محتويات
ضغط الدم المرتفع
يُعرَف ضغط الدم بأنَّه القوة التي تحرك الدم عبر الدورة الدموية في الجسم، وهو أحد العمليات الحيوية التي يتم من خلالها تبادل الأكسجين والغذاء بين أنسجة وأعضاء الجسم، وتخليصها من الفضلات السَّامة الناتجة عن عملية الأيض، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والسُّموم، كما يعمل ضغط الدم على توصيل خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة لدعم نظام المناعة، وتوفير الهرمونات في الدم، مثل الأنسولين.
ينتج ضغط الدم مع كل نبضة قلب، ويُمثَّل قياسه الدم برقمين؛ يشير الرقم الأعلى إلى الضغط الانقباضي الناتج عن تقلُص عضلة القلب لضخ الدَّم، ويشير الرقم الأسفل إلى الضغط الانبساطي، وهو فترة انبساط عضلة القلب، ويُمثِّل فترة الراحة القصيرة بين دقات القلب. وتجدر الإشارة إلى أنَّ اتباع التدابير المنزلية والوقائية هي الطريقة الأفضل أحيانًا في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، وعلاجه خصوصًا في المراحل الأولى منه.[١]
العلاجات الدوائية لضغط الدم المرتفع
تُقسم علاجات ارتفاع ضغط الدَّم إلى عدة فئات، وكل فئة توصف تبعًا لحالة المُصاب، وتتضمن الخيارات العلاجية ما يأتي:[٢]
- مدرات البول: تُدعى أدوية مدرات البول أحيانًا حبوب الماء، وتُساعد الكلى على التخلص من الماء الزائد وأملاح الصوديوم من الجسم، مما يُقلل من حجم السائل الذي يمر عبر الأوعية الدموية، ويخفض ضغط الدم، وهناك ثلاثة أنواع من مدرات البول، وهي كما يأتي:
- مدرات البول الثيازيدية، ومن الأمثلة عليها كلورثاليدون (Chlorthalidone).
- مدرات البول الموفرة للبوتاسيوم، ومن الأمثلة عليها الأميلورايد (Amiloride).
- مدرات البول الحلقية، مثل: فيوروسيميد (Furosemide).
- مدرات البول المركبة، والتي تتضمن اختيار أكثر من مدر للبول للعلاج معًا.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: يعمل هذا العلاج على تقليل إنتاج هرمون أنجيوتنسين 2، الذي يُسبب تضيق الأوعية الدموية، وعندما يقل إنتاجه تتوسع الأوعية الدَّموية وينخفض ضغط الدم، ومن الأمثلة عليها: كابتوبريل (Captopril)، وليسينوبريل (Lisinopril).
- مضادات مستقبلات الانجيوتينسن: تمنع هذه الأدوية عمل الأنجيوتينسن 2 عن طريق الارتباط بمستقبلاته ومنع تأثيره المُسبِّب لتضيُّق الأوعية الدموية، وهذا بدوره يؤدي إلى خفض ضغط الدَّم، ومن هذه الأدوية كانديسارتان (Candesartan)، ولوزارتان (Losartan).
- حاصرات قنوات الكالسيوم: يُساهم الكالسيوم في عملية انقباض العضلات، وتقوم أدوية حاصرات قنوات الكالسيوم بمنع دخوله إلى خلايا القلب والاوعية الدَّموية، مما يُقلل من قوة تقلُّص عضلة القلب في كل نبضة، ويُساهم في استرخاء الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى خفض ضغط الدَّم، ومن الأمثلة على هذه الأدوية أملوديبين (Amlodipine)، وديلتيازيم (Diltiazem).
- حاصرات مستقبلات بيتا: تساعد أدوية حاصرات مستقبلات بيتا على تقليل سرعة نبضات القلب، وضخ كمية أقل من الدم عبر الأوعية الدموية مع كل نبضة، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، ومن الأمثلة عليها أتينولول (Atenolol)، وبروبرانولول (Propranolol).
- حاصرات مستقبلات ألفا-بيتا: تُعد حاصرات مستقبلات ألفا-بيتا ذات تأثير مشترك، وهي من أنواع حاصرات مستقبلات بيتا ذات التأثير المشترك، فيعمل تأثيرها كحاصرات لمستقبلات ألفا على تقليل تضيُّق الأوعية الدموية، ويعمل تأثيرها كحاصرات لمستقبلات بيتا على إبطاء معدل ضربات القلب، ومن الأمثلة عليها لابيتالول هايدروكلورايد (Labetalol hydrochloride)، وكارفيديلول (Carvedilol).
- حاصرات ألفا -1: تمنع حاصرات مستقبلات ألفا 1 ارتباط هرمونات النورإيبينيفرين والإيبينيفرين بمُستقبلات ألفا-1، إذ يؤدي ارتباطها إلى تضيُق الأوعية الدموبة ورفع ضغط الدَّم، وزيادة ضربات القلب، بالتالي فإن منع حاصرات ألفا-1 لهذا الارتباط يوسِّع الأوعية الدموية، ويخفض معدل ضربات القلب، مما يُساهم في انخفاض الضغط، ومن الأمثلة على هذه الأدوية دوكسازوسين (Doxazosin).
- منبهات مستقبلات ألفا -2: عند تنشيط مستقبلات ألفا-2 فإنها تمنع إفراز هرمون النورإيبينفرين، بالتالي تمنع تقلُّص الأوعية الدموية وتقلل من ضغط الدم، ومن الأمثلة عليها كلونيدين (Clonidine)، بالإضافة إلى الميثلدوبا (Methyldopa) المُستخدَم أثناء الحمل.
- موسعات الأوعية الدموية: تُساعد في استرخاء عضلات جدران الأوعية الدموية، مما يسمح بتدفُّق الدم بسهولة، ومن الأمثلة عليها هيدرالازين (Hydralazine)، ومينوكسيديل (Minoxidil).
العلاجات الطبيعية لضغط الدم المرتفع
تساهم بعض الأعشاب في خفض ضغط الدم المرتفع، ويجب قبل استخدامها استشارة الطبيب؛ فقد تؤدي بعض الأعشاب -خاصةً بكمياتٍ كبيرة- إلى حدوث آثارٍ جانبيةٍ غير مرغوب بها أو قد تتداخل مع بعض الأدوية، ومن أبرز هذه الأعشاب ما يلي:[٣]
- الريحان: يُعد الريحان من الأعشاب ذات النكهة اللذيذة، كما أنه يساعد في خفض ضغط الدم؛ إذ تبين أنّ الأوجينول -وهو مركبٌ كيميائي موجود في الريحان- قد يُعيق عمل بعض المواد التي تُسبب تضيُّق الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى انخفاض الضغط، ويُمكن إضافته إلى السلطات والشوربات، مع ذلك توجد حاجةٌ إلى مزيدٍ من الدراسات لتحديد مدى فعاليته.
- القرفة: لوحظ أن مستخلصات القرفة قد تقلل من ارتفاع ضغط الدم، وتجدر الإشارة إلى أنها تعد من التوابل التي تسهل إضافتها إلى العديد من الأطعمة.
- الزعرور البري: يُعد الزعرور البري من العلاجات العشبية التي استُخدمت في الطب الصيني التقليدي منذ آلاف السنين، وقد لوحظ أنّ لمستخلصاته فوائد عدة لصحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك المساهمة في خفض ضغط الدم، والحماية من تصلب الشرايين، وتقليل مستوى الكوليسترول، ويمكن تناول مكملات هذه العشبة على شكل أقراص، أو مستخلصاتٍ سائلة، أو تناولها كالشاي.
- اللافندر الفرنسي: مستخلصات اللافندر قد تساهم في خفض معدل نبضات القلب وضغط الدم، ويمكن استخدام الزهور في المنتجات المخبوزة، بالإضافة إلى إمكانية استخدام الأوراق.
- بذور الكرفس: تُستخدم بذور الكرفس عادةً في الأطعمة كالحساء واليخنات لإضفاء نكهة لذيذة، وقد استُخدمت تلك البذور منذ القِدَم في الطب الصيني لعلاج ارتفاع ضغط الدم. ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن أن يكون للكرفس تأثير مُدر للبول، مما قد يفسر دوره في خفض ضغط الدم، ولعلاج ارتفاعه يمكن استخدام البذور أو تناول النبات كالعصير.
- نبات مخلب القط: هو من العلاجات العشبية التي استُخدمت في الطب الصيني لعلاج ارتفاع ضغط الدم واضطرابات الجهاز العصبي، إذ يخفض ضغط الدم من خلال تأثيره في قنوات الكالسيوم الموجودة في خلايا الجسم، ويتوفر هذا النبات على شكل مكملاتٍ غذائية.
- الهيل: يُستخدم الهيل كتوابل في المأكولات في بلاد جنوب آسيا، ولوحظ أنه يخفض ضغط الدم المرتفع عند تناوله بانتظام، ويُمكن إضافته إلى الشوربات واليخنات والمخبوزات.
- بذور الكتان: تحتوي بذور الكتان على نسبة مرتفعة من أحماض أوميغا 3 الدهنية، وتُساهم في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين، وذلك بتقليل نسبة الكوليسترول في الدم، بالإضافة إلى خصائصها المضادة للأكسدة، ودورها في تحسين حساسية الخلايا للأنسولين.
- الثوم: يحتوي الثوم على مواد تزيد من تراكم أكسيد النيترك داخل الجسم، مما يساهم في تمدد الأوعية الدموية وتوسيعها، بالتالي يُسهِّل تدفُق الدم فيها ويخفض الضغط، ويُمكن تناول الثوم الطازج أو على شكل مكمل غذائي.
- الزنجبيل: إذ يُحسِّن الدورة الدموية ويُرخِّي العضلات المحيطة بالأوعية الدموية، مما يساهم في تقليل ضغط الدم فيها.
العلاجات المنزلية لضغط الدم المرتفع
يمكن الاستعانة ببعض الأساليب العلاجية الطبيعية أو القيام ببعض الممارسات التي من شأنها تحسين عمل القلب وتقليل ضغط الدم، وفي ما يأتي توضيح لها:[٤][٥]
- ممارسة المشي والرياضة بانتظام: إذ إنّ ممارسة النشاط البدني مثل: المشي، والركض، وركوب الدراجات، والسباحة، وغيرها، لمدة 150 دقيقةً في الأسبوع من شأنها أن تخفض 5-8 مليمتر زئبقي من ضغط الدم لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم.
- تناول الأصناف الغذائية الغنية بالبوتاسيوم: لتخليص الجسم من الصوديوم، بالتالي تقليل الضغط الناجم عن ارتفاع نسبته، ومن الأغذية الغنية بالبوتاسيوم ما يأتي:
- الخضروات، خاصةً الورقية منها، والطماطم، والبطاطا، والبطاطا الحلوة.
- الفاكهة، مثل: البطيخ، والموز، والأفوكادو، والبرتقال، والمشمش.
- منتجات الألبان، مثل: الحليب، والزبادي.
- الأسماك، مثل: سمك التونة، وسمك السلمون.
- أنواع أخرى، مثل: المكسرات، والبذور.
- تناول الشوكولاتة الداكنة: نظرًا لاحتوائها على الفلافونيدات، وهي مكونات نباتية تعمل على توسيع الأوعية الدموية.
- ممارسة التأمل أو التنفس العميق: تُسهم هذه الممارسات في التقليل من التوتر والقلق بنسبة كبيرة.
- التقليل من تناول الصوديوم: يُحسن التقليل من تناول الصوديوم في الغذاء من صحة القلب، ويخفض ضغط الدم لمرضى ارتفاعه بما يقارب 5-6 مليمتر زئبقي، لذا يُنصح باختيار بدائل غذائية مُنخفضة الصوديوم، وتناول كميات أقل من الأطعمة المُصنعة، وعدم إضافة الملح إلى الطعام، والاستعاضة عن ذلك بإضافة التوابل والأعشاب لإضفاء النكهة المطلوبة.
- التقليل من الكافيين: يمتلك الكافيين تأثيرًا أكبر على الأشخاص غير المعتادين على شربه والذين لا يشربونه باستمرار، فقد وجد أنهم يتأثرون بنسبة كبيرة؛ إذ من الممكن أن يرتفع ضغط الدم بمقدار 10 ملليمتر زئبقي لديهم عند استهلاكه.
- تجنب الضغط النفسي والتوتر: إذ يعدّ التوتر والضغط النفسي عاملين رئيسين لارتفاع ضغط الدم؛ إذ يستجيب الجسم للتوتر بزيادة سرعة خفقان القلب وتضيق الأوعية الدموية، مما يسبب ارتفاع ضغط الدم.
- الامتناع عن التدخين: وُجد أنّ هناك علاقةً وثيقةً بين التدخين وارتفاع ضغط الدم، ولا تؤثر هذه العادة السيئة في ضغط الدم فحسب، بل يمتد تأثيرها إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
- فقدان الوزن الزائد: يُحسن فقدان الوزن من قدرة الأوعية الدموية على التمدد والتقلص، كما يمكن أن تسبب السمنة توقف التنفس أثناء النوم، مما يزيد من ارتفاع ضغط الدم، ويحدد قياس محيط الخصر تأثير السمنة في ارتفاع ضغط الدم؛ إذ يزداد خطر الإصابة لدى الرجال الذين يزيد محيط الخصر لديهم عن 102 سنتيمتر، مقابل 89 سنتيمترًا لدى النساء.
مراحل ارتفاع ضغط الدم
تتكون قراءة ضغط الدم المُقاسة من رقمين؛ يمثل الرقم العلوي قيمة الضغط الواقع على الشرايين خلال الحالة الانقباضية للقلب، ويمثل الرقم السفلي ذات القيمة لكن في الحالة الانبساطية للقلب، ويتم قياس هاتين القيمتين بالملليمتر الزئبقي، وفي ما يأتي توضيح لتصنيف قياسات ضغط الدم الرئيسة:[٦]
- ضغط الدم الطبيعي: إذ تكون القراءة أو القيمة الطبيعية لضغط الدم أقل من 120/80 ملليمترًا زئبقيًّا.
- ضغط الدم المرتفع: فعند ارتفاع ضغط الدم تترواح القيمة الانقباضية لضغط الدم بين 120-129 ملليمترًا زئبقيًّا، بينما تقل القيمة الانبساطية لضغط الدم عن 80 ملليمترًا زئبقيًّا، ومن الجدير بالذكر أنّ تلك القيمة قد ترتفع مع مرور الوقت في حال إهمال العلاج والطرق الوقائية.
- المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم: إذ تتراوح القيمة الانقباضية لضغط الدم بين 130-139 ملليمترًا زئبقيًّا، بينما تتراوح القيمة الانبساطية لضغط الدم بين 80-89 ملليمترًا زئبقيًّا.
- المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم: التي تعد المرحلة الأشد من ارتفاع ضغط الدم، إذ تساوي أو تفوق القيمة الانقباضية لضغط الدم 140 ملليمترًا زئبقيًّا، بينما تساوي أو تفوق القيمة الانبساطية لضغط الدم 90 ملليمترًا زئبقيًّا.
نصائح للوقاية من ضغط الدم المرتفع
يُمكن منع ارتفاع ضغط الدم باتباع النصائح الوقائية التالية:[٧]
- اتباع نظام غذائي صحي، وذلك بالتقليل من كمية الملح في الطعام، وزيادة تناول الخضار والفواكه والأطعمة الغنية بالألياف.
- تجنب شرب الكحول.
- محاولة فقدان الوزن الزائد.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- التقليل من تناول المشروبات والأطعمة المحتوية على الكافيين.
- تجنب التدخين.
المراجع
- ↑ Markus MacGill (6-2-2019), "What is a normal blood pressure?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
- ↑ "High Blood Pressure Treatment", www.healthline.com,27-2-2019، Retrieved 8-11-2019. Edited.
- ↑ "10 Herbs That May Help Lower High Blood Pressure", www.healthline.com,30-1-2019، Retrieved 8-11-2019. Edited.
- ↑ Kerri-Ann Jennings (31-6-2017)، "Fifteen natural ways to lower your blood pressure"، www.medicalnewstoday.com Retrieved 7-11-2019. Edited،
- ↑ mayo clinic staff (9-1-2019), "10 ways to control high blood pressure without medication"، www.mayoclinic.org, Retrieved 7-11-2019. Edited.
- ↑ "High blood pressure (hypertension)", www.mayoclinic.org, Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ↑ "High blood pressure (hypertension) ", www.nhs.uk,23-10-2019، Retrieved 8-11-2019. Edited.