مفهوم الطلاق الرجعي
إن مما شرعه الله -تعالى- لعباده الطلاق، وذلك إذا تحولت الحياة الأسرية إلى جحيم لا يطاق، ولم يمكن هناك إمكانية لإصلاح أحوالها بأي شكل كان، وأول أنواع الطلاق الذي شرعه الله -تعالى- الطلاق الرجعي.
وقد بيّن العلماء مفهوم الطلاق الرجعي بأنّه الطلاق الذي يملكُ فيه الزوج حق إرجاع زوجته إلى عصمته في فترة العدة، وذلك من دون رضاها أو اختيارها، ودون عقد ومهر جديد، وذلك بقصد إرجاعها إلى حياتها وأسرتها لا بقصد الإضرار بها.[١][٢]
أحكام الطلاق الرجعي
بيّن العلماء مجموعة من الأحكام التي تتعلق بالطلاق الرجعي، والتي سنبينها من خلال النقاط الآتية:[٢]
- يكون الطلاق رجعيًا بعد تطليق الزوج لزوجته الطلقة الأولى أو الثانية وقبل انتهاء العدة، أما الطلقة الثالثة فيصبح الطلاق بينونة كبرى، ولا تحل له حتى تتزوج غيره.
- إذا طلق الرجل زوجته الطلقة الأولى فله أن يراجعها دون مهر وعقد جديد ما دامت في العدة، وكذلك في حال طلقها الطلقة الثانية فله أن يرجعها قبل انتهاء العدة دون مهر أو عقد جديد.
- تبقى المرأة زوجة في حال الطلاق الرجعي، وفي فترة العدة، فيمكن للرجل أن يرثها وهي ترثه كذلك، ولها الحق في السكن والنفقة، وله أن يستمتع بها وأن يطأها.
- إذا انتهت العدة للطلاق الرجعي في الطلقة الأولى والثانية، ولم يرجع الرجل الزوجة إلى عصمته، فإن الطلاق ينقلب إلى بائن بينونة صغرى، وعندها لا يحق له إرجاعها إلا بمهر وعقد جديدين وبرضاها أيضًا.
- يمكن للمرأة إذا انتهت عدتها من الطلاق الرجعي ولم يرجعها الزوج إلى عصمته أن تتزوج برجل آخر، ولها أن تعود لزوجها بحسب ما تريد.
- الطلاق يكون رجعيا بشرط أن لا يكون قبل الدخول، فإذا طلق الرجل زوجته قبل الدخول كان الطلاق بينونة صغرى.
- تعتدّ المرأة المطلقة رجعيًا في بيت زوجها، وذلك لكي يكون هناك احتمال لأن يرجعها لعصمته.
- يستحب للمطلقة طلاقًا رجعيًا أن تتزين لزوجها وتتطيب له، وذلك ليكون باعثًا على أن يراجعها ويرغب بها خلال العدة.
- لا يجوز للرجل أن يخرج زوجته من بيتها في فترة العدة من الطلاق الرجعي حتى تنقضي العدة.
- لا يعتبر الطلاق الذي يكون على مال من الزوجة طلاقًا رجعيًا، لأنه في حكم الخلع لا الطلاق الرجعي.
آثار الطلاق الرجعي
يترتب على الطلاق الرجعي مجموعة من الآثار، والتي نبينها من خلال ما يلي:[٣]
- نقص عدد الطلقات
يترتب على الطلاق الرجعي أن عدد الطلاق يقل، فالرجل ابتداء يملك ثلاث طلقات، فإذا طلق الرجل زوجته طلاقًا رجعيًا قلت الطلقات إلى اثنتين وهكذا، فإن طلق الطلقة الثانية كانت رجعية أيضًا حتى انتهاء العدة، ثم الطلقة الثالثة تكون بينونة كبرى.
- انتهاء الرابطة الزوجية بانتهاء العدة
إذا طلق الرجل زوجته طلاقًا رجعيًا وانقضت العدة ولم يراجع زوجته ويرجعها إلى عصمته، فإن الرابطة الزوجية تنتهي بانتهاء العدة.
- إمكان المراجعة أثناء العدة
يملك الرجل أن يرجع المرأة إلى عصمته في حال الطلاق الرجعي، ودون عقد أو مهر جديدين، كما أنه يلحق المرأة طلاق الرجل وظهاره وإيلاؤه، وكذلك لعانه، ويحق لها أن تختلع منها أثناء العدة.
المراجع
- ↑ محمد طاهر الجوابي (2000)، المجتمع والأسرة في الإسلام (الطبعة 3)، صفحة 152. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، صفحة 209 - 211، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي (الطبعة 4)، سوريا:دار الفكر، صفحة 6962 - 6964. بتصرّف.