احمرار الجلد المفاجئ

كتابة:
احمرار الجلد المفاجئ

هل يقلق احمرار الجلد المفاجئ؟

من منَّا لم يشكو احمرار بشرته في ظرفٍ أو حالة معيَّنة، دعته لتفقد المجوهرات التي يرتديها، أو البدء باسترجاع ذاكرته حول ما تناوله من طعام أو شراب أو أدوية، أو ملامسته لمواد كيماويَّة، أو غير ذلك من الأمور التي يظنّ أنها السَّبب، في الحقيقة، يُعدّ احمرار الجلد واحدًا من مشكلات البشرة الشائعة بين الأفراد من مُختلف الأعمار، فثمَّة أسباب عديدة ومتنوِّعة قد تكمن وراء حدوث هذه المشكلة، العديد منها بسيط ولا يدعو للقلق، ويمكن التعامل معه في المنزل دون الحاجة لمراجعة الطبيب، غير أنَّ احمرار الجلد الذي يظهر بصورة مفاجئة وينتشر في الجسم بسرعة، خاصةً إنْ كان مصحوبًا بأعراض أخرى، قد يكون عَرَضًا لوجود مشكلة صحيَّة تستدعي طلب الرعاية الطبية في أقرب فرصة مُمكنه، للحصول على التشخيص والعلاج المناسب، فما هي الأسباب الكامنة وراء احمرار الجلد المفاجيء؟ وكيف يمكن التعامل معه؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال، بالإضافة إلى معلومات أخرى ذات أهمية.[١]


ما هي أسباب احمرار الجلد المفاجئ؟

العديد من الأسباب قد تؤدي إلى احمرار الجلد المفاجيء، ومن الصعب حصرها جميعًا في هذا المقال، ولكنْ يعدّ الطبيب الشخص المسؤول عن تشخيص الحالة وتحديد السبب الكامن وراء حدوثها بعيدًا عن التكهنات، وفي الآتي مجموعة من المشكلات والأسباب التي قد تؤدي إلى احمرار الجلد:[١]


  • التهاب الجلد أو الإكزيما (Eczema): أنواع عديدة تندرج تحت مشكلة التهاب الجلد، فهناك الأكزيما التأتبية (Atopic dermatitis)؛ التي تستمر لفترات طويلة، وغالبًا ما تظهر على الأطفال، والتهاب الجلد التماسي (Contact dermatitis)؛ الذي يحدث بمجرّد تلامس الجلد مع مواد تسبِّب تهيّجه وإثارة الحساسيَّة فيه، وغيرها الكثير من الأنواع التي عادةً ما يُصاحبها ظهور بقع محمرّة، ومتقشِّرة، وتُثير الحكة على الجلد، في الجزء الذي تعرَّض للالتهاب.


  • حساسية الأدوية: البعض يُعاني من حدوث ردّ فعل تحسّسي في جسده بعد استخدام أنواع معينة من الأدوية، كأدوية الصرع، والبنسلين، وغيره من المُضادات الحيوية، والأدوية الكيماوية، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs)، فتظهر عليه أعراض احمرار الجلد، والحكة، والطفح الجلدي، وغيره، أمَّا في الحالات الشديدة، فقد يكون احمرار الجلد مصحوبًا بأعراض أخرى أكثر خطورة، وتستدعي طلب الرعاية الطبيَّة الطارئة، لأنها قد تكون دليلًا على الإصابة بصدمة الحساسيَّة، ومن هذه الأعراض؛ الارتباك، والدوخة، وصعوبة التنفس، وتسارع نبض القلب.


  • الطفح الناجم عن الحرارة: تظهر أعراض الطفح الجلدي أحيانًا نتيجة التعرض للرطوبة أو الحرارة، وقد يُسفر عن هذا الطفح ظهور بقع محمرّة وتُثير الحكة، وربما يُصاحبه انتشار حبوب صغيرة على الجلد.


  • الهربس النطاقي (Shingles): هي إحدى أنواع العدوى الفيروسية التي تسبِّب ظهور بثور أو طفح جلدي محمرّ، عادةً على منطقة الجذع، ولكنَّها قد تؤثر أيضًا في أيْ جزء في الجسم، ويمكن القول أنَّ معظم حالات الإصابة بعدوى الهربس النطاقي تبدء بحرقة أو وخز في المنطقة المُصابة بالعدوى قبل ظهور الطفح الجلدي.


  • الحمّى القرمزية (Scarlet fever): هي إحدى أنواع العدوى البكتيرية التي غالبًا ما تُصيب الأطفال والرضع، وتظهر على صورة طفح جلدي محمرّ، قد يكون خشِنًا، إلى جانب أعراض أخرى مُحتملة: كالألم العضلي، وتورم الرقبة، والإصابة بالغثيان، والتقيؤ، والصداع، وآلام البطن.


  • التهاب الهلل أو التهاب النسيج الخلوي (Cellulitis): هي إحدى أنواع العدوى الجلدية الناجمة عن إصابة البكتيريا طبقات الجلد السفلية، ممَّا يُسفر عنه احمرار، وانتفاخ، وألم عند ملامسة الجزء المُصاب، ومن المُمكن أنْ تُصاحب هذه العدوى أعراض أخرى؛ كالحمى، والنعاس، والغثيان، والفشعريرة، وصعوبة التركيز، وهنا يجدر التنبيه أنَّ عدم علاج هذه العدوى قد يكون سببًا في حدوث مضاعفات شديدة.


  • العدّ الوردي (Rosacea): وهي من الاضطرابات التي يعاني منها العديد من الأفراد، والتي تتميّز بظهور الطفح الجلدي المحمرّ على البشرة بسهولة، إلى جانب أعراض أخرى تعتمد على نوعالعدّ الوردي الذي يعانيه الفرد، فأحيانًا يكون مصحوبًا بتورم الجلد وحساسيته للمس، أو ظهور حبوب شبيهة بحب الشباب، أو انتفاخ وتورم جفن العين، وغيرها من الأعراض المحتملة.[٢]



  • الحروق: يتعرَّض الجلد في بعض الحالات للحروق بأنواعها، سواءً كانت حرقًا كيميائيًّا، أو حرق من أشعة الشمس، أو حرق كهربائيّ، أو حرق ناجم عن الاحتكاك، أو التعرض للإشعاع، فيظهر على صورة احمرار، يُثير الألم أو الحكة، مع ظهور القشور، وربما تجمّع السوائل، اعتمادًا على درجة الحرق.[٢]


  • الذئبة (Lupus): هي إحدى أمراض المناعة الذاتية التي يُهاجم فيها الجهاز المناعي أجزاء سليمة في الجسم، وعندما يؤثر في الجلد فهو يظهر على صورة طفح جلدي، واحمرار، وتقرّحات في الفم والأنف، وبقع مقشرة على الجلد شبيهة بحروق الشمس.[٢]


  • الصدفية: وهي أيضًا من أنواع أمراض المناعة الذاتيّة التي يُصاحبها زيادة سرعة تكون الجلد في بعض أجزاء الجسم، ممَّا يؤدي إلى زيادة سُمكه، واحمراره، وارتفاعه، وتقشّره، وغيرها من الأعراض المحتملة.[٢]



كيف يمكن التعامل مع احمرار الجلد المفاجئ؟

يجب على الشخص المصاب باحمرار الجلد مراجعة الطبيب فورًا في حالة ظهور الاحمرار إلى جانب بعض الأعراض الأخرى؛ كفقدان الوعي، والألم الشديد، وصعوبة التنفس، والحروق الجلدية، والاحمرار بالقرب من العينين، كما تعدّ زيارة الطبيب ضرورية في حالة تلقي عضة من الحيوانات تؤدي إلى احمرار الجلد، وعمومًا، يُنصح دائمًا بزيارة طبيب الجلدية لمعرفة أسباب احمرار الجلد المفاجيء، وكيفية التعامل معها.[٣]


إذْ تعتمد آلية علاج احمرار الجلد المفاجيء على السَّبب الذي أدى لحدوث هذا الاحمرار، وفي الآتي بعض الأمثلة على ذلك:[٢]


  • احمرار ناجم عن حروق الشمس: يمكن التعامل مع الحروق البسيطة بتبريد المنطقة، وعدم العبث بالبثور المتكوِّنة، وتناول مسكنات الألم عند الحاجة، بينما تستدعي الحروق الشديدة مراجعة الطبيب والحصول على العلاج المتخصِّص، الذي ربما ينطوي على الجراحة.
  • احمرار الجلد الناجم عن الصدفية: يهدف العلاج في هذه الحالة إلى السيطرة على أعراض الصدفيَّة اعتمادًا على نوعها، وغالبًا ما ينطوي على تجنّب المحفزات التي تُثير اشتعال أعراضها، والحفاظ على اتباع نمط حياة صحي وسليم، واتباع نظام صحي للعناية بالجلد، وقد يصِف الطبيب أنواع معينة من الأدوية، كالحقن المضادّة للالتهاب، والستيرويدات، وغيرها.
  • احمرار الجلد الناجم عن العدّ الوردي: على المُصاب تجنب المحفزات التي تُثير ظهور أعراض العدّ الوردي نظرًا لعدم توفر علاج يشفي من المرض، بالإضافة إلى تغيير نمط الحياة، وربما يصِف الطبيب بعض الاأدوية للسيطرة على الأعراض المزعجة التي يُعانيها المُصاب، مثل؛ قطرات العيون، والمضادات الحيوية، وربما يلجأ للعلاج بالليزر، أو غيرها من وسائل العلاج.


  • احمرار الجلد الناجم عن الحساسية أو تهيج الجلد: في هذه الحالة يجب تجنّب العوامل التي تؤدي إلى حدوث الحساسية والتهيج، مع الحرص على تنظيف المنطقة المتأثرة بالصابون والماء، وتجفيفها، وقد يوصِي الطبيب باستخدام المستحضرات الموضعية لتخفيف الاحمرار، أو تناول الأدوية التي تحتوي على مضادات الهستامين لتخفيف التهيج.[٣]
  • احمرار الجلد الناجم عن العدوى: في بعض الحالات التي يكون فيها احمرار الجلد ناجمًا عن عدوى بكتيرية، يصِف الطبيب المضادات الحيوية لتخفيف أعراض الالتهاب.[٣]



كيف يشخص الطبيب احمرار الجلد المفاجئ؟

عند مراجعة الطبيب، فإنه غالبًا ما يتبع مجموعة من الخطوات لتشخيص سبب احمرار الجلد، في الآتي توضيح ذلك:[٣]

  • إجراء الفحص الجسدي، وملاحظة طبيعة احمرار الجلد.
  • طرح الأسئلة على المُصاب حول طبيعة الأعراض، وتكرار حدوثها، ونوع الأنشطة التي يمارسها في الوقت الحالي، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض جلدية، وإذا ما كان يتناول أدوية أو مستحضرات جديدة للبشرة، أو التواجد حول أشخاص آخرين لديهم نفس الطفح الجلدي.
  • طلب إجراء فحوصات أخرى، كأخذ خزعة من الجلد وفحصها في المختبر، أو إجراء اختبار الحساسية لتحديد كيفية تفاعل الجلد مع محفزات معيّنة.

المراجع

  1. ^ أ ب Aaron Kandola (30/10/2018), "What can cause red skin?", medicalnewstoday, Retrieved 8/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Helen Massy , "What Causes Skin Redness?", verywellhealth, Retrieved 8/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث healthline, "Skin Redness", healthline, Retrieved 8/12/2020. Edited.
2286 مشاهدة
للأعلى للسفل
×