشكلة التي تحدث نتيجة انهيار أو اهتراء واحدة أو أكثر من الأقراص المرِنة الواقعة بين فقرات العمود الفقري، التي تسمح بثني الظهر وامتصاص الصدمات التي يتعرض لها، فيؤدي هذا التدهور إلى إثارة الألم، وربما يعاني المُصاب أيضًا من الضعف والتنميل والألم الذي ينتشر إلى الساقين. وسنتحدث في هذا المقال عن احتكاك فقرات الظهر، من حيث أسبابه، وآلية علاجه، وغير ذلك من المعلومات ذات الأهمية.[١]
ما هي مسببات احتكاك فقرات الظهر؟
يحدث احتكاك الفقرات بسبب التغيرات الطبيعيَّة التي تؤثر في الأقراص المكوِّنة للعمود الفقري، وبكلّ الأحوال، لا بدّ من مراجعة الطبيب في حالة المُعاناة من آلام الظهر للكشف عن سبب المشكلة تحديدًا وتشخيصها، ومعرفة كيفيَّة التعامل معها، فالطبيب هو الشخص المخوَّل بتشخيص الحالة والوقوف على أسباب حدوثها. وفي الآتي توضيح بعض أسباب احتكاك فقرات الظهر:[٢][٣]
- جفاف الأقراص: تتكون أقراص العمود الفقري من جزء داخلي لين، ويحيطه من الخارج جدار صلب، ومنذ الولادة، تتكوّن هذه الأقراص في معظمها من الماء، وما يحدث هو أنَّها تفقد محتواها من الماء كلما تقدَّم الشخص بالعمر، وهذا يسفر عنه انخفاض قدرتها على تقليل الاحتكاك وامتصاص الصدمات التي تتعرَّض لها، وهو ما يسبب احتكاك فقرات الظهر والشعور بالألم، وغالبًا ما تبدأ هذه المشكلة بالظهور بين عمر 30-40 عامًا، وتستمرّ بالتفاقم مع الوقت.
- الصدوع أو التشققات في الأقراص: تحدث تشقّقات دقيقة في الجدار الخارجي الصلب لأقراص العمود الفقري جرَّاء التعرُّض للإصابات الخفيفة، أو الإجهاد الناجم عن الإفراط في الحركة واستخدام الفقرات أثناء إنجاز الأنشطة اليوميَّة، وقد تكون هذه التشقّقات قريبة من الأعصاب ممَّا يُثير الألم، وفي حالة حدوث اهتراء في المحيط الصلب للقرص، قد يندفع الجزء اللين من منتصف الأقراص، مسببًا ما يعرف بالانزلاق الغضروفي أو القرص المنفتق (Herniated disk).
ما هي عوامل خطورة احتكاك فقرات الظهر؟
بعض العوامل تلعب دورًا في زيادة فرصة الإصابة باحتكاك فقرات الظهر، ونذكر في الآتي مجموعة من أبرزها:[٣]
- العمر، وهو العامل الأبرز والأكثر أهمية.
- التعرض لإصابات الظهر الشديدة.
- مُمارسة الأنشطة المتكرِّرة التي تؤثر بالضغط على بعض فقرات العمود الفقري.
- السمنة وزيادة الوزن.
- التعرُّض لحوادث المركبات.
- اتباع نمط حياة مليء بالكسل ويخلو من النشاط.
- ممارسة الرياضة بشِدَّة ودون الانتظام، والذي قد يعرِّض فقرات الظهر للضغط الشديد.
كيف يشخص الطبيب الإصابة باحتكاك فقرات الظهر؟
عند مراجعة الطبيب لتشخيص سبب الإصابة باحتكاك فقرات الظهر، فإنَّه يتبع في ذلك مجموعة من الخطوات، نذكر في الآتي بعض الأمثلة عليها:[٤][١]
- أخذ التاريخ الطبي للمُصاب، ومعرفة الأعراض التي يُعانيها، وقد يقوم بطرح مجموعة من الأسئلة المتعلِّقة بموقع الألم تحديدًا في العمود الفقري، والوقت الذي بدأ فيه الألم، وإذا ما كان للمُصاب تاريخ عائلي سابق للإصابة بهذه المشكلة، وإذا ما ظهرت الأعراض أيضًا في أجزاء أخرى من الجسم، وإذا ما تعرَّض الشخص لإصابات سابقًا تؤثر في الفقرات، كالحوادث والسقوط.
- إجراء الفحص الجسدي، وملاحظة العلامات التي يعانيها المُصاب عند أداء حركات معينة، كالانحناء، أو المشي، وما إنْ كان يشعر بألم أسفل الظهر عند لمس أو ضغط المنطقة، إلى جانب تقييم وظائف الأعصاب، وكيفية الاستجابة للمؤثرات المختلفة، وفحص القوة العضليّة وما إنْ كان الشخص يعاني من خلل في المشية.
- طلب إجراء اختبارات التصوير، فقد يوصِي الطبيب بإجراء تصوير بأشعة إكس، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو التصوير المقطعي المحوسب (Ct scan)، للكشف عن سلامة العِظام والأعصاب الواقعة بالقرب من العمود الفقري.
- التوصية بإجراء فحوصات أخرى، إنْ تطلّب الأمر ذلك، كالكشف عن وجود أورام أو غيرها من المشكلات التي قد تُلحق الضرر بالمنطقة، وبهذا يمكن الحصول على تشخيص ملائم للحالة.
كيف يعالج احتكاك فقرات الظهر؟
بعد تشخيص الطبيب لاحتكاك فقرات الظهر، فإنَّه يوصِي بالعلاج بناءً على الحالة وشِدتها، ونذكر في الآتي بعض الأمثلة على خيارات العلاج المتاحة لاحتكاك فقرات الظهر:[٣]
- العلاج بالحرارة أو البرودة: تساهم الكمادات الدافئة في تخفيف الالتهاب المسبِّب للألم، بينما تساعد البرودة على تقليل الألم المُصاحب لتلف القرص، لذا يوصي الطبيب بالطريقة الأنسب بناءً على الحالة التي يشكوها المُصاب.
- الأدوية المسكنة للألم: يمكن تسكين آلام الظهر المصاحبة لاحتكاك فقرات الظهر بتناول بعض الأدوية التي يمكن صرفها دون الحاجة لوصفة من الطبيب، كالباراسيتامول (Paracetamol)، والآيبوبروفين (Ibuprofen)، ولكنْ يجب التأكد من اتباع تعليمات الطبيب حول الجرعة التي يُمكن تناولها، ومعرفة الأعراض الجانبية التي تُصاحب تناول هذه الأدوية، وما إنْ كانت تتعارض مع أنواع أخرى من الأدوية يتناولها المريض في الوقت الراهن، ومن جانبٍ آخر، قد يصف الطبيب أنواع أخرى من المسكنات الأكثر قوّة وفعاليّة في الحالات التي لا يستجيب فيها الألم الشديد لهذا النوع من المسكنات، ولكنْ يجب الحرص على اتباع تعليماته بحذافيرها حول كيفية استخدام هذه الأدوية، والمدة التي يمكن الاستمرار فيها بتناول الدواء.
- حقن الستيرويد (Steroid): قد يقوم الطبيب بإعطاء المُصاب حقن الستيرويد في الحيز فوق الجافية (The epidural space)، فتساهم في تخفيف الألم، والالتهاب، والانتفاخ.[٤]
- العلاج الفيزيائي: في بعض الحالات يوصِي الطبيب بالخضوع للعلاج الفيزيائي على يد مُعالِج مُتخصِّص، والذي غالبًا ما يوجِّه المُصاب إلى تطبيق حركات معينة تساهم في تقوية عضلات الظهر والرقبة، وزيادة مرونتها، الأمر الذي يساهم في دعم فقرات العمود الفقري.[٤]
- العلاج الجراحي: يلجأ الطبيب أحيانًا للخيار الجراحي في الحالات التي لا يستجيب فيها المُصاب لتخفيف الألم بالطرق السابقة، وكان يعاني من تنميل في الساقين، أو ألم الظهر أو الساق الذي يعيقه عن إنجاز الأعمال اليوميّة، أو يواجه صعوبة أثنا الوقوف أو المشي، ومن الخيارات الجراحيَّة التي قد يوصِي الطبيب بها؛ جراحة التثبيت (Stabilization surgery)، أو جراحة تخفيف الضغط (Decompression surgery).[١]
- العلاج بالخلايا الجذعية (Stem cell therapy): يهدف هذا العلاج إلى تحفيز تكوين الغضاريف من تِلقاء نفسها، وقد يساعد ذلك على إصلاح الأقراص بين فقرات العمود الفقري.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث Adam Felman (17/1/2018), "All about degenerative disc disease", medicalnewstoday, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ↑ "What Is Degenerative Disk Disease?", webmd, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت Kristeen Cherney, "Everything You Should Know About Degenerative Disc Disease (DDD)", healthline, Retrieved 22/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت "What Is Degenerative Disk Disease?", webmd, Retrieved 22/12/2020. Edited.