احذر إعادة استخدام زجاجة المياه البلاستيكية!

كتابة:
احذر إعادة استخدام زجاجة المياه البلاستيكية!

عبوات المياه

انتشرت في الآونة الأخيرة أنواع عديدة وأشكال متعددة لعبوات المياه منها المعدنية أو الزجاجية وأيضًا البلاستيكية، وقد يبدو الأكثر استخدامًا الزجاجية أو البلاستيكة، فأيّهما أفضل؟ وما عيوب كل منهما؟ [١]


أيهما أفضل: عبوة المياه البلاستيكية أم الزجاجية؟

تُوضَّح بعض الفروقات بين العبوات الزجاجية والبلاستيكية على النّحو الآتي:[١]

  • العبوة الزجاجية: لا شك في أنّ شرب المياه في عبوة المياه الزجاجية له طعم مستساغ وأفضل من الأنواع الأخرى وربما قد تكون أكثر أمانًا مقارنةً بالعبوات البلاستيكية، إذ إن العبوة الزجاجية لا تُرشّح المواد الكيميائية عند تركها تحت أشعة الشمس أو الحرارة مقارنة بالعبوات البلاستيكية، لكن في الجانب الآخر فهي قابلة للكسر ولا تستمر لمدة أطول؛ مثل: العبوة البلاستيكية ومعدل إعادة تدويرها أقل وبعض الأماكن العامة لا تسمح بدخول العبوات الزجاجية، كما أنّ سعر العبوات الزجاجية أغلى من سعر البلاستيكية.
  • العبوات البلاستيكية: هي الأكثر استخدامًا، فتُعدّ ذات تكلفة تصنيع منخفضة بالنسبة للمستهلكين على الرغم من أنّ معدل إعادة التدوير لبعض المواد البلاستيكية منخفض، وأيضًا دورة حياتها قصيرة؛ فالعبوات البلاستيكية عادةً ينتهي بها المطاف في مكب النفايات وتحتاج إلى ما يقارب 700 سنة لتبدأ بالتحلل، وتكمن خطورتها في أنها قد ترشّح المواد الكيميائية للبلاستيك الموجود داخل العلبة وامتزاجه بالماء، ومن المواد الكيميائية الخطيرة التي ترشح للمياه ثنائي الفينول أ (BPA)؛ حيث منتجو العبوات يضعون علامة تحتوي على رقم 7 عند احتواء تلك العبوات على هذه المادة الكيميائية، وبعضهم قد ينتجون عبوات لا تحتوي على مادة BPA.


ما خطورة إعادة استخدام عبوات المياه البلاستيكية؟

أغلب أنواع العبوات البلاستيكية قابلة للاستخدام أكثر من مرة بعد غسلها بالماء الساخن والصابون، لكن في الآونة الأخيرة أكتُشف أنّ إعادة استخدام بعض أنواع العبوات البلاستيكية قد يشكّل خطرًا على صحة الإنسان، ومن المخاطر حسب نوع العبوة البلاستيكية ما يأتي:[٢]

  • العبوات المكتوب عليها رقم 7: قد يؤدي تكرار استخدام العبوة البلاستيكية إلى ارتشاح مواد سامة الموجودة في العبوات البلاستيكية، خاصة المكتوب عليها (الرقم 7)؛ فهي كافية لتمنع إعادة استخدامها أو حتى شرائها من الأصل، وتقترح الدراسات أنّ الطعام والشراب المحفوظين في هذه العبوات من ضمنها عبوات المياه البلاستيكية النقية قد تحتوي على كميات ضئيلة من ثنائي الفينول أ (BPA)، وإنّ تكرار إعادة استخدام العبوات البلاستيكية يسمح لها بالتمدد والتمزق مع كثرة الاستخدام والغسيل، الأمر الذي يرفع من فرصة تسرب المواد الكيميائية من خلال الشقوق التي تحدث مع مرور الوقت؛ لذا يُنصح بعدم إعادة استخدام العبوات البلاستيكية المصنوعة من البلاستيك.
  • العبوات المكتوب عليها رقم 1: من الأنواع الأشهر استخدامًا علمًا بأنّه من الآمن استخدامها لمرة واحدة فقط، ويجب عدم إعادة استخدامها؛ إذ أظهرت نتائج الدراسات أنّ هذه العبوات قد تحتوي على مواد مسرطنة محتملة؛ مثل: البولي إيثيلين تيريفثاليت، والمعروف أيضًا باسم (PET أو PETE)، كما أنّ هذا النوع من العبوات يحتوي على مادة (DEHP) وهي مادة مسرطنة.
  • العبوات المكتوب عليها رقم 3: هو أحد الخيارات السيئة للاستخدام ولإعادة الاستخدام، إذ تحتوي على مادة بولي فينيل كلوريد (PVC) التي تسبب ارتشاحها إلى السوائل المخزنة داخل تلك العبوات، وقد تحتوي مواد المسرطنة -خاصة عند حرقها-.
  • العبوات المكتوب عليها رقم 6: التي تحتوي على مادة (البوليسترين PS) التي قد تلوّث المياه الموجودة داخل تلك الأنواع من العبوات، وهي مادة مسرطنة للإنسان.
  • انبعاث مواد سامة وتراكم النفايات: تُشترى ملايين العبوات البلاستيكية في الدقيقة الواحدة، وهي لحسن الحظ قابلة للتدوير، لكن في الغالب لا يُعاد تدويرها، وإنتاج البلاستيك بحد ذاته ملوّث للبيئة فتنتج من صناعة البلاستيك غازات ومواد سامة، وتتراكم النفايات دون تحلل لمدة طويلة,


ما مخاطر مادة BPA؟

الـ (BPA) أو ثنائي الفينول أ مادة كيمائية تدخل في تصنيع الكثير من العبوات البلاستيكية التي يستخدمها الناس خلال الروتين اليومي، ومن المعروف أنّ جرعات العالية من مادة BPA مرتبطة بالعقم والعجز الجنسي للذكور وأمراض القلب ومشاكل مرضيّة أخرى، وهناك العديد من المعلبات والعبوات التي تحتوي على مادة BPA، وهذه المادة ترشّح للطعام للمياه وللمشروبات، ويتعرض البشر لها على نطاق واسع، وبعض التقارير العالمية تُبيّن أنّ المستويات الحالية من مادة (BPA) منخفضة وليست خطيرة على البشر، لكن لا شك في أنّ لها مخاطر عديدة، خاصة إن تراكمت داخل جسم الانسان مع الاستخدام المتكرر، ومن مخاطر مادة BPA ما يأتي:[٣]

  • اضطراب الغدد الصماء: إذ تسبب مادة BPA تداخلًا في إنتاج الهرمونات الطبيعية وإفرازها ونقلها وعملها في الجسم.
  • خلل في الجهاز التناسلي: أثبتت دراسة أجريت سنة 2013 م أنّ مادة BPA تؤثر في عملية نضوج البويضة عند النساء[٤]، كما أنّها تؤثر في عمل الغدد الصماء التي لها دور في الجهاز التناسلي؛ مثل: الغدة النخامية وغدة ما تحت المهاد، وهذا الخلل قد يؤثر في النضوج والبلوغ بشكل عام وعملية الإباضة؛ وبالتالي قد يسبب العقم عند النساء، كما أنّ مادة BPA تؤثر في الرجال أيضًا؛ إذ يسبب التعرض المستمر لهذه المادة حدوث مشكلات ضعف الإنتصاب ومشكلات في الرغبة الجنسية.
  • أمراض القلب: أثبتت نتائج الدراسات أنّ BPA يسبب مشكلات في القلب حتى لو كانت كميات قليلة؛ فقد تسبب BPA مشكلات القلب والأوعية الدموية؛ مثل: أمراض الشرايين التاجية، والذبحة الصدرية، والنوبات القلبية، وارتفاع ضغط الدم، وقد تسبب عدم انتظام في نبضات القلب وتصلب الشرايين.
  • داء السكري: قد تزيد نسبة مقاومة الإنسولين مع مادة BPA وإن كانت بنسب قليلة، وبالتالي قد تزيد نسبة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • التأثير في نمو دماغ الجنين: فقد أثبتت نتائج العديد من الدراسات أنّ التعرض المتكرر لمادة BPA خلال مرحلة الحمل يؤثر في نمو دماغ الجنين وتطوره، فهي تؤثر في مستويات هرمون الإستروجين والحمض الأميني، الأمر الذي قد يسبب توتر الطفل عند الولادة.
  • سرطان الثدي وسرطان البروستاتا: يعتقد العلماء أنّ BPA الذي قد يشبه الإستروجين قد يزيد من فرصة الإصابة بسرطان الثدي وسرطان البروستاتا وغيرها من السرطانات، وأثبتت دراسة أنّ BPA لعلّها تؤثر في العلاج الكيماوي في حالة سرطان الثدي.[٥]
  • الربو: أثبتت دراسة نُشرت سنة 2016 م أنّ التعرض لهذه المادة خلال مرحلة الحمل -خاصة الشطر الثالث منها- يزيد من تعرض الجنين عند الولادة لصفير في التنفس والإصابة بمرض الربو.[٦]


نصائح للحد من مخاطر التعرض لمادة BPA؟

قد لا يبدو من السهل الحدّ من التعرض لمادة BPA لانتشارها الواسع في كلّ المجالات، لكن قد توجد بعض الأمور التي تخفف من التعرض لتلك المادة، ويجدر ذكر أنّ الابتعاد عن التعرض لمادة BPA لمدة ثلاثة أيام عن طريق تناول الأطعمة الطازجة والابتعاد عن المواد البلاستيكية يسبب انخفاضًا ملموسًا في مستوى هذه المادة في الجسم. ومن الأمور التي تخفف من التعرض لتلك المادة الآتي:[٣]

  • اختيار عبوات الأكل والشرب المكتوب عليها خالية من مادة BPA.
  • شراء الطعام والشراب وحفظهما في عبوات زجاجية قدر الإمكان.
  • استخدام طعام مجمّد أو جاف أو طازج، والابتعاد عن الطعام المُعلّب.
  • الامتناع عن تسخين الطعام داخل جهاز الميكروويف في عبوات بلاستيكية.
  • عدم وضع العبوات البلاستيكية داخل الجلّاية أو استخدام منظفات قوية.
  • اختيار ألعاب خشبية بدلًا من البلاستيكية.
  • إرضاع الطفل رضاعة طبيعية، والابتعاد عن الرضاعة الصناعية التي تلزم استخدام رضعة بلاستيكية.


المراجع

  1. ^ أ ب "Steel, Glass, and/or Plastic Bottles: What is the best choice?", www.canr.msu.edu, Retrieved 30-6-2020. Edited.
  2. "The Dangers of Reusing Plastic Bottles", www.thoughtco.com, Retrieved 1-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب "How does bisphenol A affect health?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2-7-2020. Edited.
  4. "Bisphenol-A and Human Oocyte Maturation in Vitro", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2-7-2020. Edited.
  5. "Trumped Treatment?: BPA Blocks Effects of Breast Cancer Chemotherapy Drugs", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2-7-2020. Edited.
  6. "Bisphenol A and Hormone-Associated Cancers: Current Progress and Perspectives", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2-7-2020. Edited.
5207 مشاهدة
للأعلى للسفل
×