احمرار تحت العين عند الاطفال

كتابة:
احمرار تحت العين عند الاطفال

احمرار تحت العين عند الأطفال

يتزامن احمرار المنطقة الواقعة تحت العين لدى الأطفال مع العديد من الاضطرابات الجلديّة المُختلفة، التي يرتبط بعضها بالحساسيّة أو الجفاف في الجلد، وقد يُصاحبها في بعض الأحيان احمرار في العين نفسها، أو تورّم في المنطقة المُحيطة بها، وفي حالات قليلة قد يُعاني الطفل أيضًا من ألم في العين المُصابة، بالإضافة لأعراض أُخرى تختلف وفق مُسبّب المُشكلة بالضبط، فكيف يُمكن التخفيف من الاحمرار وعلاجه؟ وهل تستدعي جميع الحالات مُراجعة الطبيب واستشارته؟[١]


متى يجب مراجعة الطبيب؟

قد تجد مُعظم الأمّهات الراحة باستشارة الطبيب بكلّ ما يتعلّق بطفلها من مُشكلات صحيّة وأعراض تستدعي القلق، وبالنسبة لاحمرار العين فيُوصى بضرورة إعلام الطبيب ومُراجعته في حال استمرّ الاحمرار لأكثر من أسبوع مُتواصل، وتزامن مع واحد أو أكثر من الأعراض الآتية:[٢]


  • إفرازات من العين.
  • تشوّش النظر.
  • زيادة حساسيّة العين للضوء الساطع.
  • الشعور بألم في العين.



علاج احمرار تحت العين عند الأطفال

تختلف العلاجات المُتاحة لاحمرار تحت العين لدى الأطفال باختلاف الأسباب المُرتبطة بذلك، وفيما يأتي توضيح للخيارات العلاجيّة الخاصّة ببعض هذه الأسباب:


الإكزيما

التي تُعدّ من الاضطرابات الجلديّة الشائعة لدى الأطفال، ومن أبرز أعراضها ظهور طفح جلديّ بلون أحمر على مناطق مُختلفة من الجسم، من ضمنها تحت العينين وحولهما، بالإضافة لجفاف الجلد وتقشّره في المناطق المُصابة أو حتّى تورّمها، والشعور بالحكّة فيها، ورغم عدم وجود دواءٍ شافٍ تمامًا منها إلا إنّ هنالك بعض الإجراءات التي تُقلّل إلى حدٍّ كبير من أعراضها، وذلك من خلال الآتي:[٣]

  • ترطيب وجه الطفل باستمرار، بإحدى المُستحضرات الجلديّة المُناسبة، التي تكون خالية من الألوان والعطور، وخاصّة بعد الاستحمام أو غسل الوجه.
  • تقليم أظافر الطفل باستمرار؛ لتفادي جرحه لنفسه عند حكّ المناطق المُصابة وجرح الجلد والتهابه نتيجة ذلك.
  • استخدام المُستحضرات الجلديّة التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات، أو مُثبّطات الكالسينيورين (Calcineurin inhibitors)، التي تُصرف بوصفة طبيّة وتحت إشراف طبي لتقليل تهيّج الجلد والتهابه.
  • الأدوية المُضادّة للهيستامين المُناسبة للطفل، والتي تُصرف من قبل الطبيب.
  • في بعض الأحيان قد يتطلّب العلاج استعمال أنواع من المُضادات الحيويّة أو مُضادات الفيروسات أو مُضادات الفطريات، في حال رأى الطبيب حاجة لذلك وفق حالة الطفل.


التهاب النسيج الخلويّ المُحيط بالعين

أو ما يُعرَف بالتهاب الهلَل المُحيط بالمحجر (Periorbital Cellulitis)، الذي عادًة ما يستهدف الأطفال ممّن أعمارهم أقلّ من 5 سنوات، وهو ناجم عن عدوى بكيتريّة في جفون إحدى العينين أو كلاهما، ما يظهر كاحمرار تحت العين المُصابة، بالإضافة للحُمّى وإفرازات العين وتورّم المنطقة المُصابة، ويُعالج في مُعظم الأحيان خلال أسبوعين من ظهوره، بمُساعدة واحد أو أكثر من العلاجات الآتية:[٤]

  • مُضادات الالتهاب اللاستيرويديّة؛ مثل الأيبوبروفين (Ibuprofen)؛ للسيطرة على التورّم والألم والحرارة الناجمة عن الالتهاب.
  • الباراسيتاول (Paracetamol)؛ لتقليل الألم والحرارة الناجمة عن الالتهاب.
  • المُضادات الحيويّة؛ لعلاج الالتهاب البكتيريّ.


التهاب الجفن

الذي يرتبط في كثير من الحالات بالإصابة بعدوى بكتيريّة، ويتسبّب باحمرار الجفن المُصاب وتقشّره، وزيادة إفراز الدموع في العين المُصابة أو جفافها في حالات أُخرى، كا يُصاحب الالتهاب الشعور بالحكّة والتورّم والحرقة في العين المُصابة، وعادًة ما تستمرّ فترة المرض ما بين أسبوعين حتّى 8 أسابيع، ويُمكن السيطرة على الأعراض بواسطة العلاجات الآتية:[٥]

  • قطرات أو مراهم العين التي تحتوي على المُضادات الحيويّة المُناسبة.
  • قطرات العين التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات.
  • قطرات الدموع الصناعيّة.
  • مُسكّنات الألم، في حال كان الالتهاب يُسبّب الألم للطفل.


الورم الحبيبي الشحمي

الناجم عن انسداد إحدى الغُدد الدهنيّة في جفن العين، وفي حال كان الجفن السفليّ المُتضرّر فقد يُلاحظ احمرار تحت العين لدى الطفل، بالتزامن مع تورّم المنطقة المُصابة، وصعوبة الرؤية في حال كان الورم كبيرًا لدرجة إعاقته للنظر، ويُعالَج حسب عُمر الطفل ودرجة تأثّره بالمُشكلة وقُدرته على تحمّل العلاج، الذي عادًة ما يتضمّن الآتي:[٦]

  • استخدام الكمادات الدافئة، بوضعها على العين المُصابة لمدّة 15 دقيقة، وتكرار ذلك عدّة مرّات خلال اليوم.
  • قطرات العين التي تحتوي على المُضادت الحيويّة.


الإصابة بفيروس كورونا المُستجد

وهو ما أشارت إليه إحدى الدراسات المنشورة مؤخّرًا في مايو من عام 2020، والتي ذكرت فيه بعض الحالات التي عانت من احمرار الجفون من ضمن ما أصابهم من أعراض الإصابة بفيروس كورونا المُستجد (COVID-9)، وتعافيهم من الاحمرار تمامًا بمُجردّ شفائهم من الفيروس؛ ويُرجّح أنّ يكون سبب الاحمرار ناجمًا عن اضطرابات التخثّر التي تُسبّبها الكورونا، والتي قد تُؤثّر في الأوعية الدمويّة الصغيرة في الجفون، ورغم أنّ تعميم هذا الأمر ما زال بحاجة لمزيد من الأبحاث والدراسات، إلا إنّه قد يكون من ضمن أوّل الأعراض التحذيريّة التي تُنذر بإصابة أحدهم بالفيروس، وتُنبهه لضرورة اتّباع الإجراءات الوقائيّة والعلاجيّة اللازمة.[٧]



ممنوعات عند التعامل مع حالات احمرار العين عند الأطفال

ثمّة بعض الأمور الواجب الامتناع عنها وتفاديها أثناء العلاج من المُشكلات والأمراض المُرتبطة باحمرار تحت العين لدى الأطفال، والتي يُوصي بها الطبيب عادًة عند تشخيصه لأسباب الاحمرار، وفيما يأتي ذكر لأمثلة ممّا يجب تفاديه أثناء العلاج وفق كلّ سبب بالضبط:


  • الإكزيما، إذ يجب الانتباه لضرورة تفادي كلّ من الأمور الآتية:[٣]
    • تجنّب غسل الوجه والمناطق المُصابة لفترات طويلة بالماء الساخن أثناء الاستحمام، واستبدالها بالماء الدافئ أو البارد.
    • تجنّب استعمال أيّ مُستحضرات جلديّة مُعطّرة تحت العين أو في الأماكن المُصابة.
    • إبعاد الطفل عن جميع المُهيّجات التي تُحفّز من ظهور أعراض الإكزيما لديه؛ مثل الملبوسات المصنوعة من الصوف، أو وبر الحيوانات، والدخان.
    • تجنّب تعرّض الطفل للعرق المُفرط، وذلك بتجنّب الأجواء والأماكن الحارّة، واستعمال كمادات الماء البارد لتقليل حرارة الجلد في المناطق المُصابة.


  • التهاب النسيج الخلويّ المُحيط بالعين، إذ يُوصى بتجنّب استعمال الأيبوبروفين للأطفال ممّن أعمارهم أقلّ من 6 أشهر من ضن العلاج، إلا إذا كان ذلك بعد استشارة الطبيب وحسب توجيهاته.[٤]


  • التهاب الجفن، إذ يجب الانتباه لضرورة تفادي كلّ من الأمور الآتية:[٥]
    • ضرورة منع الطفل من لمس عينه المُصابة.
    • تجنّب ارتداء الطفل للعدسات اللاصقة إلى حين انتهاء العلاج تمامًا.
    • تجنّب استعمال أيّ مُستحضرات تجميليّة على العين المُصابة للطفل إلى حين تعافيها.
    • تجنّب إعطاء الأطفال الأسبيرين (Aspirin) كمُسكّن للألم، واستبداله بمُسكّنات آمنة ومُناسبة لأعمارهم.


  • الورم الحبيبيّ الشحميّ، إذ يُوصى الطفل المُصاب بضرورة تجنّب لمس الورم أو الضغط عليه وعصره.[٦]


المراجع

  1. "Redness Around The Eye Symptoms, Causes & Common Questions", buoyhealth, 27/8/2020, Retrieved 5/2/2021. Edited.
  2. Lydia Kibet (21/12/2020), "What causes redness around the eyes?", medicalnewstoday, Retrieved 5/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Joseph Bennington-Castro (10/9/2019), "An Essential Guide to Baby Eczema: Causes, Symptoms, Treatment, and More", everydayhealth, Retrieved 5/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Periorbital Cellulitis in Children", drugs, 16/11/2020, Retrieved 5/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Blepharitis (Child)", fairview, Retrieved 5/2/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Chalazion", chop, Retrieved 5/2/2021. Edited.
  7. Samantha Kalner, Irene J. Vergilis (11/5/2020), "Periorbital erythema as a presenting sign of COVID-19", ncbi, Retrieved 5/2/2021. Edited.
8001 مشاهدة
للأعلى للسفل
×