محتويات
السكري
السكري هو حالة تصيب الشخص يصاحبها ارتفاع مستمر في سكر الدم عن معدلاته الطبيعية، فلا يعود الجسم قادرًا على تصنيع الإنسولين بالكميات التي يحتاجها، ويعدّ السكري السبب الرئيس للعديد من الأمراض، كالعمى، والنوبات القلبية، وفشل الكلى، وقطع الأطراف السفلى من الجسم، كما أنه من أكثر الأمراض انتشارًا؛ إذ ارتفعت معدلات الإصابة به على الصعيد العالمي لدى البالغين من 4.7% في عام 1980 إلى 8.5% في عام 2014.
يوجد نوعان أساسيان من مرض السكري، هما: سكري النمط الأول، وسكري النمط الثاني، والأشخاص المصابون بمرض السكري يحتاجون إلى استخدام الأدوية؛ وذلك للحفاظ على مستويات سكر الدم ضمن الحدود الطبيعية، ويعتمد نوع الأدوية المستخدمة على النّوع المصاب به الشخص.[١]
أدوية مرض السكري
إنّ الهدف الأساسي من الطرق المتبعة في علاج مرض السكري هو الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المستويات الطبيعية، ومن هذه الطرق اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة، إذ إنها لا تقلّ أهميّةً عن استخدام الأدوية، كما أنها قد تكون كافيةً للسيطرة على المرض، إلا أنه قد يحتاج المريض أيضًا إلى استخدام الأدوية بمختلف أنواعها.[٢] ويمكن توضيح تلعلاجات المستخدمة على النحو الآتي:
الإنسولين
يكون البنكرياس عند مرضى السكري غير قادر على تصنيع الإنسولين (في النّوع الأول أو بعض حالات النوع الثاني) الذي يحتاجه الجسم لتحويل الجلوكوز إلى طاقة، لذلك يلجأ المرضى إلى استخدام الإنسولين بمختلف أشكاله، سواء الحقن، أو من خلال استخدام المضخّة، إذ يستخدم في علاج سكري النوع الأول، وفي حالات النوع الثاني إذا لم يستجب المرضى لأنواع الأدوية الأخرى، وعادةً ما يحدد الطبيب الجرعة اللازمة وعدد المرات التي يجب فيها استخدام الإنسولين اعتمادًا على عوامل عدة، مثل: وزن الجسم، ووجبات الطعام، ومعدل التمارين الرياضية التي يمارسها الفرد، وفي ما يتعلق بكمية الإنسولين التي يحتاجها الجسم لا توجد جرعة قياسية منه، كما توجد خمسة أنواع منه الإنسولين القابل للحقن، هي:[٣]
- الإنسولين سريع المفعول: يبدأ تأثيره بعد عدة دقائق، ويستمر لمدة ساعتين إلى أربع ساعات.
- الإنسولين قصير المفعول: يبدأ تأثيره خلال 30 دقيقةً، ويستمر لمدة 3-6 ساعات.
- الإنسولين متوسط المفعول: يبدأ تأثيره خلال ساعة إلى ساعتين، ويستمر لمدة أكثر من 18 ساعةً.
- الإنسولين طويل المفعول: يبدأ تأثيره خلال ساعة إلى ساعتين، ويستمر لمدة 24 ساعةً.
- الإنسولين طويل المدى: يبدأ تأثيره خلال ساعة إلى ساعتين، ويستمر لمدة 42 ساعةً.
يستخدم بعض المرضى مضخّة الإنسولين المحوسبة التي تزوّد الجسم بكميات محددة منه، وذلك حسب عدة عوامل، منها: كميات الطعام المتناولة، ومستوى السكر في الدم، وهي أجهزة صغيرة مُحوسبة، تُرتدى على الحزام أو تُوضع في الجيب أو تحت الملابس، تُزوّد الجسم بالإنسولين سريع المفعول لمدة 24 ساعةً، وذلك من خلال أنبوب مرِن صغير يسمى المُغذيّ، يُدخل تحت الجلد عن طريق إبرة، ثمّ تُزال الإبرة من تحت الجلد ويبقى الأنبوب فقط، ويتغير الأنبوب كل 2-3 أيام، لمراقبة مستويات الغلوكوز في الدم، ويُعدّ أمرًا مهمًا لمستخدمي مضخّات الإنسولين، وذلك من خلال جهاز مراقبة الغلوكوز.[٤]
الأدوية المُخفّضة للسكر
الهدف من العلاج عند الإصابة بالسكري من النوع الثاني هو زيادة كفاءة الجسم في استخدام الإنسولين، أو التخلص من السكر الزائد في الدم، ومعظم أدوية السكري النوع الثاني تؤخذ عبر الفم، والقليل منها يعطى بالحقن، وفي بعض الحالات قد يتطلَّب الأمر استخدام الإنسولين أيضًا،[٥] ومن أدوية سكري النوع الثاني ما يأتي:
- مثبطات ألفا جلوكوسيديز: توقِف هذه الأدوية تحطيم النشويات في الأمعاء، وتُبطئ تحطيم بعض أنواع السكريات، ويقوم مبدأ عملها على تقليل سرعة ارتفاع مستويات السكر في الدم بعد تناول وجبات الطعام؛ لذا فهي تؤخذ عند البدء بتناوله، وقد تسبب بعض الأعراض الجانبية، كالغازات، والإسهال.[٦] ومن أمثلتها:
- أكاربوز، يعطى ثلاث مرات يوميًّا مع وجبات الطعام، ويعتمد تحديد الجرعة على الاستجابة للعلاج، والحالة الصحية للمصاب.[٦][٧]
- ميجليتول، يؤخذ هذا الدواء الفموي عند البدء بتناول الطعام، أمَّا الجرعة الأولية منه فتُعطى بمعدل 25 ملليغرامًا ثلاث مرات يوميًّا، ويعدّل الطبيب الجرعة بعد أربع أسابيع أو ثمانية لتصبح 50 ملليغرامًا ثلاث مرات يوميًّا، وقد يعدّلها إلى 100 ملليغرام بعد ثلاثة أشهر ثلاث مرات في اليوم، وهي الحد الأقصى، ويعتمد تعديل الجرعة على حالة المصاب وحاجته.[٦][٨]
- البيغوانيد: تقلل هذه الأدوية مستوى السكر في الدم عن طريق تقليل كمية الجلوكوز التي يُنتجها الكبد، وتزيد حساسية الأنسجة العضلية للأنسولين وامتصاصها للجلوكوز، ومن أمثلتها دواء ميتفورمين، الذي يتوفّر على شكل أقراص بجرعة 500 مللغرام، أو 750 مللغرامًا، أو 850 مللغرامًا، أو 1000 مللغرام، أو 500 مللغرام/5 مل، أمَّا الجرعة الأولية فتعطى بمعدل 500 مللغرام مرتين يوميًّا، أو 850 مللغرامًا مرةً واحدةً يوميًّا، وتُعدّل الجرعة بما تقتضيه حالة المصاب، ومن الأعراض الجانبية التي قد تترافق مع تناوله الإسهال، الذي يُمكن تخفيفه بتناول الدواء مع وجبات الطعام.[٦][٩]
- ثيازوليدينديون: تساعد الأدوية التي تنتمي إلى هذه المجموعة على استخدام الإنسولين بكفاءة أكبر في الدهون والعضلات، وتقليل إنتاج الجلوكوز من الكبد، ومنها دواء بيوغليتازون، وروزيغليتازون، ويجب التنبيه إلى ضرورة مراقبة الكبد أثناء تناول هذه الأدوية، كما أنَّها قد تزيد خطورة الإصابة بفشل القلب.[٦]
- محفزات الدوبامين 2: تساهم في خفض مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام، ومنها بروموكريبتين.[٦]
- المغليتينيد: تحفّز هذه الأدوية خلايا بيتا في البنكرياس لإنتاج الإنسولين، ومن أمثلتها: ناتيغلينيد، وريباجلينيد، وتؤخذ أقراص أدوية المغليتينيد ثلاث مرات قبل وجبات الطعام، ومن الأعراض التي قد تسبِّبها انخفاض سكري الدم.[٦]
- السلفونيل يوريا: تساعد الجسم على إفراز كميات أكبر من الإنسولين، ومن الأعراض التي قد تترافق مع تناولها زيادة الوزن، وانخفاض سكر الدم، أمَّا الأدوية التي تنتمي إلى هذه المجموعة فمنها غليبيزيد، ويتوفر على شكل أقراص بمعدل 5 أو 10 ملليغرام، وأقراص ممتدة المفعول بمعدل 2.5 أو 5 أو 10 ملليغرام، وتؤخذ الأقراص الفموية منها بمعدل 5 ملليغرام يوميًّا.[١٠][١١]
- مثبط ثنائي ببتيديل ببتيداز 4: يساهم في تقليل مستويات السكر في الدم، لكنَّه قد يسبب آلامًا في المفاصل، وزيادة خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس، ومن أمثلة هذه المجموعه الدوائيَّة سيتاغلبتين، وساكساغلبتين.[١٠]
- مثبطات ناقل مشارك صوديوم/جلوكوز 2: تمنع الكلى من إعادة امتصاص السكر إلى الدم، بل إفرازه في البول، ومن أمثلتها: أمباغليفلوزين، وكاناجليفلوزين، وتقلل هذه الأدوية من خطر الإصابة بالجلطات الدماغية، والنوبات القلبية، ومن الأعراض الجانبية لها الإصابة بعدوى في القناه البولية، وانخفاض ضغط الدم، أمَّا كاناجليفلوزين فهو يزيد خطورة بتر الأطراف السفلية.[١٠]
- ناهضة مستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1: منها إكسيناتيد، وليراجلوتايد، وهي من الأدوية التي تعطى بالحقن، ويقوم مبدأ عملها على إبطاء هضم الطعام، والمساعدة على تقليل مستويات السكر في الدم، وتترافق مع نزول الوزن، ومن الأعراض الجانبية التي قد تسببها الغثيان، وزيادة خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس.[١٠]
أعراض الإصابة بمرض السكري
توجد علامات وأعراض تحذيرية تشير إلى احتمالية الإصابة بمرض السكري، منها[١٢]:
- العطش المُفرِط.
- الجوع الشديد.
- التبول المتكرر.
- فقدان الوزن.
- عدم وضوح الرؤية.
- بُطء التئام الجروح.
- الغثيان.
- جفاف الفم.
- الصداع.
عوامل تزيد احتمالية الإصابة بالسكري
تتضمن هذه العوامل ما يأتي[١٣]:
- زيادة الوزن.
- التاريخ العائلي من مرض السكري.
- مستوى الكولسترول عالي الكثافة أقل من 40 ملغ / ديسيلتر أو 50 ملغ / ديسيلتر.
- التاريخ المَرَضي من ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بسكري الحمل.
- ولادة طفل يبلغ وزنه أكثر من 9 أرطال.
- التاريخ المرضي من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
- الانحدار من أصل أفريقي، أو أمريكي أصلي، أو أمريكي لاتيني، أو من أصل آسيوي من منطقة المحيط الهادئ.
- العمر أكبر من 45 سنةً.
- نمط الحياة الخامل.
المراجع
- ↑ "Diabetes", WHO, Retrieved 22-11-2018. Edited.
- ↑ Rachel Nall RN MSN , Suzanne Falck, MD, FACP (8-11-2018)، "An overview of diabetes types and treatments"، medicalnewstoday, Retrieved 14-11-2018.
- ↑ "Understanding Diabetes -- Diagnosis and Treatment", webmd, Retrieved 10-11-2018.
- ↑ "Diabetes Mellitus: An Overview: Management and Treatment ", clevelandclinic,11-5-1028، Retrieved 12-11-2018.
- ↑ Kristeen Cherney, "A Complete List of Diabetes Medications"، healthline, Retrieved 2019-11-17. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "What Are My Options?", diabetes, Retrieved 2019-11-17. Edited.
- ↑ "Acarbose", webmd, Retrieved 2019-11-17. Edited.
- ↑ "Miglitol Dosage", drugs, Retrieved 2019-11-17. Edited.
- ↑ "Metformin Dosage", drugs, Retrieved 2019-11-17. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Type 2 diabetes", mayoclinic, Retrieved 2019-11-17. Edited.
- ↑ John P. Cunha, "GLIPIZIDE"، rxlist, Retrieved 2019-11-17. Edited.
- ↑ Jennifer Berry (2019-3-11), "How does high blood sugar (hyperglycemia) feel?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-10-31. Edited.
- ↑ Rachel Nall RN MSN (2018-11-8), "An overview of diabetes types and treatments"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-10-31. Edited.