اختبار تحمل الجلوكوز

كتابة:
اختبار تحمل الجلوكوز

مرض السكري

مرض السكري هو ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم على الحدَّ الطبيعي، حيث الغلوكوز (السكر) هو المصدر الرئيس للطاقة وتستخدمه الخلايا لإنتاج الطاقة اللازمة لتنفيذ العمليات الحيوية المختلفة، وحتى ينتقل من الدم إلى داخل الخلايا يجب توفر هرمون الإنسولين؛ لذلك عند نقصان أو انعدام توفر هرمون الإنسولين في الدم لا يستطيع الانتقال إلى داخل الخلايا ويبقى مستواه مرتفعًا في الدم، كذلك توجد عدّة حالات مَرَضيّة تصبح الخلايا مقاومة لهرمون الإنسولين ولا تستجيب له، مما يؤدي أيضًا إلى عدم دخوله إلى الخلايا وتراكمه في الدم، وهذا هو مرض السكري، ويُجرى تشخيص الإصابة من خلال مجموعة من الفحوصات المخبرية.[١]


ما المقصود باختبار تحمل الجلوكوز

يُعدّ سكري الحمل من الأمراض الخطيرة التي قد تصاب المرأة الحامل بها، وعدم اكتشاف الإصابة وعدم علاجها قد يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات على المرأة الحامل والجنين، ويُجرى اختبار تحمّل الغلوكوز في صورة فحص روتيني للحوامل جميعهن في الأسابيع 24-28 من الحمل، وقد يُوصي الطبيب بإجرائه في وقت مبكر من الحمل إذا ظهرت على الحامل أعراض الإصابة بسكري الحمل، ويقوم مبدأ الاختبار على مبدأ قياس قدرة خلايا الجسم على امتصاص الغلوكوز من الدم في وقت محدد؛ ذلك عن طريق تناول المرأة الحامل كمية محددة من سكر الغلوكوز يحددها الطبيب بناءً على وزن المرأة ومستوى السكر الصيامي لديها، ثم قياس نسبة السكر في الدم عدة مرات خلال ساعتين من تناوله.[٢]


ما أنواع مرض السكري؟

توجد ثلاثة أنواع رئيسة من مرض السكري وهي الأكثر انتشارًا، وتُذكَر في الآتي :[١]

  • مرض السكري النوع الأول، يُسمّى هذا النوع سكري الأطفال؛ لأنّه أكثر شيوعًا عند الأطفال، لكنه يصيب الكبار أيضًا، وتحدث الإصابة بسبب مهاجمة جهاز المناعة خلايا في البنكرياس المسؤولة عن إنتاج هرمون الإنسولين، مما يتسبب في تدميرها، ويعتمد العلاج على الحقن بالإنسولين مدى الحياة.
  • مرض السكري النوع الثاني، هو أكثر الأنواع شيوعًا، وغالبًا ما يصيب الكبار بعد منتصف العمر، غير أنّه يصيب الأطفال، ويحدث بسبب عدم إنتاج البنكرياس كمية كافية من الإنسولين، أو عدم استجابة خلايا الجسم له.
  • مرض سكري الحمل، الذي يتطور عند النساء أثناء الحمل، ويختفي بعد الولادة في بعض الحالات، غير أنّه قد يبقى عند المرأة في حالات أخرى، وتُعدّ النساء المصابات به الأكثر عرضة لتطور مرض السكري من النوع الثاني في المستقبل.


كيف يمكن تشخيص مرض السكري؟

يبدأ الطبيب تشخيص الإصابة بأخذ الأعراض التي يعاني منها المصاب ووقت ظهورها، والتاريخ العائلي للإصابة بمرض السكري، وبعدها تُجرى مجموعة من الفحوصات المخبرية لتأكيد التشخيص، وتتضمن ما يأتي:[٣]

  • فحص السكري التراكمي، يُجرى على عينة من دم الوريد، ومن خلاله يُعرَف مستوى السكر في الدم في الثلاثة أشهر السابقة، وهي معدل عمر خلايا الدم الحمراء، ولا يلزم الصيام قبل إجراء الفحص.
  • فحص السكر الصيامي، يلزم الصيام قبل إجراء الفحص بثماني ساعات، ويُنفّذ على عينة من الدم مسحوبة من الوريد أو الإصبع.
  • فحص السكر العشوائي، لا يلزم الصيام قبل إجراء الفحص، ويُجرة التحليل على عينة من الدم تُسحَب خلال أيّ وقت من اليوم دون التقيّد بما قبل الطعام أو بعده؛ لذلك سُمّي بالفحص العشوائي.
  • تحليل مستوى البيبتيد سي، هو الفحص الرئيس لتشخيص مرض السكري النوع الأول، فانخفاض مستواه في الدم يدلّ على عدم أو قلة تصنيع الإنسولين في الجسم.
  • تحليل الأجسام المضادة للإنسولين، الذي يكشف عن وجود أجسام مضادة تُحطِّم الإنسولين في الجسم.
  • اختبار تحمل الغلوكوز، هذا الفحص يُشخِّص مرض سكري الحمل بالدرجة الأولى، ويساعد في تشخيص أنواع السكري الأخرى.


التحضير لاختبار تحمل الغلوكوز

تجب على المرأة مراعاة عدة أمور قبل إجراء التحليل، ومن أبرزها:[٢]

  • قبل عدة أيام من إجراء الفحص يجب اتباع النظام الغذائي المعتاد، ويُنصَح بعدم تغييره أو تقليل كمية الطعام المُتناولة من الحامل.
  • توجد بعض أنواع الأدوية التي قد تتداخل مع نتيجة تحليل تحمل الجلوكوز؛ مثل: مدرّات البول، ومضدات الاكتئاب، لذلك يجب إخبار الطبيب بالأدوية جميعها التي تتناولها الحامل.
  • يجب الصيام قبل موعد سحب عينة من الدم لمدة ثماني ساعات على الأقل، وخلال هذه المدة يُمنَع تناول أيّ نوع من الطعام أو الشراب؛ مثل: القهوة، والعصائر، والشاي، ويُسمح بشرب الماء فقط.
  • يُفضّل عدم الذهاب إلى الحمام قبل إجراء الفحص؛ فغالبًا ما يُطلب إجراء تحليل بول متزامن مع فحص تحمل الجلوكوز في الدم.


كيفية إجراء اختبار تحمل الجلوكوز

يختلف هذا الاختبار عن باقي فحوصات تشخيص مرض السكري بطريقة إجرائه، وطريقة إجرائه وفق الآتي[٤]

  • سحب عينة من دم الوريد، وقياس نسبة السكر الصيامي فيها.
  • أخذ الوزن للمرأة الحامل.
  • تحديد الطبيب جرعة الجلوكوز التي تتناولها المرأة الحامل بالاعتماد على نسبة السكر في الدم ووزن المرأة، وغالبًا تُحدّد بـ 75 غرامًا، وإذابتها في كوب ماء.
  • شرب كوب الماء المذاب به السكر.
  • أخذ عدة عينات من الدم خلال الثلاث ساعات التالية أو الساعتين التاليتين فقط، وقياس نسبة السكر في كلٍّ منها.


مضاعفات اختبار تحمل الجلوكوز

تحدث مجموعة من الآثار الجانبية عند إجراء اختبار تحمل الجلوكوز، وغالبًا هي غير خطيرة، ومن أبرزها:[٤]

  • الشعور بالدوار، أو التعرض للإغماء عند سحب الدم.
  • تورم واحمرار وانتفاخ مكان سحب الدم.
  • الشعور بالغثيان، والتقيؤ بعد شرب الماء المذاب به السكر؛ لعدم احتمال مذاقه الحلو.
  • ضيق التنفس بعد تناول هذا الماء.
  • الإسهال.[٢]
  • الإمساك.[٢]
  • اضطرابات في المعدة.[٢]


نتائج اختبار تحمل الجلوكوز

إذا أظهرت النتائج ارتفاع في نسبة السكر على الحد الطبيعي يطلب الطبيب إعادة التحليل مرة أخرى في وقت آخر لتأكيد التشخيص، ونتائج الاختبار هي:[٥]

  • الشخص الطبيعي، حيث الاستجابة لارتفاع السكر في الدم طبيعية، ولا تعاني المرأة من سكري الحمل إذا كانت نتيجة التحليل بعد ساعتين أقل من 140 ملغم/ديسيليتر، وكانت النتائج جميعها خلال الساعتين أقلّ من 200 ملغم/ديسيليتر.
  • ضعف تحمل الجلوكوز، يعاني الشخص أو المرأة الحامل من هذه الحالة إذا ظهرت نتيجة تحليل السكر الصيامي أقل من 126 ملغ/ ديسيلتر ومستوى الجلوكوز عند قياسه بعد ساعتين يتراوح بين 140-199 ملغ/ ديسيلتر، وتُسمّى هذه الحالة بما قبل السكري؛ لأنَّ معظم المصابين بها يتطور المرض لديهم في المستقبل.
  • الإصابة بسكري الحمل، حيث المرأة مصابة به إذا ظهر مستوى السكر الصيامي أعلى من 92 ملغ/ ديسيلتر، ومستوى السكر في الدم بعد ساعتين أعلى من 153 ملغ/ ديسيلتر.
  • مرضى السكري، يُجرى التشخيص بالإصابة عند إجراء اختبارين تشخيصيين على الأقل لمستوى السكر في الدم، مع ظهور النتائج مرتفعة، ونتائج فحص تحمّل الغلوكوز في الدم لمرضى السكري بعد ساعتين أعلى من 200 ملغم/ ديسيليتر، وفحص السكري الصيامي أعلى من 126 ملغم/ ديسليتر، ولتأكيد التشخيص يُجرى هذا الأخير، والنتيجة أعلى من 6.5٪.


أسئلة شائعة حول اختبار تحمل الغلوكوز

هل هناك مخاطر أو آثار جانبية لاختبار تحمل الغلوكوز؟

تعد المخاطر المرتبطة باختبار تحمل الغلوكوز طفيفة، وتشمل على الحصول على عينة دم صغيرة، بعد سحب الدم قد يعاني المريض من ظهور كدمات أو نزيف، كما قد يشعر بالدوار أو الدوار.[٦]

ما الذي يمكن فعله للوقاية من الإصابة بسكري الحمل؟

تعد مقاومة الأنسولين هي جزء طبيعي من الحمل، لهذا السبب من الصعب منع الإصابة بسكري الحمل، ومع ذلك يوجد بعض الطرق التي يمكن من خلالها تقليل مخاطر الإصابة، ففي حال كانت الحامل تعاني من زيادة الوزن قبل الحمل فعليها فقدان وزنها قبل الحمل، ومن الجدير بذكره أنه يجب على الحامل تجنب فقدان الوزن أثناء الحمل.

كما يمكن أن يساعد ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة قبل وأثناء الحمل في منع الإصابة بسكري الحمل، لكن إذا لم تكن الحامل تمارس الرياضة قبل الحمل يجب استشارة الطبيب قبل ممارستها أثناء الحمل، كما تنصح الحامل بتناول مصادر الكربوهيدرات الكاملة الغنية بالألياف والممزوجة بالبروتين والدهون للمساعدة في الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب "What is Diabetes?", www.niddk.nih.gov, Retrieved 06-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Glucose Tolerance Test: Purpose, Procedure, and Risks", www.healthline.com, Retrieved 06-12-22019. Edited.
  3. "List of tests for diabetes", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 06-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Glucose tolerance test - non-pregnant", medlineplus.gov, Retrieved 06-12-2019. Edited.
  5. "Glucose Tolerance Test", www.medicinenet.com, Retrieved 06-12-2019. Edited.
  6. "Glucose tolerance test", www.mayoclinic.org, Retrieved 20-5-2020. Edited.
  7. "Glucose Tolerance Test: Purpose, Procedure, and Risks", www.healthline.com, Retrieved 20-5-2020. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×